بعد هدنة الصيف القائظ وتوديع اهل الخلاعة والترف استعادت ابناءها المتقدين نورا وفرحا من الطلبة الذي ناهز عددهم هذه السنة خمسة وعشرين الف طالب وطالبة (25000) حيث يشكل هؤلاء لوحة بديعة عجز كل رواد الجهة وزائريها بمن فيهم بيض روسيا وشقراوات الغرب على رسمها... حيث تحققت بهم ومعهم الاضافة المعنوية للجهة من خلال هذه الكفاءات التي تبعث في مفاصل الوطن كل نهاية موسم جامعي (اطباء مهندسون، فنيون...) الى جانب الاضافة المادية حيث ساهم الطلبة وعلى مستوياتهم المادية البسيطة في تنشيط الحركة الاقتصادية من سكن ونقل ومرافق عامة وخاصة بالنسبة إلى الطلبة الذين استوفوا حق الاقامة واما البقية فهم الاكثر حظا (ماديا على الاقل) حيث عملت الجهات المعنية على توفير اقصى الامكانيات لتمكين كل طالب او طالبة من نيل حقه في السكن والأكل لا بل هناك فائض يقع استغلاله هذه الايام لتسديد الرغبات والحالات الخاصة لاسعافها بتوفير الاقامة رغم استياء الحق القانوني حتى لا تتقطع بهم السبل وينخرطون في متاهات البحث عن «ملجأ» بدل الانصراف الى مدارج العلم. عن هؤلاء وأولئك تحدث إلينا السيد المدير الجهوي لديوان الخدمات الجامعية ب (ولايتي والمهدية) وقد بدت عليه علامات الرضى عن انطلاقة طيبة لهذا الموسم الجامعي والتي خلت من كل ما من شأنه ان يمثل شوائب او نشاز او غضب او «ظلم» حيث تم تجاوز كل صعوبات السنوات الماضية مما غاب معه ذاك المشهد المشين للأولياء والطلبة امام الادارات المعنية في صفوف وطوابير تحت شمس حارقة أو أروقة مكتظة. أرقام آخر الاحصائيات التي حصلنا عليها تفيد ان عدد الطلبة ناهز خمسة وعشرين ألف طالب وطالبة (24489) موزعين على 16 مؤسسة جامعية موزاعين على اربع مدن جامعية (، المهدية، قصر هلال المكنين) وعلى ستة (6) مطاعم جامعية تؤوي ثلث العدد الجملي للطلبة حيث بلغت طاقة الاستيعاب 8240 سريرا منها (5355) للطالبات. فائض.. السيد المدير الجهوي أكّد ان كل الرغبات القانونية على مستوى السكن سدّدت بالكامل مع احراز فائض محترم في المواقع الشاغرة والتي ستخضع إلى مقاييس محددة لاسنادها إلى بعض الطلبات والطلبة من ذوي الظروف الاجتماعية الدقيقة والحالات الانسانية التي تستوجب الاسعاف على غرار الايتام وفاقدي السند والحالات العائلية الخاصة وكذلك حالات الامتياز في النتائج ولجميعهم حظوظ في الايواء خاصة في ظل النقص الذي سجله عدد الطلبة الجدد والراجع بالاساس بل المرتبط بعدد الناجحين في امتحان الباكالوريا للموسم الدراسي الماضي والذي عرف تقلصا ملحوظا.. عقول... وبطون... 13500 أكلة توزع يوميا منها 7000 في مطاعم مدينة في حين تتوزع البقية على المطاعم الجامعية بالمكنين وقصر هلال والمهدية اضافة الى قاعة الاكل بالرجيش (المهدية) والتي تصلها اكثر من الف وثلاثمائة اكلة (1300) جاهزة يوميا... هذا الموضوع اي الاكلة الجامعية بشكل عام سيكون محور تقرير مفصّل في أعدادنا القادمة فيما يتعلق بالكم والكيف في آن... مؤشرات... هذه العودة الهادئة والانيقة إلى الحياة الجامعية تقابلها انتظارات عديدة لكل الاطراف البيداغوجية منها والادارية حتى يبلغ التفاؤل مداه بتحقيق افضل النتائج والشهادات خاصة وبصورة خاصة جدا في بالنظر إلى تعدد المؤسسات الجامعية وخاصة تلك الذائعة الصيت على غرار كلية العلوم (3700 طالبا) وكلية الطب وكلية طبّ الانسان وكلية الصيدلة والمدرسة الوطنية للمهندسين (1340) ومعهد الدراسات الهندسية (1793) ومعهد البيوتكنولوجيا (1376) وغيرها من المؤسسات التي تحتّم التفرغ للدرس والمدرج والمخبر قبل اي شي آخر...