عقدت جامعة البلديين صبيحة الاربعاء 18 جويلية 2012 ندوة صحافية بدار الاتحاد بالعاصمة حضرها اعضاء الجامعة يتقدمهم الاخ الناصر السالمي الكاتب العام وخصصت هذه الندوة لتقديم حقائق مذهلة عن واقع البلديات بعد ثورة الحرية والكرامة وخاصة اعوان التنظيف الذين كثر الحديث حول القيام بواجبهم خاصة بعد تصريحات رئيس الحكومة خلال زيارته حيَّ الزهور وما عاينه من فضلات فاقت كل التوقعات. الاخ الناصر السالمي اكد منذ البداية ان عمال البلديات وخاصة اعوان التنظيف يقومون بواجبهم على أحسن وجه في غياب الامن وفي غياب باق الهياكل المتدخلة وقد ساهموا بجهد كبير في حملة نظافة ايام 13 و14 و15 جويلية 2012 بل اكثر من ذلك واعتبارا لمتطلبات المرحلة اتفقت الجامعة مع إدارة الجامعات المحلية على مواصلة الحملة نهايةَ كل اسبوع. الأخ الناصر أكد ان نسبة كبيرة من المعدات البلدية من جرارات وشاحنات وحاويات تم ّ حرقها ابان الثورة ولم يقع تعويضها الىحد الآن وحتى بعض الهبات الخارجية لم تصل بعد يضاف الى ذلك المصادمات العشوائية التي اصبحت منتشرة هنا وهناك بعد الثورة وزادت في تعقيد الوضعية هذا زيادة على تخلي المواطن عن واجبه في دفع الاداء البلدي والأكرية وغيرها وهو ما اثر سلبا على موارد البلديات وعمّق ازمتها المالية واعلن الأخ الكاتب العام من جهة اخرى ان عددا مهما من البلديات يفتقر الى كتّاب عامين حيث تم التخلي عنهم لاسباب غامضة رغم ان حاجة البلدية اليهم ماسة باعتبارهم يقومون بالتسيير اليومي يضاف الى ذلك عدد من النيابات الخصوصية ليست لها صلاحيات تذكر مبرزا على سبيل المثال ان والي تونس هو الذي يمضي أوراقَ خلاص العملة والموظفين عوضا عن رئيس النيابة الخصوصية. وبين ان بعض البلديات تحتاج الى عدد اكبر من العمال ذاكرا انه تم تسجيل نسبة 40٪ كنقص في اليد العاملة بالنظافة وان 1800 عامل نظافة في بلدية تونس لخدمة 900 الف ساكن في حين بلغ هذا العدد قبل 14 جانفي 2011. 2400 عامل. من جهتهم تدخل عدد من اعضاء الجامعة لتوضيح بعض المسائل حيث ذكروا انه لم يقع تفعيل اتفاقية 3 ماي 2012 ولم يتم التعامل بجدية مع الاوضاع الجديدة للبلديات بعد الثورة وما حصل من اتلاف لاملاك اغلب البلديات حيث نجد بعض البلديات تفتقر الى ابسط الات ومعدات العمل كما ابرزوا ان وسائل حماية عمال النظافة ووسائل الوقاية منعدمة تماما مثل غياب الادواش والقفازات والاحذية الخاصة (بوط وغيرها...) بل ووقع دعم العربات الخشبية المجرورة والتي تزن 150 كلغ فارغة وتصل حمولتها الى اكثر من الف كلغ عند الحمولة وكلها عوائق اثرت على عامل التنظيف الذي وجد نفسه في وضعية لا يحسد عليها فهو مهضوم الجانب مهنيا حيث يتقاضى أقل راتب ويقوم بعمل مضْن وشاقّ بالاضافة الى انتقادات المواطن الذي لا يرحم ولا يقدر انسانية عون النظافة الذي اصبح يشعر بانه مواطن من درجة ثانية ويُنظراليه في المجتمع نظرة دونية. ان عون النظافة في «الشتاء مغروق وفي الصيف محروق» فهو يقوم بتنظيف المدن والاحياء ويرفع الفواضل والقمامة ويعمل على ان يكون وجه بلاده نظيفا ولماعًا وجميلا امام الزائرين وامام السياح ولكن لم يَجد من يُنصفه ويأخذ بيده ليشعر بمواطنته ويحس بأن كرامتة محفوظة، لقد ملؤوا بطنه بالترسيم والزيادة في الشهرية ولكن شيئا من ذلك لم يحدث والمطلوب هو تفعيل اتفاق 3 ماي 2012 وتوفير الآليات الضرورية لعمل البلدية ومنه بالخصوص الشاحنات والجرارات ووسائل الحماية والوقاية الىجانب دعوة وجهتها جامعة البلديين الى رئيس الحكومة والى وزير الداخلية لزيارة المستودعات البلدية للاطلاع علي ظروف عمل الاعوان واستنشاق «روائح العطر التي تفوح وتردّ الروح...»