افترشوا التراب والصخور، وتدثروا بأشعة الشمس الحارقة وبرد الليل القارس منفّذين اعتصاما مفتوحا قد يتحول إلى حركة احتجاجية أقوى في الأيام القادمة إذا ما تواصلت معاناتهم التي ابتدأت منذ عهد بعيد و تتواصل إلى الآن بعد ثورة الخبز والكرامة... انهم ضحايا الانتصاب الفوضوي سابقا، اينعم ضحايا، باعتبارهم اضطروا لاشتغال هذه المهنة لتوفير لقمة العيش والعيش بالحد الأدنى وكانوا فريسة دائمة لملاحقة البوليس والمداهمات وايضا ضحايا لنظام فاسد لم يعرهم أي أهمية غير «الحقرة». هم حوالي 500 تاجر، كان من المفروض، حسب الوعود، تهيئة فضاء خاص بهم على مستوى شارع قرطاج بالعاصمة ورصد اعتمادات تناهز 5 مليارات و200 الف دينار لتهيئة الفضاء بعد هدم البنايات القديمة وإيوائهم بشكل منظم وقانوني وإعادة الأمل إلى نفوسهم من اجل استقرار طلبوه منذ عقود... وعلى ما يبدو ان سلطة الإشراف المتمثلة في وزارة التنمية التي تعهدت منذ البداية بالمشروع، عاجزة عن استكمال ما التزمت به إلى جانب وزارة الداخلية والولاية اللتان بقيتا جامدتين عن المساهمة . اشغال الفضاء توقفت منذ يوم 15 جانفي 2012 اي مباشرة بعد عملية الهدم، في الوقت الذي بدأ الامل يكبر في قلوب التجار خاصة وان هذه الاشغال كانت على قدم وساق وعلى قاعدة دراسة فنية وعلمية واضحة، لكن...ماذا أقول؟؟؟ لخبطة ام لعب على الذقون؟ التجار بتأطير من نقابتهم، نقابة التجار المستقلين، عقدوا جلسات عديدة مع الوالي واخرها جلسة الاسبوع الفارط، وكلها لم تسفر الا على اللاشيء، وما زاد الطين بلّة ان الوالي صرح بأن وزارة التنمية لم توافق على صرف الاعتمادات المالية التي وعدت بها في وقت مضى... هذا علاوة على بعض الاحاديث التي تروج هنا وهناك حول شراء بعض رجال الاعمال للمشروع وعدم اعتزامهم تخصيصه للتجار وهو ما احدث بلبلة وقلق و...غضب. اضراب جوع وسط الحركة الاحتجاجية للتجار، وقفت السيدة ريم الباجي شامخة وأعلنت دخولها في إضراب مفتوح عن الطعام دفاعا عن كرامتها وكرامة زملائها ومؤكدة قوة النساء وشراستهن في النضال من اجل العيش الكريم. نداء التجار، ومن خلال جريدة الشعب، أطلقوا نداء إلى وزير التنمية ووزير العدل ووزير الداخلية والى والي تونس لعقد جلسة عاجلة حوار مسؤول وجدي من اجل تحمل المسؤولية وتطبيق الوعود وتوضيح الرؤى، كما نادوا إلى إلغاء القرار القاضي بإنهاء الانتصاب وايجاد حلول فورية وعاجلة في انتظار عودة سلط الاشراف الى رشدها لتهيئة المكان التجار خاصة وهم الان يعيشون فترة بطالة قسرية وظروف اجتماعية قاهرة.