تم يوم 15 أوت الجاري بقصر الحكومة بالقصبة إمضاء بروتوكول اتفاق حول الزيادات في الأجور لأعوان قطاع الوظيفة العمومية والمؤسسات والمنشآت العمومية من قبل ممثلي الاتحاد العام التونسي للشغل هم الأخوين حفيظ حفيظ الأمين العام المساعد المسؤول عن قسم الوظيفة العمومية وكمال سعد الأمين العام المساعد المسؤول عن الدواوين والمنشآت العمومية إلى جانب ممثلي الحكومة وهم الدكتور خليل الزاوية وزير الشؤون الاجتماعية و السيدين رضا عبد الحفيظ الكاتب العام للحكومة وسليم بسباس عن وزارة المالية. جلسة الإمضاء حضرها الأخ حسين العباسي الأمين العام للاتحاد والسيد حمادي الجبالي رئيس الحكومة المؤقتة اللذين كانت لهما كلمة أمام وسائل الإعلام للإعلان عن فحوى الاتفاق الى جانب حضور عدد من اعضاء الحكومة المؤقتة والهيئة الادارية الوطنية والمكتب التنفيذي للاتحاد. ونص الاتفاق إسناد كافة أعوان الوظيفة العمومية على اختلاف أصنافهم وأسلاكهم المهنية زيادة شهرية في الأجور بعنوان سنة 2012 ضبط مبلغها ب70 دينارا تدفع على قسط أول يساوي 50 بالمائة من مبلغ الزيادة أي 35 دينار تدفع سنة 2012 وذلك في نفس الشهر الذي انطلقت منه الزيادة المسندة بعنوان سنة 2011، وقسط ثان يساوي بقية مبلغ الزيادة أي 35 دينارا يدفع بداية من أول جانفي 2013 على أن يتواصل التفاوض مع أسلاك أساتذة التعليم العالي والأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان الاستشفائيين الجامعيين ويستثنون من تطبيق هذا الاتفاق. كما لا يمكن الجمع بين الزيادة في الأجور الناجمة عن هذه الاتفاق والزيادات الناجمة عن اتفاقات سابقة أبرمت بعنوان إحداث منح خصوصية أو زيادات في الأجور بعنوان سنة 2012 الى جانب عدم المطالبة بزيادات في الجور لها انعكاس مالي قبل شهر جويلية 2013. المؤسسات والمنشآت العمومية أما بالنسبة للمؤسسات والمنشآت العمومية فسيتم التفاوض حول الزيادات في الأجور بعنوان سنة 2012 ابتداء من يوم 16 اوت 2012 على مستوى مركزي في إطار لجنة تضمّ ممثلين وعن الاتحاد العام التونسي للشغل وينتهي في أجل أقصاه 30 سبتمبر من نفس السنة على أن يأخذ بعين الاعتبار طاقة كل مؤسسة ومنشأة عمومية وخصوصيتها في نطاق يهدف لدعم القطاع العام وتحفيزه على مجابهة التحديات . هذا ويبدأ مفعول الزيادات في الأجور بعنوان سنة 2012 في نفس الشهر الذي انطلقت منه الزيادات بعنوان سنة 2011. السيد حمادي الجبالي:بعض المؤسسات العمومية على حافة الإفلاس السيد حمادي الجبالي وزير الحكومة المؤقتة خلال كلمته التي ألقاها أمام وسائل الإعلام أن هذا الاتفاق يتضمن مصلحة كبرى للبلاد بما أنه يجازي فئة من المجتمع اجتهدت في تسيير قطاع الوظيفة العمومية والقطاع العام رغم ان هناك فئات أخرى متضررة بالمقارنة مع الموظفين معبّرا عن تمنياته بالنجاح في كسب معركة التنمية والتشغيل كما ثمّن توافق الاتحاد مع الحكومة في علاقة بأولوية التنمية ومراعاة الموازنات المالية في ظرف دقيق يعيشه اقتصاد البلاد. رئيس الحكومة المؤقتة نبّه إلى ما تعانيه عديد الشركات والمنشآت العمومية من صعوبات اقتصادية قد تصل بها الى حافة الإفلاس بسبب تركة قديمة تركها الاستبداد مشدّدا على ضرورة تكاتف الجهود من أجل إنقاذها وتطويرها. الأخ حسين العباسي: حريصون على ازدهار المؤسسة من جهته أشار الأخ حسين العباسي إلى ان موظفي قطاع الوظيفة العمومية والقطاع العام يستحقون زيادة مجزية في الأجور لما قدموه من تضحيات كبيرة إبان الثورة وساهموا مساهمة جدّية في السهر على سير الإدارات وهو فضل يعود إليهم ويفتخر به الجميع إلى جانب ضمان مصالح المواطن وأيضا زيادة تقلّص ولو القليل من اهتراء مقدرتهم الشرائية كما عبّر عن أمله في نهاية المفاوضات في القطاع العام في الوقت المحدد حتى تنكبّ كل الأطراف للاهتمام والتركيز في مواضيع أخرى ملحّة تهم البلاد . وأكّد الأخ الأمين العام أن المنظمة الشغيلة متابعة للوضع الاقتصادي الدقيق بالبلاد وهي حريصة كل الحرص على الأخذ بعين الاعتبار بالظروف الحالية لذلك تحلّت بالرصانة وروح المسؤولية خلال المفاوضات مشيرا إلى ان الاتحاد سيحثّ العمال والموظفين على مزيد البذل والعطاء من أجل تعزيز الإنتاج وازدهار المؤسسات. الأخ حسين العباسي توجّه الى بعض وسائل الإعلام التي تعادي الاتحاد العام التونسي للشغل بشكل مجاني ومرضي خدمة لمصالح سياسوية ضيّقة ودعاها الى التعقّل وترك سلوك رمي التهم الباطلة على الاتحاد لأن هذا الأخير أكبر بمبادئه وتاريخه ورصيده النضالي من أي ممارسة طفولية كالتي تعمد إليها وسائل الإعلام المذكورة ناصحا إياها بالاهتمام والتركيز في القضايا الحارقة التي تقضّ مضجع المواطن التونسي من فقر وبطالة وأمراض وتعكس بحق همومه ومشاغله . وفي نهاية كلمته توجه الأخ الأمين العام بالشكر إلى أعضاء الحكومة وخبراء الوزارات المعنية ووفود الاتحاد المفاوضة الذين بذلوا مجهودات كبيرة من أجل الإعداد للمفاوضات الجماعية وإنجاحها رغم العراقيل المتنوعة التي اعترضت عملهم.