فتح بحث تحقيقي ضدّ المنصف المرزوقي    أريانة: غلق المصب العشوائي بسيدي ثابت    مدنين: حجز أكثر من 11 طن من الفرينة والسميد المدعم وحوالي 09 أطنان من العجين الغذائي    عاجل/ تفاصيل مقترح وقت اطلاق النار الذي وافقت عليه حماس    حالة الطقس هذه الليلة    اتصالات تونس تنخرط في مبادرة 'سينما تدور'    لأول مرة في مسيرته الفنية: الفنان لمين النهدي في مسرحية للأطفال    وزير الداخلية يلتقي نظيره الليبي اليوم في تونس    الحمامات: القبض على إمراة أجنبية رفقة رجل تونسي وبحوزتهما أنواع مختلفة من المخدّرات    وفاة مقدم البرامج والكاتب الفرنسي برنار بيفو    رياض دغفوس: لا يوجد خطر على الملقحين بهذا اللقاح    زين الدين زيدان يكشف عن حقيقة تدريبه لنادي بايرن ميونيخ الألماني    المتحدثة باسم الهلال الأحمر: ان لم يتوفّر للمهاجر الأكل والخدمات فسيضطر للسرقة.. وهذا ما نقترحه    الكاف: برنامج للتسريع في نسق مشاريع مياه الشرب وتدعيم الموارد وايجاد حلول للمشاريع المعطلة    بمناسبة اليوم العالمي لغسل الأيدي: يوم تحسيسي بمستشفى شارل نيكول حول أهمية غسل الأيدي للتوقي من الأمراض المعدية    وزارة الشؤون الثقافية تنعى الفنّان بلقاسم بوڨنّة.    التحديث الجديد من Galaxy AI يدعم المزيد من اللغات    عاجل : القاء القبض على السوداني بطل الكونغ فو    التيار الشعبي : تحديد موعد الانتخابات الرئاسية من شأنه إنهاء الجدل حول هذا الاستحقاق    تصنيف اللاعبات المحترفات:أنس جابر تتقدم إلى المركز الثامن.    كرة اليد: المنتخب التونسي يدخل في تربص تحضيري من 6 إلى 8 ماي الجاري بالحمامات.    فيديو/ تتويج الروائييْن صحبي كرعاني وعزة فيلالي ب"الكومار الذهبي" للجوائز الأدبية..تصريحات..    النادي الصفاقسي يتقدم بإثارة ضد الترجي الرياضي.    مدنين: استعدادات حثيثة بالميناء التجاري بجرجيس لموسم عودة أبناء تونس المقيمين بالخارج    بداية من مساء الغد: وصول التقلّبات الجوّية الى تونس    تعرّض أعوانها لإعتداء من طرف ''الأفارقة'': إدارة الحرس الوطني تُوضّح    الرابطة الأولى: البرنامج الكامل لمواجهات الجولة الثالثة إيابا لمرحلة تفادي النزول    نسبة التضخم في تونس تتراجع خلال أفريل 2024    سليانة: حريق يأتي على أكثر من 3 هكتارات من القمح    الفنان محمد عبده يكشف إصابته بالسرطان    جندوبة: تعرض عائلة الى الاختناق بالغاز والحماية المدنية تتدخل    عاجل/حادثة اعتداء تلميذة على أستاذها ب"شفرة حلاقة": معطيات وتفاصيل جديدة..    الفنان محمد عبده يُعلن إصابته بالسرطان    العاصمة: القبض على قاصرتين استدرجتا سائق "تاكسي" وسلبتاه أمواله    عاجل/ حزب الله يشن هجمات بصواريخ الكاتيوشا على مستوطنات ومواقع صهيونية    مطالب «غريبة» للأهلي قبل مواجهة الترجي    مصادقة على تمويل 100 مشروع فلاحي ببنزرت    جندوبة .. لتفادي النقص في مياه الري ..اتحاد الفلاحين يطالب بمنح تراخيص لحفر آبار عميقة دون تعطيلات    ثورة الحركة الطلابية الأممية في مواجهة الحكومة العالمية ..من معاناة شعب ينفجر الغضب (1/ 2)    بطولة الرابطة المحترفة الاولى (مرحلة التتويج): برنامج مباريات الجولة السابعة    إسرائيل وموعظة «بيلار»    «فكر أرحب من السماء» بقلم كتّاب ((شينخوا)) ني سي يي، شي شياو منغ، شانغ جيون «شي» والثقافة الفرنسية    زلزال بقوة 5.8 درجات يضرب هذه المنطقة..    عمر كمال يكشف أسرارا عن إنهاء علاقته بطليقة الفيشاوي    أنباء عن الترفيع في الفاتورة: الستاغ تًوضّح    منافسات الشطرنج تُنعش الأجواء في سليانة    القيروان ...تقدم إنجاز جسرين على الطريق الجهوية رقم 99    وزارة الشؤون الثقافية تنعى الفنّان بلقاسم بوڨنّة    أهدى أول كأس عالم لبلاده.. وفاة مدرب الأرجنتين السابق مينوتي    جمعية مرض الهيموفيليا: قرابة ال 640 تونسيا مصابا بمرض 'النزيف الدم الوراثي'    حقيقة الترفيع في تعريفات الكهرباء و الغاز    مختصّة في أمراض الشيخوخة تنصح باستشارة أطباء الاختصاص بشأن أدوية علاجات كبار السن    غدًا الأحد: الدخول مجاني للمتاحف والمعالم الأثرية    مواطنة من قارة آسيا تُعلن إسلامها أمام سماحة مفتي الجمهورية    خطبة الجمعة ..وقفات إيمانية مع قصة لوط عليه السلام في مقاومة الفواحش    ملف الأسبوع .. النفاق في الإسلام ..أنواعه وعلاماته وعقابه في الآخرة !    العمل شرف وعبادة    موعد عيد الإضحى لسنة 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المشاركة الواسعة للثورة ولدت خيبة كبرى الحرارة تصل إلى 50 درجة اعتصامات...
سرقات.. مخدرات وجرائم.. غياب كلّي للأمن... القصرين
نشر في الشعب يوم 28 - 04 - 2012

في ذلك الوقت كانت مثقلة باحزان الكون كلّهّ ومتألمة بجرتوح الكائنات جميعا.. تئن تحت وطأة الحيف السماوي والارضي على حدّ السواء.. ولا يسمع أنينها غير من اكتوى بعذابات أهلها وجروحهم النازفة أبدًا. كانت تدفن اوجاعها بين مفاصل صخور آثارها وداخل سوائل نسيانها..
وعندما شخصت حالها سنة 1999 قبيل زيف الانتخابات المعدة نتائجها سلفا ارتجت الارض تحت قصور قرطاج وما حولها وتعدى زلزالها شارع الحبيب بورقيبة مارًّا على كلّ المؤسسات الاعلامية التي شمرت على سواعدها للتشكيك فيما ما ورد في التحقيق وفتحت لنا أبواب الحرية الكائنة وقتها قبالة مستشفى الرّابطة غربا وعلى شارع 9 افريل شرقا.. فالحاكم بامره أنذاك بارع في تكميم الافواه وتكسير الاقلام وتشويه الحقائق والناهي باسم الاله اليوم يعمل لآخرته وكأنه سيعيش على عرشه أبدًا..
التي حوّلت بصيص الثورة الذي طلّ من سيدي بوزيد الى لهيب لم يقدر النظام السياسي على اطفائه رغم ما اساله من انهار دماء ودموع ورغم ما راكمه من ركام الدمار الشامل عدنا إليها بعد عقد ونصف العقد، فوحدناها قد تغيرت بكل بناها النفسية والاجتماعية والاقتصادية والامنية واتجهت مواويلها نحو عواء الذئاب في أوحش اوديتها المنسية وفي اوسع مساحات حلفائها الذابلة.
شركة صناعة عجين الحلفاء والورق التي مثلت على مدار العقود الماضية أمل العاطلين وألم اليائسين أغلقت أبوابها احتجاجا على سياسات النهضة النهضوية رغم ان وزير الصناعة والرئيس المدير العام ورئيس المصلحة القادم على مهل إلى كراسي الاسترداد التاريخي جميعهم من وتلك مفارقة يعجز فرويد واريك فروم وابنق هاوس على تفكيك تركيبتها المنذرة قريبا بانفجارات مدوّية!
فبعد ما كانت نقطة عبور محتشمة للاسلحة والمخدرات والعنف والدفء الانساني والامن الاجتماعي، تحوّلت إلى قطب يفتح مجراه على اللامتوقع من الخوف والانفلات وقوانين الغاب...
فالاحتياج الجماعي المشترك.. والحاد الفقر وكفره والعطالة التي تفوق 40٪ وانعدام السياسات التنموية وعجز القوى السياسية والاجتماعية وترهل المؤسسات جميعها قد حوّلت الدفء إلى حرارة مشتعلة والصبر إلى مخدرات واسعة الترويج وكثيرة الاستهلاك والاسلحة اداة كسب القوت احيانا واقتراف جريمة في الغالب الاعم وتوسعت دائرة السرقات والنهب على حساب قيم التضامن والتآزر فتفككت مجمل البنى التقليدية وتلاشت باتجاه الفوضى العارمة..
وهذه هي الاسباب المباشرة التي تقف وراء ذلك...
التهاب الحلفاء
يقول عمر المحمدي ان ما يتهدّد مصنع عجين الحلفاء والورق من محاولات التخريب وما يستهدفه من سعي نشيط لايقاف نشاطه الاقتصادي، يرتبط أشد الارتباط بسياسة المحاباة وبالرغبة الجامحة في تنمية الزعامات ويؤكد ان ما عرفته الجهة بصورة عامة من نضالات وتضحيات وما تتميز به قوى الانتاج من صلابة ستتكسر على صخوره كلّ الدكتاتوريات، فالثورة التي كانت تنطلق ليلا نهارًا من ساحة الاتحاد الجهوي لم تنطفئ شعلتها حتى لا يعتقد البعض ان مخاتلاتهم ومؤامراتهم ستمرّ بسلام.
ويريى الصّنكي الاسودي ان الخلفية السياسية لوزير الصناعة وسعيه الدؤوب لفرض فاعلين جدّد داخل الشركة لا يمكن ان تجد طريقا سالكة لاهدافها الرّاهنة والمستقبلية. اذ عليه ان يتعظ بما قام به النقابيون في هذه المؤسسة من ادوار تاريخية حينما تم استهداف الحوض المنجمي سنة 2008 وعليه أيضا الوقوف عند درجة الغليان التي تسكن نفوس العمال ازاء سياسة الانتدابات بالولاء والتدخل المباشر في سير عمل الشركة.
ويدعو محمد علي البوعزيزي وزير الصناعة إلى ضرورة دعم الشركة ماديا لتطوير معداتها وتجهيزاتها وتنمية انتاجها ودعم قدرتها التنافسية وطاقتها التشغيلية بدل التدخل السافر في شؤونها، فالعمال والاطارات والفنيون وحدهم الادرى بشؤون المؤسسة وباحتياجاتها الحقيقية التي لا علاقة لها بالفكر السياسي وبالانتماء الحزبي وخاصة الكف عن التضييق على الرئيس المدير العام والتآمر عليه بالتنسيق مع وجوه من خارج الشركة .
ويؤكد فتحي الحليمي ان كلّ من وزير الصناعة ورئيس المصلحة غير قادرين على فهم واقع الشركة وعلى ادراك استحقاقها الرّاهنة مثلما انهما مجانبان للتطوّرات التكنولوجية المستعملة في حلقات انتاج جيمها..
ويتساءل عبد العزيز الجابلي كيف يكرّم وزير الصناعة الحالي الرئيس المدير العام السابق لشركة صناعة العجين والحلفاء والورق الموصوف بالفساد وبالولاء لجماعة بن علي بتعيينه على رأس شركة الفولاذ بنفس الامتيازات.. في حين ان وزير الصناعة ما انفك يتوعد بمقاومة الفساد واسترجاع الاموال المنهوبة...
ويضيف عوض ان ينتهج السيد الوزير سياسة افشال الخبرات وتحويل العمال إلى فئران مخابر لحزب سياسي، عليه ان يضع نصب عينيه ان قدّمت ثلثي عدد شهداء الثورة التي أوصلته إلى كرسي الوزارة الوثير...
ويطالب صلاح الدين حمدي باسترجاع حقوق العمال الذين قضوا اكثر من 14 سنة قبل الترسيم على غرار ما وقع مع سجناء النهضة ومعطليها من انصار ومنخرطين مثلما يطالب بتحديث وتجديد وسائل الانتاج حتى تتمكن الشركة من رفع تحديات المنافسة وتوسيع طاقات انتاجها وربح الكثير من الاسواق الخارجية وفي مقدمتها السوق الصينية.
ويتساءل الشاذلي التليلي كيف تحاول الوزارة خلع الرئيس المدير العام من منصبه وهو ابن الشركة واحد ابرز خبراتها.. وتقوم بترقية عبد اللّه العاشوري الذي قضى 14 سنة بعيدًا عن الشركة الى رتبة رئيس مصلحة ويضيف التليلي هل اعادت النهضة انتاج سياسة التجمع في تنزيل الولاء الحزبي اولوية مطلقة قبل الكفاء العلمية والمهنية والاحتياجات الفعلية للمؤسسة الصناعية.
ويرى خميس التليلي ان المصالحة القانونية والاخلاقية التي قامت بها الشركة باعادة بعض من كانوا من السجناء السياسيين الى حضيرة الشركة عليها ايضا ان تعيد المطرودين وتعوّض لغير المترسمين.
ويذهب مختار البوعزيزي إلى اعتبار أن الانتداب الذي يتم على قاعدة الانتماء الحزبي، هو انذار خطير بعودة المليشيات والدكتاتورية. ويبين انه كان على وزير الصناعة اعادة النشاط الى الوحدات المعطلة.
وحدة انتاج الكرّاس
وحدة انتاج الورق باللصاق المكاكس.
مصنع شمع الحلفاء.
وحدة تحويل الورق التي كانت تشغل 200 فتاة ويدعو فريد الغابري إلى ضرورة تطهير المؤسسة من الفساد المالي وفتح سوق الانتداب وتدعيم استقلالية القرار الاداري داخل الشركة.
وتوقع صفوان السماعلي من وزير الصناعة جلب الاستثمارات للشركة لدعم 64 خلية ضمن وحدة «الحلكبة» التي باتت لا تغطي الحاجيات الملحة للسوق الوطنية من مواد «الكلور» و«السودا» وحامض «الكلوزيدريك».
ويتساءل السماعلي كيف لشركة تنتج نحو 12 ألف طن من الورق المدعم والمطابع موزّعة بين العاصمة وسوسة وزغوان ونابل ولا توجد ب اية مطبعة للكرّاس والكتاب.
ويدعو صفوان وزير الصناعة إلى دعم خبرات الشركة التي استطاعت حماية المؤسسة ايام الثورة وانتجت 98,600 طنا من عجين نصف مصنّع لمادة «الفلوريسون» و112 طنا خلال شهر مارس 2011 والاستجابة إلى طلبات السوق الصينية.
ويضيف ان صناعة عجين الحلفاء والورق تقف اليم امام تحديات كبرى لعلّ اهمّها اعادة سوق فليب موريس التي تحتاج إلى 5 آلاف طن سنويا من «الفيبر» وتجديد وحدة الحلكبة القادرة على انتاج 13 ألف طنا ويزيد الاهتماتم بنبتة الحلفاء الآخذة في التقلص.
ويعاني محرز العسكري من اعاقة بليغة في رجله اليسرى بعد ان تعرّض إلى عملية حرق مروّعة اثناء العمل سنة 2003 ادت إلى شلل نصفي لم يقع التعويض لفائدته الا بنحو 90 دينارًا شهريا ولم يتم اعادة تصنيفه الا سنة 2006 وذلك بعد ان أفنى حياته في العمل داخل الشركة. ويتساءل العسكري كيف يتم التعويض للمدراء الذين قضوا سنوات في السجون ولا يتم التعويض للعمال الذين فقدوا اعضاءهم داخل المؤسسة؟!
ويقرّ محسن اليحياوي بأنه لم يتمتع بحقه في الترسيم إلا بعد 10 سنوات عمل كان يتقاضى خلالها 85 دينارا شهريا!
ويتساءل الحبيب السماري كيف لا يتم تصنيف الشركة ضمن المؤسسات الخطيرة خاصة وانها تشتغل بمواد كيميائية ويستغرب رشدي المهذبي من تأخر تطبيق الخطة العملية لانقاذ المؤسسة وتطويرها التي تم اقرارها يوم 19 فيفري 2004.
ويذهب عادل مقران الى اعتبار أن استقرار جهة مرتبط عضويا باستقرار شركة صناعة عجين الحلفاء والورق وينبه من خطورة المؤامرات الساعية إلى زرع الفتنة.
ويطالب عم عمّار الذهيبي والذي شارف على التقاعد بالترسيم خاصة وانه يعمل حارسا ويتولى حماية المؤسسة من كل عملية تخريب، ويدعو عادل الرحموني الحكومة بتحمل كامل مسؤولياتها ازاء هذه المؤسسة التي تعدّ الأولى في افريقيا والثالثة في العالم.
ويرى عدنان العامري ان شركة صناعة عجين الحلفاء والورق هي القطب الصناعي الوحيد والذي يمكن ان يكون له بالغ الاثر على الوضع الاقتصادي والاجتماعي في البلاد.
ويضيف من منظور الاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد الجهوي للشغل ب انه لا يمكن التدخل في هذه المؤسسة لفائدة اي طرف سياسي يسعى إلى وضع اليد عليها لتحقيق بعض النجاحات بل على الاطراف الاجتماعية المتدخلة في مصلحة العامل والمؤسسة هي المؤهلة وحدها للقيام بما يلزم.
ويرى العامري ان التعيينات الفوقية التي تنتهجها الادارة العامة وسلطة الاشراف هي تعيينات سياسية بامتياز لا يمكن الا ان تزيد في الاثارة وتزرع البلبلة وتنشر الفوضى.
اذن على هذه الجهات ان تنصت إلى فنيي واطارات الشركة حتى تقدر على الخروج بها من الازمةة.
لم التعويض للنهضويين واستبعاد النقابيين؟
بجروح غائرة وآلام مستشرية تحدث العشرات من النقابيين الذين جوبهت مسيراتهم في مدينة سبيطلة يوم 26 جانفي 1978 بتعنت غير مسبوق من قبل حكومة الهادي نويرة وآلته القمعية من بوليس وحشي وميليشيات الحزب الحاكم، فعرفوا الوانا من التعذيب أشكالا من التنكيل دون احترام الحدود الدنيا لحقوق الانسان حيث تمت محاكمتهم لمدة 12 ساعة وصدرت فيهم احكام جائرة تراوحت بين السنة وخمس سنوات.
ونراهم اليوم في حاجة الى ردّ الاعتبار لما لحقتهم من مظالم جائرة والاسراع بتكوين لجنة تتهمّ بظرف وملابسات كلّ ما يهم اوضاعهم واوضاع عائلاتهم والتعويض لهم ماديا وادبيا.
وفي هذا الباب يقول محمد الصغير الزرقي لقد كانت مدينة سبيطلة في ذلك الوقت شعلة النضال النقابي وقاطرته التي لا تتوقف حيث كان من عناصرها الفاعلة بلقاسم العيادي وبشير الزرقي اللذين عملا مع بقية رفاقهم على عقد اجتماع عام كبير بالمدينة ليعلنوا الدخول في اضراب عام، حيث جابت المسيرة العارمة ارجاء المدينة يوم 26 جانفي 1978 وبعد العودة إلى مقر الاتحاد تم محاصرته بقوى الجيش والبوليس ليقتادوا الجميع إلى المعتقلات والسجون، حيث عرف العديد منهم التعذيب المبرّح والتنكيل الكبير وتمت محاكمتهم بطريقة غير عادلة بعد يوم فقط من اعتقالهم ليأخذوا بعد 15 يوما زهاء 104 سجين الى سجن الكاف حيث بدأت مأساتهم الكبرى بعد ان وجهت اليهم تهم الاضراب والمشاركة فيه والثلب والتكسير والحرق.
لكن تضامن النقابيين ومؤازرة اطياف واسعة من الشعب التونسي قد ساهمت في تخفيف المعاناة على اسر الشهداء رغم ان هناك من مات تحت التعذيب وفي غياهب السجون.
وبعد خروجه من السجن ورغم حالة السطو التي تعرّض لها الاتحاد العام التونسي لشغل من قبل الشرفاء والنظام السياسي قام الاخ الصغير الزرقي ببعث النقابة الاساسية للمطاعم والمقاهي والحانات كما كان من مؤسسي نقابة المخابز ونقابة المغازة العامة والنزل السياحية ونقابة المطاحن بتلابت وانتهى بتكوين نقابة الوكالة الفنية للنقل البري سنة 2002 حيث احيل على التقاعد والذي لا يتقاضى منه اكثر من 300 دينار.
حيّ الزهور: المروّع دائما لكل السلط والمتمرد أبدًا ضد القهر
وحول ما تعيشه اليوم من انفلات على جميع الاصعدة هو نتاج لعملية الحرق الواسعة التي قام بها بقايا التجمع بالتنسيق مع جهات رسمية وذلك لضرب معقل من معاقل الثورة ذلك ما اكده السيد نورالدين الركروكي، مضيفا ان شخصيات سياسية واقتصادية نافذة ارادت تدمير حتى المقوّمات الاخلاقية والنفسية لسكان الجهة الذين اسقطوا النظام السياسي.
وبين ان استهداف شركة صناعة عجين الحلفاء والورق اليوم هو استمرار للسياسة التي انتهجها عبد العزيز الشعباني سابقا.
ويرى فيصل الهرماسي استاذ الفرنسية الذي تحوّل معاق نتيجة الاعتداءات التي تعرّض لها من قبل قوّات الامن في اعتصام نفذه رجال التعليم يوم 14 جوان 2007 احتجاجا على ايقاف حركة النقل النظامية انه احد ضحايا النظام البائد بوجه عام وأحد ضحايا الصادق القربي وزير التربية السابق.
ويضيف الهرماسي ان جميع محامي الجهة قد رفضوا في ذلك الوقت رفع قضية عدلية، عدا الاستاذ أحمد نجيب الشابي الذي تولى الأمر بدعم ومساندة من الاخ أحمد الطالبي، حيث حفظت القضية مرارًا باعتبرها مرفوعة ضد رفيق الحاج قاسم وزير الدّاخلية الاسبق والحبيب المانع رئيس المنطقة في ذلك الوقت.
يرى عبد العزيز السايحي ان معتمدية الزهور التي سقط فيها أكبر عدد من الشهداء باتت اليوم شبيهة بغزة من حيث الكثافة السكنية (33 ألف ساكن على رقعة لا تتجاوز 3كلم2) فضلا عن كونها لا تتوفر على المرافق العمومية عدا التنظيم العائلي. فنسبة عطالة شبابها تفوق 40٪ رغم كثرة هجرتهم السرية ولجوء بعضهم الى بيع «الزطلة» و«الخمر» خلسة.
ويضيف ان عائلات الجرحى والشهداء مازالت تعاني من عدم المبالاة ومن اشتداد الفقر والخصاصة بما ولد حالة عنف مروّعة داخل المدينة ورفع في درجة الاحتقان والتمرّد الشعبي وانتشار ظواهر الفقر والعنف والجريمة.
ويذهب نبيل البرهومي إلى ضرورة الانكباب على الجانب الصحي لسكان الذين انتشر في غالبيتهم الالتهاب الكبدي الفيروسي ومرض الكلى والتسمّمات نتيجة ارتفاع درجة استهلاك المخدرات والكحول مقابل مايشهده المستشفى الجهوي من نقص فادح في طب الاختصاص وفي عديد التجهيزات فضلا عن تفشي الاضرابات والعنف والاعتداء على الاطار الطبي وشبه الطبي.
ويذكران المستشفى الجهوي قد تعرّض ليلة الثلاثاء إلى عملية سرقة استهدفت خزينته المعبأة باربعة آلاف دينار... حيث بين طارق الرطيبي ان المتصرّف قد أخذ معه نحو 16 الف دينار لتحويلها الى المصارف.
واوضح محمد علي الهلالي ان ولاية على محدودية شغل المشغل فيها وغياب الاستثمارات، ما انفكت الآن تعاني من المحاصصة السياسية والايديولوجية في التشغيل.
فهذه الولاية مازالت قادرة على استيعاب ثلاثة مركبات جامعية تكون قادرة على استيعاب مئات العمال داخل المطاعم والمبيتات والمؤسسات التعليمية.
ويعتقد محمّد علي العمري ان المشاركة الواسعة لأهالي في الثورة قد ادت إلى خيبة أمل عارمة حيث تم شراء المدينة بأبخس الاثمان وبأقل كلفة من خلال تضخيم سياسة التشغيل عبر الحضائر وبيع الاوهام بالوعود الزائفة.
ويعاني العم العيد السعدليّ البالغ من العمر 78 سنة من اعاقة ذهنية ومن عجز كبير على تلبية احتياجات عائلته خاصة وانه اب لثلاثة اطفال ولا يتقاضى غير مائة دينار شهريا، حيث يوجه نداءه الى الجهات الرسمية من أجل انتداب ابنه حمدي السعدلّي المعطل عن العمل وصاحب المستوى التعليمي (باكالوريا) خاصة انه اجرى مناظرة انتداب اعوان حرس.
اعتصام الإداريين والفنيين
وبين أمواج متدفقة من الاداريين والفنيين على دار الاتحاد الجهوي للشغل ب تحدث الينا الصغير السايحي ان العاملين بالمندوبية الجهتية للتربية ب وكافة المؤسسات الراجعة إليها بالنظر من معاهد ومدارس اعدادية ومدارس اعدادية نموذجية ومدارس اعدادية تقنية ودوائر التفقد والمركز الجهوي للتربية والتكوين المستمر دخلوا في اضراب واعتصام مفتوح بداية من يوم السبت 21 أفريبل وذلك بعد ان حملوا الشارة الحمراء يومي 10 و11 أفريل الجاري ردًّا على مماطلة الوزارة وعدم اكتراثها بتفعيل محضر اتفاق 18 نوفمبر 2011 وخاصة اصدار القانون الاساسي وادماج العملة المكلفين بعمل اداري.
واضاف الصغير السايحي ان هؤلاء الاعوان يمكن ان يدخلوا في الاشكال النضالية التالية:
مقاطعة الامتحانات الجهوية والوطنية.
تعطيل سحب الجرايات.
تعطيل النشاط اليومي داخل كلّ المؤسسات التربوية بما فيها المندوبية الجهوية للتربية ب.
وذلك في صورة عدم استجابة وزارة الاشراف لمطالبهم المتفق عليها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.