قرّر وزير الثقافة مؤخرا منح الحوض المنجمي مهرجانا وطنيا عربون وفاء واعتراف بالجميل على ما قدم أهله ويقدمون للمجموعة الوطنية من جهد وتضحيات وقد طالب وقتها من المندوبية الجهوية للثقافة التفكير في تصورات المثقفين وبعض المبدعين ولكن الاستشارة هذه ظلت محدودة وحبيسة بعض الإداريين الجهويين والمحليين ولم تلامس المبدعين الأصليين الذين واكبوا التظاهرات الثقافية منذ نشأتها ويعتبرون بحق من باعثي ومؤسسي المهرجانات الحقيقية وهذا المهرجان في حد ذاته يجب أن يقام في الحوض المنجمي بمعتمدياته الأربع وتكون المتلوي هذا الحوض باعتبارها قلبه النابض والمدينة الأولى التي تم فيها اكتشاف الفسفاط واحتضنت عمليات الاستغلال الأولى لتقدم نحو المدن المتبقية أم العرائس والرديف فالمظيلة حسب الترتيب الزمني والتاريخي ولا مجال للركوب على هذا الحوض الذي ظل ينتج ويعطي لغيره ولم يحصل على مقدراته الحقيقية وهذا المهرجان يجب أن يرتكز على مفاصل متعددة : معرض ضخم وندوات دولية وعروض وطنية وأخرى دولية ترقي إلى انتظارات أهالي المناجم الذين لهم عشرة مع الثقافة ومسرحا وحفلات ذلك أن الشركة ركزت قاعات للسينما والمسرح والحفلات، قاعة أفراح بكل مركز منجمي فلهذا الجمهور علاقة بالثقافة لذلك لا بد من مراعاة هذا الاعتبار ولهم كذلك عهد قديم بالمذياع والاسطوانات وهذه التراكمات خلقت تجارب فنية رائعة لذلك لا بد من إطفاء هذا العطش الفني الذي زادته معاناة العمل في الدواميس فلا بد لهذا المهرجان من بعثه حتى يعود هذا الحوض إلى تفاعله العميق والمفصل الأول لهذه التظاهرة يجب أن تتركز على المعرض الوثائقي والسمعي البصري على أن تكون مراحله منذ بداية الاستقلال ونشأة هذا الحوض وتعد بالجاليات المغاربية والأوروبية وتمازجها وانصهارها في بناء هذا الوسط في حياتها اليومية ومعاناتها حتى تعترف جميع الأجيال نشأة هذه الحياة ومساراتها وتوسع هذه التجمعات وتآلفها على ان تستخرج الوثائق المكتوبة والمصورة والمحبسة للأهالي والعملة وأدواتهم من خلال الأرشيف الوطني وأرشيف شركة الفسفاط وشركة السكك الحديدية والديوان الوطني للمناجم ويتم استدعاء وربط صلات التواصل مع ودادية قدماء شركة الفسفاط من الفرنسيين بمدينة ليون الفرنسية التي استغلتها جمعية متقاعدي شركة الفسفاط بالمناجم لزيارة فرنسا والتفسح في مدنها والشركة تمنحهم التذاكر ومنح تحويل عملة السفر ولم يضيفوا شيئا للمناجم بل تم توظيف ذلك من استمتاعهم بذلك بصفة شخصية حسب ولاءات وعلاقات شخصية خدمة لمصالح شخصية لهؤلاء من خلال فريق لم يسهم في اية منفعة للأجيال أو استحداثات للهدف المنجمية بل قيم من استأثر لنفسه بعديد الوثائق والصور لنفسه كانت على الأقل تحفظ بمقر جمعية المتقاعدين التونسيين بالمتلوي والتي لا بد من هيكلتها وتغيير أعضائها وتطعيمهم بكفاءات صادقة وذات تصورات تحفظ الذاكرة المنجمية وفي مستوى الندوات يجب أن ترتكز على محاور لها علاقة بالتنمية المنجمية والاستثمار فيها على أن تكون من تقديم كفاءات جامعية وطنية ومغاربية واوروبية ومن دول شرقية أوسطية تنتج الفسفاط كمصر والأردن ويدعو بعض العملة الأحياء من الأقطار المغاربية من المغرب والجزائر وليبيا الحفلات فلا بد من ان تكون مغاربية كذلك ودولية لتساهم كل دولة شقيقة بحفل فني كبير كعربون تواصل وهدية لجاليتها التي كانت مقيمة بهذا الحوض وما زالت بعض العائلات تعيش فيه وحتى فرنسا وايطاليا مدعوتان لمثل هذا الإسهام ولا بد أن تكون هنالك توازنات في ذلك ليكون بجبل الشباب نصيب حتى يتم الارتباط موصولا وهكذا تتوزع هذه الفعاليات وهذه التظاهرات على المراكز المنجمية ويعيش هذا الحوض فترة زاهية يستعيد فيها مجده وتدفع الحياة التنموية قدما إلى الأمام وتفتح آفاقا جديدة للاستثمار ودفع عملياتهمن قِبَلِ الأجانب خاصة ونحن في حاجة إلى شراكة فاعلة للنهوض بهذا الحوض المعطاء حتى يستعيد قطبيته وإشعاعه بما يعود على السكان بفرص جديدة ومتجددة وبذلك تكون الثقافة وتبقى هي المبشرة والدافعة الى النفع والخير والنّماء والبانية لمستقبل واعد ومطمئن.