لا يختلف الرّأي حول أهمّية العامل النفسي وتوازنه وخلوّ الذهن من أي عامل مشوّش وشاغل يصرف عن الانتباه والتركيز في طلب العلم والنّهل من منبع المعرفة، إلاّ انه يوم الثلاثاء تاريخ الحادث كان يوما تغيّرت فيه عدّة معطيات وظروف بالنسبة إلى التلميذتين الاختين: بثينة وهالة الحضراوي المزاولتيْن لتعلّمهما بالمدرسة الابتدائية ذراع مريرة يومها شبّ حريق بمبيت للذّكور بالمدرسة الاعداديّة الامام سحنون ببوحجلة وكان من بين المتضرّرين أخوهما محمد حضراوي الذي توفيّ بالمستشفى الجامعيّ سهلول متأثّرا بحروق بليغة طالت كامل جسمهُ وأنْهكتْهُ. توفّي محمد حضراوي الأخ الوحيد للبنتين التلميذتيْن هالة وبثينة، منذ ذلك اليوم وهما تعيشان حالةً نفسية صعبة، فهما تبحثان عن التركيز والانتباه فلا تقدران عليهما. إنّنا الاطار التربوي بالمدرسة الابتدائية ذراع مريرة نُقرّ جميعنا ونمضي أسفله بعد ان تثبتنا وتأكدنا من الملاحظة التي أبدتها زميلتنا آمال الحاج سعيد ومختلف المدرّسين للتلميذتين هالة وبثينة بأنّ التراجع في نتائجهما حاصل وأنّ اختلال التوازن النفسي وحالة الذهول أثرا عليهما بعد أن كانتا من المتميزين. فما ذنبهما ان تكونا ضحيّة لخطإ الآخرين. إنّنا نحرصُ دائما على تمتّع منظورينا من التلاميذ بالمزاج الرائق والذّهن المتفرّغ للتعلم واكتساب المعارف ولكم سديد النّظر في مساعدة هاتين البنتين اللتين وان تضرّر اخوهما ثم فقداهُ لأنهما لم تستطيعا دفع الضرر عنه الا ان مستقبلهما الدراسي مهدّد لكنهما تطمعان في حقّهما في مناخ وجوّ عائلي قد ينسيهما الهمّ ويعيد إليهما تدريجيا البعض من حبّهما للمؤسسة التربوية وحبّ التعلّم ولن يكون ذلك الا بالعمل من طرفكم وكل الاطراف المعنية على إظهار الحق حتى يزول الخطب العميق من نفوس كل افراد عائلة التلميذتين وتتوفر لهما فرصة التدارك قبل فوات الاوان.