عاش قطاع التعليم الاساسي خلال الايام الماضية على وقع نضالات توجت بإضراب شرعي الذي شنّه المربون وبنجاح تجاوزت نسبته الثمانين بالمائة بكلّ الجهات عبر الوطن وهو النجاح الذي لم يأت من فراغ او ادعاء بالباطل او تضامن متكلف او استهداف لأحد ومن ثمّ ارتدى اضراب المعلمين حلة الشرعية التي تنبئ ان فضاءات النضال وآلياته مازالت رحبة... هذا الاضراب عرف في المنستير كباقي الجهات نجاحا لافتا استضفنا إثره الاخ محمد صالح الغضاب الكاتب العام للنقابة الجهوية للتعليم الاساسي وعضو الهيئة الادارية القطاعية وكذلك الكاتب العام للنقابة الاساسية بالمكنين والذي حدثنا عن الاضراب وعن باقي شؤون وشجون القطاع. ماهي خصوصيات القطاع بالجهة؟ لا نختلف عن زملائنا في شيء عن باقي انحاء البلاد عدا تلك المتعلقة بظروف العمل الرّاجعة إلى الطبيعة اما ما عدا ذلك فمشاغلنا ومطالبنا وظروفنا واحدة حيث نعيش نفس المعاناة من تلك المنظومة التربوية التي خربت بشكل ممنهج مما يستدعي استشارة تربوية واسعة على المستوى الوطني بمساهمة اهل الاختصاص من مربين ومتفقدين واخصّائيين في علوم التربية والبيداغوجيا فضلا عن اكتظاظ الاقسام وما الى ذلك المسائل... هذا لم يكن من مطالبكم قبل الإضراب الأخير... لا بل هو موجود منذ أمد بعيد وقد يكون المطلب مثارا للجدل مع الوزارة والمتعلق بمنحة العودة المدرسية قد يكون غطّى بالنسبة إلى الرأي العام على بقية المطالب ومن بينها ما ذكرناه اعلاه فضلا عن مطالب اخرى تعود بالنفع على المتعلمين قبل المعلمين على غرار تحسين ظروف العمل بالمدارس الابتدائية والبُنى التحتية والمعينات البيداغوجية المنقوصة، الى جانب معْضلة نظام الفرق والتي تشمل 1600 فصل في كامل تراب الجمهورية وكذلك مسألة الاكتظاظ حيث وعلى امتداد القُطر يوجد أكثر من 600 فصل يتجاوز عدد تلاميذه الاربعين. ماذا عن جهة المنستير تحديدا؟ نعاني من معضلة النواب والمتعاقدين الذين بلغ عددهم في جهتنا 37 هذه السنة والذين طالبنا ومازلنا نطالب باحترام الاتفاقيات المبرمة في حقهم بشأن الانتداب. اما ماهو مزعج فعلا في جهتنا التي تعتبر اكثر تضررا من جرائه فهو هذا الانتهاك لحرمة المدرسة والفضاء التربوي خاصة بعد 14 جانفي حيث تعددت الاعتداءات على المدارس والمديرين والمعلمين وكذلك الحراس والتلاميذ.. وتحول بعض الاولياء الى متفقدين ومتدخلين مباشرين وبشكل مقرف جدّا في الشأن الاداري والبيداغوجي متى شاؤوا وكيفما اتّفق والامثلة عديدة على ذلك في مدارس بني حسان وصيادة والوردانين... كيف تقيّمون هذا الإضراب؟ سجّلت نسبة نجاح ب 80٪ في اضراب 16 ماي وبلغت 81٪ في اضراب 30 /31 ماي وهو ما يدل على ايمان المربين بشرعية المطالب التي لا اجحاف فيها كما يدعي البعض وليست وليدة الظرف الحالي وحكومته المؤقتة بل هي مطالب مزمنة لم تصادف هوى عند المستخفّين بها.