تأسس المهرجان الصيفي للمناجم بمدينة المتلوي في سنة 1981 وقد انطلقت أولى دوراته في تلك السنة ذاتها وقد كان بحق ومازال متنفسا لسكان هذه المدينة المنجمية وقد ولد كبيرا حيث تمّ تأطيره من قبل ثلة من المثقفين جمعتهم وحدة التساند والتشارك وحب المدينة وخلق فضاء ثقافي كبير يجد فيه العمال والموظفون واطارات شركة الفسفاط بالمتلوي تفاعلا مع الانتاج الثقافي الوطني والمغاربي والاجنبي ظالتهم في المدينة التي لها عِشرة مع الثقافة في جيمع ضروبها والتي تأصلت منذ ايام الاستعمار بتأسيس بلدية المدينة (11 نوفمبر 1980) وتركيز قاعة افراح بها وملعب رياضي وملاعب للتنس بكل من المحطة والحي العصري واعترافا بالجميل لهذا الجيل المؤسس لابد من ذكره وهم: محد عمار شعابنية والمنصف الحميدي وبلقاسم الدالي ومحمد العائش القوتي ليلتحق بهم علي دخيل لفترة ثم انقطع عند خروجه للتعاون الفني اضافة الى محرز حيدر أمين مكتبة الاطفال بداية من 1979 وهذا المهرجان راعى اذواق المتساكنين والتوزيع الجغرافي للجاليات القاطنة بالمدينة فتم استجلاب عروض جزائرية لمن تبقّي من الجزائريين بحي السوافه وتحديدا بالترلة فقدم عبد الله المناعي ومحمد محبوب من وادي سوف وفرقة الجرف من تبسة، وتمتعت الجالية المغربية بعروض لفرقة ناس الغيوان لسنوات وتمت برمجة عروض راقية لفرقة الابنودي الصعيدية وقدمت عديد الفرق الملتزمة عروضا لها كذلك: محمد بحر وعدلي فخري والحمائم البيض واولاد المناجم لام العرائس الى سنة 1987 وبعدها حافظ نسبيا على قيمته الفنية لينزل في السنوات الاخيرة الي مطربي الفن الشجي المبتذل والى فنانين كانت برمجتهم نتجت عن ضغوط سلطت على ادارة المهرجان ولم ينَلْ المهرجان عروضا مدعومة من مندوبية الثقافة بقفصة او من الوزارة الا مسرحيات عديمة القيمة والجدوي في شكل عطاء مدعوم في حين كانت المهرجانات التي انطلقت بعد مهرجان المناجم وليست لها نفس أرصدته الفنية والتعبيرية تتفوّق عليه وهي بمقر الولاية والغريب ان ميزانياتها السخية تضخها شركة فسفاط قفصة هي والجمعيات الرياضية في حين ترضي المدن المنجمية الاربع بفتات وبقايا منح مالية لا تغطّي نفقات دنيا لهذه المهرجانات فظلت برامجها محدودة وهزيلة والآن وقد تغيرت الامور فنريد لهذا المهرجان العودة السريعة ونريد لوزارة الثقافة وعبر مندوبيتها ان يكون اسهامها محترما وذا بال ماديا وفي مستوى العروض المدعومة في تنسيق بين المهرجانات المنجمية وهي شكل عروض تعرض بهذه المدن الاربع علي ان يكون دعم الولاية لهذه المهرجانات ذا اعتبار من خلال صندوق التنمية الشبابية والثقافية والذي كان مخصصا لهاتين التنميتين الا ان ايادي السوء حادت به عن مقصده وتم توجيهه الى مقاصد لم توظف لخدمة هذه المعتمديات باعتبار ان شركة الفسفاط لها يد طولي واهلها في غنى عن ذلك مادامت هذه المؤسسة ترعاهم وحتى ان نال هؤلاء نصيبا قليلا فبعد ان يقتطع المسؤولون مناباتهم الخاصة اذ لابد اليوم من اعادة هيكلة هذا المهرجان وتوضيح مفاصله حتى يعود الى سالف دوره ويحقق اهدافه الثقافية النبيلة وترقي هيئته التي نالها التهميش قديما لينصب فيها المعمدون اعضاء شعب دستورية ومن مجالس التصرف ونكرات لا تأتيهم الثقافة من بين أيديهم ومن خلفهم علي انه لا يفهم اليوم ان يستبدل هؤلاء بممثلي احزاب الترويكا والذين هم أبعد ما يكونون عن العمل الابداعي والثقافي ولا مجال لعناصر هيئة المهرجان في حلته الجديدة الا للمبدعين والمثقفين الاصيلين والمحبّين لهذه المدينة والعارفين لاحتياجاتها ولشوق متساكينها لمهرجانهم وفقراته الراقية وتفاعل معها بقلب وروح وعقل.