صبيحة 5 أوت 1975 جرت المعركة الدامية الكبرى التي ذهب ضحيّتها عدد كبير من العمّال. وللحقيقة والتاريخ أنّ هذا لم يكن من أجل مطالب نقابية. كان هدفنا اثارة الشغب حتى لا يسيطر الركود على تونس، كما هو الشأن بالنسبة للعمّال في بقيّة أنحاء العالم. هذا، وقد أرادت السلط أن تكون معركة 5 أوت مجزرة يتمّ بها القضاء على الاتحاد بضربه في معقله صفاقس ثمّ حلّه كما أكّد لي ذلك الشهيد فرحات حشاد والمرحوم أحمد التليلي وفعلا دفعت بقواتها البرية والبحرية والجوية، غير أنّ هذا لم يضعف من إيمان العمّال العزل الذين استطاعوا قلب الدبابات واحتلالها. فكان ذلك أكبر عربون على إصرار العمّال ورفضهم الاستعباد والاستغلال. حياة الأخ الحبيب عاشور في سطور ولد في 25 فيفري 1913 بقرية العباسية بجزيرة قرقنة. زاول دراسته بالمدرسة الفنية بتونس العاصمة. انخرط سنة 1935 في ال س.ج.ت وتابع نشاط نقابة البلدية بصفاقس حيث كان مساعد كاتب عام بها. ساهم إلى جانب الشهيد فرحات حشاد في تأسيس النقابات المستقلّة بالجنوب. كان أوّل كاتب عام بالاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس. وفي 5 أوت 1947 حكم عليه بخمس سنوات أشغال شاقة وعشر سنوات نفي بزغوان وباجة. الحصيلة النهائية للمعركة 32 شهيدًا. 500 جريح بقي عدد كبير منهم يعاني من سقوط إلى آخر حياته. 300 عامل موقوف. 3000 مطرود من العمل. فقرة من البلاغ الذي أصدره الاتحاد العام إثر حوادث 5 أوت 1947 «... والاتحاد العام التونسي للشغل سوف يتابع دفاعه عن الحقوق الطبقة العاملة كما كان ذلك منه في الماضي مستعملا في هذا السبيل جميع الوسائل الممكنة وكذلك فهو يقوم بجميع الواجبات التي تعترضه في قيامه بمأموريته العظمى المتعلقة على نجاحه في الحياة الاجتماعية لبلادنا، فهاهو الاتحاد يثابر على أعماله المفيدة في سبيل نهضة البلاد الاجتماعية وهاهو يستمدّ من أرواح ضحاياه القوّة اللازمة لمتابعة الكفاح النقابي والدفاع المستميت عن مصالح الطبقة العاملة...».