تقاسيم وجهها تحمل وجع الوطن والام الذاكرة..وطن اعطته احلى ايام شبابها..ذاكرة حملت صورا متقاطعة تمتد من سجن النساء بمنوبة الى الدروب الصعبة نحو محتشد برج الرومى باعالى بنزرت الشهيدة.. سنين طويلة مرت بين غلظة السجان القبيح ومطاردات البوليس الدستوري الحاقد عليها وعلى امير السجناء القابع خلف الابواب الحديدية... عائشة بالعابد بن خضر كانت اول مناضلة سياسية تدشن سجن النساء بمنوبة في اول بداية السبعين حين وقفت في وجه الطاغوت شامخة في قاعة ضيقة من قاعات مسلخ العدالة وصاحت في وجه القاضي -السجان-الفاشست ونالت جراء صدقها وانفتها وجبروتها اول حكم بالسجن صحبة رفيقها الراحل الكبير نور الدين بن خضر الذى احبها مثلما احب الفقراء وخريطة البلاد.. عائشة فتحت امام مناضلات اليسار درب الانعتاق والحرية وكسرت حاجز الصمت وذكورية النضال السياسي واكتشفت اساليب التعذيب في اقبية وزارة العار وانخرطت مع رفاقها في معركة كانت تبدو خاسرة من الاساس.. عائشة ..ام وصديقة ورفيقة الجميع..رغم غبن الزمان وفراق الحبيب ونكران بعض المناضلين الصغار..بقيت صامدة صامتة كصخور برج الرومى الصماء.. وان فقدت اعز الرجال فان لها في قلوب العشرات من مناضلى اليسار حبا لا يرقى اليه الشك... تحية لها في عيد المراة..وقبلة حرى على جبينها..وموعد قائم لللقاء...