ثمّة خيط دقيق جدّا يربط بين غياب الارادة لدى النهضة ومشتقاتها للكشف عن قتلة الشهداء وغياب الارادة في الكشف عن ملفات الفساد الكبرى وغياب الارادة في تحديد خارطة الطريق للمرحلة القادمة. هذه الملفات الحارقة مازالت مشدودة بقرار لا يريد ان يصدر لشيء في نفس الترويكا. قبل ليلتين قال أحد قياديي حرس المرزوقي الرئاسي على شاشة تلفزة تونسية أنّ كشف القتلة وكشف المستور من ملف 14، 15 و16 جانفي الأليم لا يخدم المصلحة الوطنية والأمن العام... كيف ندخل لانتخابات قبل كشف المجرمين والفاسدين وتجار المشاريع الكبرى واختصاصيي التعذيب ومستنقعات المال السياسي؟ من يضمن للشعب التونسي عدم رجوع هؤلاء وعملائهم وصناعهم وغلمانهم للسلطة عبر صندوق الاقتراع؟ حرب المواقع بدأت، بعض القائمات تشكّلت والبلاد لا تملك دستورا ولا قانونا انتخابيا ولا لجنة مراقبة مستقلّة ولا قضاء ولا إعلاما... كيف ندخل الانتخابات مرّة أخرى وعصا الداخلية والميليشيات مرفوعة وبيت أبي سفيان مفتوحًا؟ قد تحتاج البلاد إلى مُحاكمة الشهداء عوضا عن محاكمة القتلة.