تونس:الصباح للحد من النقائص التي مازالت تشوب النظام التربوي تقرر صلب وزارة التربية والتكوين إيلاء مسألة الفشل المدرسي الاهتمام الذي تستحق.. وفي هذا الصدد ستتمحور خطة تطوير قطاع التربية خلال فترة المخطط الحادي عشر حول التصدي لهذه الظاهرة التي تبعث على الانشغال.. وذلك إلى جانب الاهتمام بمسائل أخرى لا تقل أهمية على غرار تحسين ظروف الدراسة وتطوير الحياة المدرسية ودعم التكامل بين منظومتي التربية والتكوين والنهوض بالتعليم الخاص ونشر الثقافة الرقمية.. ونظرا لأن الفشل المدرسي يعد معضلة خطيرة تهدد الكثير من الشبان سيتم العمل على مقاومة العوامل المتسببة في ظاهرة الفشل المدرسي وذلك من خلال إقرار إجراءات تكتسي طابعا بيداغوجيا وإجراءات أخرى ذات طابع اجتماعي. وتستهدف الإجراءات ذات الطابع البيداغوجي التلميذ والمدرس على حد سواء فبالنسبة للإجراءات التي تستهدف التلميذ يذكر أنه سيتم توفير دعم دراسي للمهددين بالفشل المدرسي خاصة في مجالي اللغات والعلوم وذلك بالإضافة إلى التقليص في عدد التلاميذ بالفصل والنزول به إلى 18 تلميذا بالمدارس التي تسجل نتائج دون المعدل الوطني وعددها ألف مدرسة.. وسيتم توفير 2500 قاعة متعددة الاستعمالات بالمدارس الابتدائية وتبني المدارس ذات النتائج المتواضعة من قبل المدارس المتميزة.. وبالتوازي سيتم العمل على الترفيع من ساعات بث البرامج التربوية على شاشة التلفزيون وإدراج حصص تعليمية في البرامج الإذاعية. وبالنسبة للإجراءات البيداغوجية التي تستهدف المدرس فتجدر الإشارة إلى أنه سيتم العمل بالأساس على تحسين نسبة التأطير البيداغوجي وتكثيف المتابع والتقييم بالترفيع في عدد المتفقدين وذلك بحساب متفقد لكل مائة معلم مقابل 142 حاليا ومتفقد لكل 150 أستاذا مقابل متفقد لكل 238 أستاذا وذلك بالإضافة إلى العمل على استقرار المعلمين بالمناطق التي تسجل نسب فشل تفوق المعدل الوطني. ومن برامج الخماسية القادمة في مجال التصدي للفشل المدرسي نذكر أنه سيتم إعادة النظر في دورية الحركة الوطنية للنقل قصد ضمان حد أدنى من الاستقرار وإبقاء المنتدبين الجدد في نفس المدرسة لمدة تتراوح بين ثلاثة وأربعة أعوام. خلايا العمل الاجتماعي تتمثل الإجراءات ذات الطابع الاجتماعي المنتظر اتخاذها للحد من الفشل المدرسي في توفير دعم خاص للجهات التي تسجل نسب رسوب وانقطاع تفوق المعدل الوطني وذلك من خلال تكثيف الفحوص الطبية وتوسيع شبكة المطاعم المدرسية والعمل على تعميم خلايا العمل الاجتماعي حتى تغطي أكبر عدد ممكن من المدارس والمعاهد إضافة إلى سحب امتيازات النقل المدرسي على النقل الريفي في بعض المناطق. ولا شك أن هذا الإجراء الأخير سيسر الكثير من التلاميذ وعائلاتهم خاصة أولئك الذين يقطنون بعيدا عن المؤسسات التربوية ويتكبدون مشقة كبيرة للالتحاق بمدارسهم ومعاهدهم خاصة خلال فصل الشتاء. وفي نفس السياق يمكن الإشارة إلى أنه في إطار تحسين ظروف الدراسة تقرر أن تشهد خماسية المخطط الحادي عشر تنفيذ برامج ترمي إلى الحد من اكتظاظ الفصول وتحسين نسبة التأطير البيداغوجي حيث يرتقب أن يتم على مستوى المرحلة الابتدائية بلوغ معدل مدرس لكل 18 تلميذا وقسم لكل 22 تلميذا ومعدل مدرس لكل 17 تلميذا بالمرحلة الاعدادية ومعدل مدرس لكل 15 تلميذا بالثانوي وقسم لكل 25 تلميذا في البكالوريا.. وبالإضافة إلى ذلك سيتم العمل على تحسين ظروف الإقامة بالمبيتات المدرسية وصيانة التجهيزات المتقادمة وتعويضها إن استوجب الأمر ذلك