يوم الاثنين الفارط 12 مارس 2012 أقيم حفل بمدينة بن عروس تم خلاله تدشين «ساحة زهير اليحياوي التونسي» وزهير الحياوي من أوّل المدونين التونسيين الذين مارسوا حقّهم كمواطنين في إعلام حرّ على الأنترنت. ساهم في تأسيس مجموعة «تكريز» ثم أسس موقع «تونيزين»(tuneZINE) الذي كان يدون فيه تحت اسم مستعار «التونسي» من مركز انترنت عمومي في بن عروس، أين طرح الاستفتاء الخاص تحت عنوان «هل تونس جمهورية أم مملكة أم حديقة حيوانات أم سجن» ردا على استفتاء بن علي لتزكيته برئاسة رابعة، وهو هو أول من نشر رسالة القاضي اليحياوي إلى بن علي. وقع اكتشافه وإيقافه سنة 2002، وتم الحكم عليه بسنتين سجن قضاهما في زنازين برج الرومي بين المرض (الأسنان والقلب بالخصوص) والتعذيب غير أن نظام بن علي أطلق سراحه في نوفمبر 2003 بعد الضغط الذي مارسته المنظمات الحقوقية والمدافعة عن حرية الصحافة والإعلام وخاصة منظمة «مراسلون بلا حدود»، وبعد أن دخل زهير اليحياوي في إضراب عن الطعام، إلا أن الموت لم يمهله فسرع بموته بنوبة قلبية بمستشفى الحبيب ثامر بالعاصمة يوم 13 مارس 2005 عن سن 36 ولم تخلو جنازته بمقبرة سيدي مصباح ببن عروس من أعين البوليس السياسي من سلامة امن الدول إلى فرق الإرشاد وصولا إلى منخرطي الشعب الدستورية. ظل زهير اليحياوي من قبره كابوسا يقض مضجع بن علي في قصره، لان المدونين تناسلوا على مختلف المواقع الالكترونية ودججوا المبحرين في تونس كما العالم بالأخبار والمقاطع المصورة لوحشية النظام السابق وفنون قمعه للحريات حتى تمكنوا، بمعية الشهداء والمناضلين من إسقاطه يوم 14 جانفي 2011 ومعه اسقطوا عمار 404 وسملوا أعين البوليس المرابط خلف أزرار الحواسيب بحثا عن المواطنين الافتراضيين ولكن هل فعلا تخلص الشعب التونسي من الرقابة على الانترنت؟ وهل بدأت تستوعب الحكومة المؤقت أن القمع وضرب الحريات لا يولد إلا الانتفاض والرفض والتمرد؟ وهل أن إعلان يوم وطني لحرية الانترنات الموافق ليوم 13 مارس من كل سنة سيجعل هذا الفضاء الافتراضي متحررا من كل القيود؟