احتفل المدرسات والمدرسون بتونس يوم 5 أكتوبر 2012 باليوم العالمي للمربّي بتنظيم من النقابة العامة للتعليم الثانوي وبمشاركة نقابات التربية والتعليم بالاتحاد العام التونسي للشغل وباستضافة كل من ممثلة العالمية للتربية الرفيقة «انياس براد» وممثل الهيئة النقابية الفرنكوفونية للتربية والتكوين الرفيق «روجي فراري» اللذين ثمنا عمل ونضالات نقابات القطاع من أجل المحافظة ودعم المؤسسة التعليمية العمومية في فترة حرجة تعيشها بلادنا. الاحتفال تضّمن لقاء في معهد العمران بالعاصمة تم خلاله اطلاق الاستشارة الوطنية حول اصلاح المنظومة التربوية و تنظيم ندوة صحافية ومائدة مستديرة شاركت فيها نقابات التربية والتعليم حول الاصلاح التربوي المنشود والمشاكل المعنوية والمادية في قطاعات التعليم والتربية. واقع تربوي مزر الندوة الصحافية اشرف عليها الأخ سامي الطاهري الامين العام المساعد المسؤول عن قسم الاعلام والنشر، الذي اشار الى تمسك نقابات التربية والتعليم باصلاح تربوي حقيقي يؤسس لتعليم ديمقراطي وشعبي ومجاني واجباري يجعل مدرسة اليوم تنخرط في كل التغيرات التي تعيشها بلادنا ويكون فيها للمربي المساهمة الجادة في مرحلة البناء الديمقراطي ممثلو نقابات التربية والتعليم الحاضرة استعرضوا واقع التعليم اليوم كل كافة المستويات، فالأخ الطاهر ذاكر الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الاساسي اكد ان المدرسة العمومية لا يمكن ان تتطور الا بتحسين بنيتها التحتية وتطوير برامجها وان تكون مجالا لاحترام الحريات العامة والفردية واساسا احترام الحق النقابي ودسترته وايضا احترام مصداقية التفاوض وشدّد على ان تكون المدرسة الابتدائية عمومية وذات صبغة ادارية باعتبار ان وضعها الحالي غير قانوني وبالتالي لا يمكن ان تقوم بواجباتها المطلوبة ومواكبة ما تعيشه بلادنا. اما في التعليم الثانوي، فواقعه لا يبعد كثيرا عن واقع الاساسي، فالأخ لسعد اليعقوبي الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الثانوي تأسف للوضع التربوي والتعليمي في قطاع الثانوي واعتبر ان السنة الحالية الاسوء عبر تاريخ القطاع، فقد اتسمت بتراجعات جوهرية أدت الى علاقات يسودها التوتر مع الجانب النقابي، ذلك ان القطاع يشهد حالة من الفوضى العارمة بسبب تأخر الانتدابات وتعيين المديرين واصبحت المدارس مستباحة عبر العنف المسلط على الاطار التربوي في ظل صمت مريب من قبل الوزارة. ومن المفروض، حسب الاخ الاسعد اليعقوبي، ان ندخل بعد 14 جانفي في معمعان الاصلاح التربوي، الا ان الحكومة واصلت في تمسكها بالتعهدات التي امضاها بن علي في مجال التعليم مع الخارج والمتعلقة بخصخصة القطاع وتدمير المدرسة العمومية وهو ما جعل المدرسين ونقاباتهم يطلقون الاستشارة الوطنية حول اصلاح المنظومة التربوية لتكسير مشروع الوزارة الخاصة بالمجلس الاعلى للتربية والتي جعلت منه مجلسا وزاريا مضيقا في عملية مريبة للسطو على اصلاح التعليم في بلادنا. من ناحية أخرى، يشهد قطاع التعليم العالي وخاصة في الفترة الاخيرة هجمة منظمة على مؤسساته عبر الاعتداءات بالعنف وتخريب التجهيزات من قبل عناصر غريبة عن الفضاء الجامعي، ما شهدته كليات جندوبة والقيروان وتونس مؤخرا الا دليلا على ذلك، وفي هذا السياق، أكد الأخ حسين بوجرّة الكاتب العام للجامعة للتعليم العالي والبحث العلمي ان الطرف النقابي سيقوم بكل الإجراءات نحو فتح تحقيق حول ملابسات الاعتداءات على المؤسسات الجامعية، وهي ظواهر ارتبطت أيضا بمحاولات الزجّ بالجامعة في صراعات هامشية تقوم على التكفير . واستعرض الأخ الكاتب العام المشاكل المهنية والاجتماعية التي يعيشها القطاع من اتفاقات غير مطبقة إلى جانب اعتماد الوزارة على الهروب الى الأمام بخصوص إصلاح التعليم الجامعي والاقتصار على اصلاحات بيروقراطية فوقية ليست لها أي أفاق وغير مواكبة للتطورات الوطنية والدولية. متفقدو التعليم الثانوي بدورهم يعيشون مشاكل عديدة من وضع مادي متردّ يعيشه المتفقد ونقص الأجهزة ووسائل العمل وتهرب الوزارة من التزاماتها إلى جانب عدم وجود إرادة سياسية للوزارة لفتح ملفات الفساد. اليوم العالمي للمربي في بلادنا لم يكن هذه السنة كسابقيه، ففي الوقت الذي كان يفترض فيه على أول حكومة شرعية ان تهتم بجدية وبصدق بالتعليم والتربوية والتكوين رأيناها، للأسف، التزمت تقريبا بمنهج بن علي واعتمدت على الإقصاء والتهميش وتفويت الفرصة على ناشئتنا لاحتضان تعليم ديمقراطي تقدمي وشعبي.