عالم آخر ممكن ... تونس أخرى ممكنة ... تحت هذا الشعار تحتضن تونس السنة المقبلة أشغال المنتدى الاجتماعي الدولي في دورته العاشرة والتي ستقام تحديدا خلال شهر مارس 2013، وفي هذا السياق انعقدت يوم الأحد بدار الاتحاد العام التونسي للشغل جلسة جمعت لجنة التنظيم والبعثة الدولية والتي مثلت فرصة لتبادل الأفكار قصد إنجاح هذه التظاهرة... وقد ضمت البعثة الدولية خبراء من فرنسا والبرازيل والمغرب الذين أجمعوا على البعد الرمزي لتنظيم الدورة المقبلة في تونس فقد أوضح غوستاف ماسياه عضو اللجنة الدولية للمنتدى الاجتماعي أن ما حصل في الرديف سنة 2008 مثل مرحلة جديدة مثلت انطلاقة للثورة التي لم تعرف الحدود والدليل أنها انطلقت من تونس لتبلغ دولا عربية أخرى وحتى دولا أروبية شهدت توترات واحتجاجات على التهميش وطلبا للكرامة والعدالة الاجتماعية واعتبر في هذا السياقان احتضان تونس للدورة القادمة من المنتدى الاجتماعي العالمي سيكون فرصة جيدة للانطلاقة الفعلية للفترة الرابعة من مسار مناهضة العولمة... كما وأفاد البرازيلي شيكو وايتاكر أنه متأكد من نجاح مهد الثورات العربية في احتضان هذا الحدث العالمى داعيا لجنة التنظيم إلى تشريك جميع الفئات في هذه المناسبة وخاصة الطلبة الذين ساهموا بشكل كبير في الثورات العربية... رهانات منتدى 2013 طرح المتدخلون في هذا الاجتماع جملة من الرهانات أهمها رهان العدالة الاجتماعية من خلال تعبئة الريا العام للنضال من اجل تحقيق العدالة الاجتماعية والقضاء على ثالوث الفقر و البطالة والتهميش وحول هذه النقطة يقول المغربي كال الحبيب أن دور النقابات ومنظمات المجتمع المدني مهم جدا في هذه النقطة خاصة على مستوى المحلي لهذه المنظمات داعيا إلى قبول المنظمات الجديدة التي أفرزتها الثورة شريطة مساهمتها الفعلية في هذا التوجه و عدم الاكتفاء بالمشاركة لمجرد الحضور وإنما تقديم مقترحات عملية ووثيقة عمل يمكن الاستئناس بها... زيادة على الرهانات المتعلقة بإرساء الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات في مختلف المجالات والتوجهات خاصة بعد التخلص من الأنظمة الديكتاتورية ... كما انه من الضروري حسب ما أكده المشاركون تحقيق الأهداف التي قامت لأجلها الثورة والمتمثلة أساسا في القضاء على الفساد الذي تسبب في كل هذه المشاكل الاجتماعية ليس في الدول التي شهدت ثورات بل في كل أنحاء العالم فكلما ازداد الفساد انتشارا ارتفعت معدلات الفقر والظلم ولذلك لابد من النضال لوضع نظم جديدة مبنية على أساس المساواة و العدل واحترام القانون... احترام حقوق المهاجرين من بين أهم النقاط التي يعمل المنتدى الاجتماعي على تركيزها وضمانها قانونيا هي حق المهاجرين وخاصة المفقودين وفي محاولة لإيجاد الدعم لعائلات المفقودين من المهاجرين غير الشرعيين التونسيين تمت دعوة ممثلين عن عائلات المفقودين ، الذين اختاروا هذا الحل هروبا من البطالة في محاولة منهم لإيجاد فرص لحياة كريمة لكن ماحدث كان عكس ذلك فالعديد منهم مازالو في عداد المفقودين ولم ترد على عائلاتهم أي أخبار أو اتصالات منهم... وهنا تؤكد لطيفة شوي خام احد المفقودين أن الانتظار طال وان الحكومة لم تقدم أي إجابة حول هذه المسالة بل أنها اكتفت بارسال قرص يضم بصمات 300 مهاجر فقط في حين إعدادهم تتجاوز العشرين ألف ... كما أن عائلات المفقودين حاولوا مد السلطات التونسية بتسجيلات على شبكة الانترنت أو لتقارير تلفزية ظهر فيها أبناؤهم لكن وجدوا كل الأبواب مغلقة ... كما تؤكد هاجر وهي أم لشابين مفقودين أن الحكومة تتخاذل في حل هذا الملف رغم الوعود التي قدمها المترشحون للانتخابات بان يولوا ملف المفقودين العناية التي يستحقها لكن تغيرت المعطيات الآن على حد تعبيرها. وهنا توجه عائلات المفقودين رسالة إلى الحكومة بضرورة التحرك سريعا لمعرفة مصير هؤلاء المهاجرين الذين يقضون في معظمهم هذه كل هذه الفترة بالمعتقلات الايطالية ...