الثامن من شهر مارس من كل سنة هو اليوم العالمي للمرأة تتحدد فيه الصرخة في وجه الاستعباد وكل أشكاله. وتأتي ذكرى اليوم العالمي للمرأة 2012 في مرحلة هي الأصعب قي تاريخ بلادنا وذلك بسبب الحملة الشرسة من قبل القوى الرجعية الظلامية ضد كل ما حققته المرأة في تونس من مكتسبات هي حصيلة نضالاتها على مر عقود من الزمان. وفي هذه المناسبة العظيمة تجمعت القوى التقدمية والديمقراطية من وجوه نقابية وحزبية ومجتمع مدني أمام المسرح البلدي بصفاقس يوم الخميس 8 مارس 2012 لترفع صوتها عاليا : معا عمالا وعاملات، معا فلاحين وفلاحات كادحين وكادحات، معا طلبة وطالبات معا ثوريين وثوريات نحو الثورة لتحرير المرأة والمجتمع، فضلا عن نشيد الثورة وشعارات أخرى تدافع عن العلم التونسي المفدّى رمز الوطن وتجرّم كلّ يد تطاولت عليه وتدعو إلى تكريم الطّالبة التي دافعت عنه وهو شرف وأيّ شرف للمرأة في يومها العالمي. على هامش هذا اليوم المشهود الذي عاشته مدينة صفاقس التقت الشعب بالمناضلات راضية النصراوي ونعيمة الهمّامي وجمعة الحاجّي اللّواتي قدمن إلى صفاقس للمشاركة في ندوة تحت عنوان: «شهادات حيّة لنساء مناضلات في سنوات الجمر» نظمتها المندوبية الجهوية للثقافة والجمعية التونسية للنّساء الديمقراطيّات فرع صفاقس وذلك بالمركّب الثقافي محمد الجموسي لتلقي عليهنّ نفس السؤال: « قدّمت كل واحدة منكن شهادات حية لمناضلات في سنوات الجمر يعني قبل 14 جانفي 2011 تاريخ تحرّر الشعب التونسي من الدكتاتور بن علي وزبانيته وأزلامه ومنذ ذلك اليوم بماذا تصفين هذه المدّة (14 شهرا ) و خاصة في ما يهم وضعية المرأة بالتحديد؟» الأخت نعيمة الهمّامي : مناضلة نقابية و سياسية: هذا زمن النار التي تشتعل فالمرأة بين منعرج غير واضح وهي تتلمس الطريق الذي ينتهي بها إلى تحقيق حقوقها الكاملة. كانت المرأة تطالب بتحقيق المساواة في العمل والتعليم والمناصب الإدارية واليوم من نكد العيش أن المرأة تناضل من أجل المحافظة على المكتسبات التي كانت تريد تطويرها من قبل. واليوم نلاحظ أيضا أن عديد المناضلات خائفات من ضياع الحريات التي اكتسبتها المرأة وسجلتها بنضالات مريرة. الأخت جمعية الحجّي: مناضلة نقابية: المرأة وبالتحديد بالرديف تعيش أوضاعا مأساوية لا شغل ولا آفاق تبشر بالخير وأنا أدعو نساء بلادي وبالتحديد بالرديف إلى أن ينخرطن في النشاط النقابي و العمل الجمعياتي حتّى يحققن العيش الكريم ويحافظن على ما حققته المرأة على مرّ الأجيال كما ألاحظ أن بروز خط رجعي هو بحقّ خطر يداهم مكتسبات المرأة. الأخت راضية النصراوي: حقوقية ومناضلة سياسية: تلوح في الأفق رغبة في العودة إلى زمن الرشد الذي يذكّرنا بالقرون الوسطى وكأنّنا لم ننجب الطاهر الحداد الذي نادى بالمساواة بين المرأة والرجل في جميع مجالات الحياة كاختيار الزوج والحق في التعلم كيف لا ونحن أصبحنا نسمع من حين إلى آخر بمن يطالب بتعدد الزواج وبالزواج العرفي وبالتالي القضاء على كثير من المكتسبات التي حققتها المرأة في الماضي. إنني أشعر بحق بالمرارة لأنني ما كنت أحسب وأتصور بالمرّة أن أتحدث عن أشياء ظننّا أنا ودعنا وداعا لا رجعة فيه ولكنّي أقول لأصحاب هذه الدعوات بأن محاولاتهم للزجّ بالمجتمع التونسي في غياهب الظلام و الديجور يائسة ولن تمرّ لأن التونسيين والتونسيات الذين صنعوا بأفكارهم النيّرة ورغبتهم في الحرية ثورة 14 جانفي لن يقبلوا إلا بالتفتح والعيش في مناخ مفعم بحرية الفكر والمعتقد واللباس وغيرها.