تبدو العودة المدرسية 2012/2013 على غاية من الأهميّة على جميع الأصعدة. حيث تواجه المدرسة التونسية تحدّيات مختلفة تستوجب منها الارتقاء الى مطامح شبابية بلا أفق وتزداد مخاوفها باستمرار. لقد مثّل النظام التعليمي التونسي الانعكاس الهزيل لنظام سياسي متعفّن محكوم بالحسابات والفساد وغياب النظرة الاستراتيجية للتربية. لقد ساهم هذا النظام بصفة كبيرة في تدهور جودة التعليم وتراجع الفكر. نحن نعتقد أنّ بلادنا موضوعة في هذه المرحلة من التحوّل الديمقراطي أمام خيارات مصيرية ستحدّد مستقبله. وقد اتفق الملاحظون والخبراء حول تشخيص مفاده أنّ وضع المدرسة التونسية سيء وأنّ التعليم مريض وفي اطار الاستعارة الطبية فإنّ المسكنات لن تكفي اذ يفرض العلاج بالصدمة نفسه وعليه فإنّ على وزارة التربية وباقي المتدخلين في الحقل التربوي أن يضعوا على عاتقهم الالتزام ب: إعادة بناء المدرسة أو إعادة إحيائها على الأقل. الدفاع عن التعليم العمومي الذي أصبح مهدّدا. القطع مع التعليم ذي السُّرعتين الذي يعكس تباينا اقتصادي واجتماعي خطير سيولد شرخًا اجتماعيا. إعادة الاعتبار إلى مهمّة المدرسة التي لا يجب أن ينحسر دورها في مجرّد نقل المعرفة ولكن أيضا ضمان حرية التفكير. إطلاق برنامج تعليمي أساسي يعزّز روح النقد والتحليل وذلك عبر تعليم اللغات والعلوم الانسانية التي همّشت لصالح رؤية آنية وتقنوية للمعرفة. إحباط محاولة إخضاع المؤسسة التربوية إلى إصلاحات جديدة وبرامج تهدف إلى الدعاية السياسية الرجعية المتناقضة مع مبادئ الجمهورية. أي مدرسة تريد؟ إنّ الاجابة عن هذا السؤال تأتي بصفة طبيعية من المشروع المجتمعي الذي نريد بناءه وهو مجتمع متجذّر في هويته معاصر وديمقراطي وحرّ ومرتبط بمواطنة فعلية وحقيقية. فلا يحقّ لتونس بعد 14 جانفي أن تضيّع موعدها مع التاريخ .