عاجل: هذه تفاصيل الأحكام ضد الموقوفين الثمانية في قضية التسفير    قفصة: افتتاح فعاليات الورشة الوطنية للمشاريع التربوية البيداغوجية بالمدارس الابتدائية    عاجل: ألمانيا: إصابة 8 أشخاص في حادث دهس    تونس: مواطنة أوروبية تعلن إسلامها بمكتب سماحة مفتي الجمهورية    تحسّن وضعية السدود    معدّل نسبة الفائدة في السوق النقدية    اللجنة العليا لتسريع انجاز المشاريع العمومية تأذن بالانطلاق الفوري في تأهيل الخط الحديدي بين تونس والقصرين    تحيين مطالب الحصول على مقسم فردي معدّ للسكن    مع الشروق : ترامب.. مائة يوم من الفوضى !    أخبار الملعب التونسي : غيابات بالجملة والبدائل مُتوفرة    وزير الشباب والرياضة يستقبل رئيسي النادي الإفريقي والنادي الرياضي البنزرتي    عاجل/ من بيهم علي العريض: أحكام بالسجن بين 18 و36 سنة في حق المتهمين في قضية التسفير..    القيروان: هلاك طفل ال 17 سنة في بحيرة جبلية!    في افتتاح مهرجان الربيع لمسرح الهواة بحمام سوسة... تثمين للمبدعين في غياب المسؤولين    الاتحاد الجهوي للفلاحة يقتحم عالم الصالونات والمعارض...تنظيم أول دورة للفلاحة والمياه والتكنولوجيات الحديثة    مأساة على الطريق الصحراوي: 9 قتلى في حادث انقلاب شاحنة جنوب الجزائر    تونس تسجّل أعلى منسوب امتلاء للسدود منذ 6 سنوات    عاجل/ تحويل جزئي لحركة المرور بهذه الطريق    عاجل: إدارة معرض الكتاب تصدر هذا البلاغ الموجه للناشرين غير التونسيين...التفاصيل    لماذا اختار منير نصراوي اسم 'لامين جمال" لابنه؟    تونس تستعدّ لاعتماد تقنية نووية جديدة لتشخيص وعلاج سرطان البروستات نهاية 2025    اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير لتأمين صابة الحبوب لهذا الموسم - الرئيسة المديرة العامة لديوان الحبوب    أجور لا تتجاوز 20 دينارًا: واقع العملات الفلاحيات في تونس    الليلة: أمطار رعدية بهذه المناطق..    عاجل/ زلزال بقوة 7.4 ودولتان مهدّدتان بتسونامي    مدنين: مهرجان فرحات يامون للمسرح ينطلق في دورته 31 الجديدة في عرس للفنون    معرض تونس الدولي للكتاب يختتم فعالياته بندوات وتوقيعات وإصدارات جديدة    جريمة قتل شاب بأكودة: الإطاحة بالقاتل ومشاركه وحجز كمية من الكوكايين و645 قرصا مخدرا    تعاون ثقافي بين تونس قطر: "ماسح الأحذية" في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للمونودراما بقرطاج    عاجل/ تسجيل إصابات بالطاعون لدى الحيوانات..    عشر مؤسسات تونسية متخصصة في تكنولوجيا المعلومات ستشارك في صالون "جيتكس أوروبا"    غرفة القصّابين: أسعار الأضاحي لهذه السنة ''خيالية''    منوبة: احتراق حافلة نقل حضري بالكامل دون تسجيل أضرار بشرية    سليانة: تلقيح 23 ألف رأس من الأبقار ضد مرض الجلد العقدي    مختصون في الطب الفيزيائي يقترحون خلال مؤتمر علمي وطني إدخال تقنية العلاج بالتبريد إلى تونس    فترة ماي جوان جويلية 2025 ستشهد درجات حرارة اعلى من المعدلات الموسمية    الانطلاق في إعداد مشاريع أوامر لاستكمال تطبيق أحكام القانون عدد 1 لسنة 2025 المتعلق بتنقيح وإتمام مرسوم مؤسسة فداء    حزب "البديل من أجل ألمانيا" يرد على تصنيفه ك"يميني متطرف"    جندوبة: انطلاق فعاليات الملتقى الوطني للمسرح المدرسي    فيلم "ميما" للتونسية الشابة درة صفر ينافس على جوائز المهرجان الدولي لسينما الواقع بطنجة    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تحرز ذهبيتين في مسابقة الاواسط والوسطيات    خطر صحي محتمل: لا ترتدوا ملابس ''الفريب'' قبل غسلها!    صيف 2025: بلدية قربص تفتح باب الترشح لخطة سباح منقذ    تطاوين: قافلة طبية متعددة الاختصاصات تزور معتمدية الذهيبة طيلة يومين    إيراني يقتل 6 من أفراد أسرته وينتحر    الصين تدرس عرضا أميركيا لمحادثات الرسوم وتحذر من "الابتزاز"    لي جو هو يتولى منصب الرئيس المؤقت لكوريا الجنوبية    الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة    أبرز ما جاء في زيارة رئيس الدولة لولاية الكاف..#خبر_عاجل    الجولة 28 في الرابطة الأولى: صافرات مغربية ومصرية تُدير أبرز مباريات    الرابطة المحترفة الثانية : تعيينات حكام مقابلات الجولة الثالثة والعشرين    الرابطة المحترفة الأولى (الجولة 28): العثرة ممنوعة لثلاثي المقدمة .. والنقاط باهظة في معركة البقاء    ريال بيتيس يتغلب على فيورنتينا 2-1 في ذهاب قبل نهائي دوري المؤتمر الاوروبي    صفاقس ؛افتتاح متميز لمهرجان ربيع الاسرة بعد انطلاقة واعدة من معتمدية الصخيرة    "نحن نغرق".. نداء استغاثة من سفينة "أسطول الحرية" المتجهة لغزة بعد تعرضها لهجوم بمسيرة    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    أولا وأخيرا: أم القضايا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رسالة إلى من يُدينون للعمامة قبل الوطن
نشر في الشعب يوم 20 - 10 - 2012

لأنك لست قديسا ولا وليا من أولياء الله الصالحين يجب التبرّْك به والتقرب اليه بالقرابين والاضاحي، ولانك لست مقدّسا لا يمكن الخوض فيه والمساس به، ولأنك لست جنكيز خان ولا حتى صدام حسين ذلك البطل الذي سخر من المشنقة وتحدّى الموت وبصق في وجه جلادية، ولانك لست رجل تاريخ ولا أحد عظمائه لا يمكن نقده او انتقاده كما يدعي أولياء الشيطان اتوجه إليكم بهذا الخطاب ليقيني انك وارث عرش بن علي والحاكم الفعلي لهذه الامة ورجائي ان تتمثل معانيه وتستوعب مقاصده وتستخلص النتائج.
حضرة الشيخ، لاتنسى انكم ذلك المذنب الفار من العدالة لعقدين من الزمن والمحكوم بالمؤبد لجرائم ارتكبتها او حرّضت عليها ما بين 1981 و1991، وكانت سببا في جرّ البلاد الى مربّع العنف ومستنقع الاستبداد: احتجزت عميد كلية العلوم بتونس «علي الحيلي» في 20 فيفري 1981 وقد اعترفت شخصيا بذلك وكان لأفراد من قيادات حركة الاتجاه الإسلامي دور ضمن آخرين في حجز عميد كلية ومجموعة من الاداريين وتهديدهم بتعريض المختبر كله بالتفجير وفي 2 جوان 1987 فجّرت اربعة نزل واسفرت عن بتر ساقيْ سائحتين أجنبيتين (ولا غرابة في استهداف السياحة التي قال عنها مفكركم انها بغاء سري) وقلتم عنه العملية «كما وجهت تهمة القيام بأعمال عنف محددة إلى شابين صدر بعد ذلك حكم باعدامهما وقد نفّذ فيهما رحمهما الله» واعتبرتهما شهيدين ثم وفي 6 اكتوبر 1987 حاولتهم قلب نظام الحكم الذي قلتم عنه «ثقتنا في الله وبن علي» اما في 2 اكتوبر 1991 حين قامت عناصر من حركتك بمهاجمة مقر لحزب التجمع وشدت وثاق حارسيه وسكبتم مادّة حارقة على جسديهما أودت بحياة احدهما وبقاء الآخر يعاني من عاهة مستديمة وقد أصدرت بيانا تتبنون فيه العملية وارجعتم ذلك كرد فعل على العنف المسلط عليكم وكل هذا من صميم عقيدتكم وأنت القائل: «ان الاطار الاجتماعي والسياسي الذي تنزل فيه النصوص من استعمال القوّة هو اطار اسلامي اعترته بعض الانحرافات دون ان يمسّ ذلك حسب المصطلح الدستوري بالنظام العام اي دون مس بهويّة الكيان العقائدي والسياسي للأمّة ودون نيل من المشروعية العليا للدولة، ولا يمكن اعتبار الحكام الديكتاتوريين المفسدين المتمردين على شريعة الله وإرادة شعوبهم امراءنا وأولياء أمورنا والا لزمت لهم الطاعة» ويفهم منه ان سلمية النضال مقبولة ما التزم الحاكم بتطبيق الشريعة اما اذا ادت هذه السلمية إلى وصول حاكم لا يطبّقها فلا طاعة له و يحلّ اعتماد القوة في شأنه اذا انتم تتوجسون في نتائج العمل السلمي خوفا من تجدد حكم الطاغوت اولا ومواجهة المد الحداثي التونسي ثانيا. فماذا لو فشلتم في الانتخابات القادمة على افتراض انها أقيمت أصلا؟ هل ستحترمون أصول اللعبة الديمقراطية التي لا تعترفون بها أصلا أم ستقومون على السلطة الجديدة؟ وعن أي احترام نتحدث وانتم تعتبرون معارضيكم فئة مارقة عن الدين وملحدة وتصنفون أنفسكم كأولياء الرحمان الذين قدموا أمثولات نضالية ونماذج في الصمود والمبدئية ستمثل أرصدة عظيمة لمستقبل الجهاد؟
حضرة الشيخ يتجه حزبكم الربّاني في خطابه صوْب التماهي المطلق مع الإسلام، ويُخرج من دائرته كل الفئات السياسية الأخرى، والأخطر من ذلك أنكم تسوقون أنفسكم رافعًا وحيدًا لراية الاسلام وتحشرون مناويئكم في دائرة أعوان الطاغوت فمن نصّبكم اوصياء على دين اللّه؟ وألا تعلمون انه لا وجود لسلطة أحد على خلق اللّه الا الله وحده والحكم له وحده والرسول صلى الله عليه وسلّم برّأ نفسه من اي سلطة دينية فهو مبلّغ عن الله كلماته لا غير وهو نفسه يجهل مصيره يوم القيامة ولا يدري ما سيفعله الله به وينكر ان يكون يعلم الغيب فكيف يزعم مخلوق انه وصي على دين الله يقول الله تعالى في سورة الاعراف على لسان رسوله الكريم: «قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرّا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني من السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون» وإذا كان الامر كما تبينه هذه الآية الكريمة، فمن أين تستمدون كل هذه الثقة للفوز في الانتخابات القادمة وتتحدثون ان حكمكم سيمتد لسنوات؟ وان كان هذا يدخل في إطار العلم بالغيب، أليس ذلك شركا بالله وكفرا عظيما؟
حضرة الشيخ، تقول نصوصكم «إن الدولة الاسلامية تقوم على رسالة أممية عليها أن تعمل على نشر الاسلام عن طريق «البلاغ المبين» فإذا قامت في طريق الدعاة قوى طاغوتية تستبد بشعوبها وتحول بينها وبين ممارسة حريتها ومنها حرية المعتقد، كان على دولة الإسلام أن تزيح تلك الكيانات المستبدة ولو باستعمال القوة.. فهنا ينضاف الى معنى الجهاد معنى آخر هو القتال من أجل كسر القوى المهيمنة في العالم وتمكين الشعوب من حق تقرير مصيرها بما فيها الموقف العقائدي» فأين انتم من مجازر البوذيين بحق الأقلية المسلمة في بورما؟ ولماذا خرستم كالشيطان ازاء ثورة أهالي القطيف في السعودية والثورة البحرينية المجيدة، بينما هرولتم الى قطع العلاقات مع سوريا تنفيذا لأمر مفتي السيلية؟ واذا كانت الولايات المتحدة هي من تقود الحرب الصليبية على الاسلام وتستهدف المسلمين في ذواتهم وهوياتهم، وحسب أدبياتكم وجب الجهاد ضدها، فماذا عن تسريبات ويكيليكس الذي فضحكم وكشف نفاقكم وبين أنكم على علاقة جيدة بالسفارة الامريكية بتونس زمن حكم الجنرال بن علي وتتبادلون الزيارات وتشددون على تمثيلكم الاسلام المعتدل وان الله والدين غير مهيمن لكم بل الانكى من ذلك انكم عملتم مخبرين وجواسيس استعانت بهم السفارة في جمع المعلومات حول وضع الاسلام وحالات التدين في تونس قد لا تكونون كلكم اصدقاء لها، ولكن فاعلون في حزبكم ومتحدثون باسمه حاوروا الامريكان لسنوات طمعا باعترافهم وسوقوا لهم بان تونس هي الامثل لتطبيق حكم الاخوان رغبة منكم باستنساخ النموذج العراقي ألا يسقط عنكم هذا مناهضتكم للامبريالية والهيمنة والاستعمار؟ ألا يفضح عمالتكم وخيانتكم لهذا الشعب؟ كيف تقدمون انفسكم بديلا للطاغوت، ولا تختلفون في شيء عنه؟
حضرة الشيخ، التاريخ يثبت أنه أينما قام حكم الاخوان إلا وحلّت اللعنة والفتن والعنف والتصفية على الهوية لانهم سماسرة وتجار دين ينصّبون انفسهم حماة وحيدين للاسلام، ويأتون باسم التقوى الزائفة كل المنكرات، ولعل ما حلّ بتونس منذ صعودكم للحكم أبلغ دليل على غضب الربّ على هذه البلاد، فتعدّدت الكوارث وتنوعت بين ثلوج وفياضانات وقمامة وأوبئة وعطش وحوادث مرور وتدنيس المصحف والنيل من رموزنا الوطنية (العلم) وانتهاك حرمات المساجد وحرائق الغابات والمحاصيل الزراعية، واشتعال الاسعار وارتفاع الأتاوات، وتخفيض التصنيف الائتماني لتونس، فساد ونهب ورشوة ومحاباة واستغلال نفوذ واجرام غير مسبوق وغياب تونس عن ترتيب منتدى دافوس للتنافسية لعام2012 / 2013 رغم ان بن علي تركها الأؤلى عربيا وإفريقيا... هذا وغيره كثير مما جعلته لنا عمامتكم فهل ستمتلكون الجرأة والشجاعة لتقروا بانكم نذير شؤم على هذا الوطن؟
حضرة الشيخ: تطلع علينا انت وبعض تلامذتك بين الفينة والاخرى لتذكروا الشعب بأن محاكمة فسدة العهد البائد أمرٌ لا رجعة فيه وهذا حقكم لكن في بلدان العالم حين تأتي حكومة منتخبة يتم القطع مع الماضي ويكون بناء المؤسسات والاعلام بطاقات جديدة مستلهمة من رحم الثورة لا أن يتم الاستعانة برموز الفساد والكذب والتضليل من الذين جمّلوا الاستبداد وفرعنوا الديكتاتور فاي هدف من وراء ذلك غير ابتزاز هؤلاء ليكونوا أدوات قذرة وماريونات تحركوها كما يحلو لكم لتدجين الاعلام لا تطهيره ليخدم جند الشيطان مثل باعث القناة وبعد ان كان عبدا لسيده الهارب واحد رموز اعلام الزور لسنوات وناهب أموال الشعب والتي كشفها تقرير لجنة تقصي الحقائق حول الرشوة والفساد والذي جاء فيه ان قناة حنّبعل قد تمتعت باعفاء من المعاليم القانونية بمقتضى بند تعاقدي تم ادراجه بإذن من رئيس الدولة وذلك لمدة ثلاث سنوات وان تحقيقات اللجنة تبين ان القناة مدانة للدولة بمليارين وانه تم العثور على وثائق تدل على تفاهم بين معاوني الرئيس والباعث على سلوك ولائي فضلا عن تورط هذه القناة في بث إشاعات واخبار زائفة بعد هروب الطاغية أدت الى مقتل عدد من التونسيين واثارت الهلع والذعر في صفوف الناس لكن بمجرد ان اصطف خلفكم وسخر قناته لخدمتكم نال الرضاء وصك الغفران.. اما سامي الفهري الذي انتج برنامجا ساخرا يفضح خوركم ولم يركع أو يخضع للمساومات التي قام بها مستشار الخليفة السادس صاحب قناتي «الزيتونة» و«تونس اليوم» المشبوهتين تم إيداعه السجن بدعوى محاربة الفساد. حسن من هم بقية الفاسدين في التلفزة الذين شاركوه اوسهلوا له هذا الفساد؟ لماذا لم يقدموا الى العدالة؟ وبثينة قويعة هل هي الاخرى فاسدة ام ان تهمتها هي استضافة المناضلين اليوم لم يغمض لكم جفن حتى دخلت التلفزة الوطنية بيت الطاعة بعدما سميّ باعتصام التطهير الذي خططتم له ونفذته ميليشياتكم حتى اصبحت القناة الوطنية أبعد ما تكون عن مواكبة الواقع بمختلف اشكالياته وغارقة في تغطية انشطة الحاكم الجديد وتعداد انجازاته الخارقة وتقديم البلاد على انها الفردوس الاعلى ترفل في النعيم والخير العميم ولم تسلم قناة الحوار من عبثكم وتخريبكم فشوّشتم على بثها لانها انحازت الى مشاغل وهواجس الناس متناسين انها فضاء اعلامي بصري وقف الى جانبكم في محنتكم، وأسهبتم في التعيينات الحزبية الضيقة على رأس الاذاعات الوطنية والجهوية للهيمنة وبعث اسس إمبراطورية اعلامية تخدم حزبكم وتروج لخطابكم الرجعي الهدام الذي يسعى إلى إعادة تونس الى عصور الجاهلية، وهذا باعتراف ذلك المستشار المتحذلق فلم يعد يفرق بين الدولة والحزب واليوم جاء الدور على دار الصباح فعينتم على رأسها شرطيا وعزمتهم على بيعها وحتما ستكون من نصيب نهضاوي وسيتبعها التفويت في شركة كاكتوس واذاعات موازييك والزيتونة وشمس آف آم دون ان تكون ملكا لكم فكيف تبيعون ما لاَ تملكون؟ وهل ان عبد العزيز الجريدي وصالح الحاجة ومنصف بن مراد ونذير عزوز وعبد الحميد الرياحي وغيرهم فوق المحاسبة ام ان الولاء يعفي من المساءلة ويمنح الحصانة؟
حضرة الشيخ، بعد ان بسطتم نفوذكم على دواليب الدولة من ولاة ومعتمدين ورؤساء مديرين عامين يدينون بالولاء للعمامة قبل الوطن، وبعد ان سخرتم القضاء لخدمة العائلة الجديدة والزج به في الخلافات السياسية للتخلص من الخصوم والانتقام منهم وبعد ان طوعتم المؤسسة الامنية ليستتبّ لكم الحكم رغم ان الجميع طالب بقضاء مستقل وأمن جمهوري وادارة محايدة بعد كل هذا اعدتم العمل بالتعذيب وامتهان الكرامة الانسانية فكان الزلزال الذي هزّ أركان عرشكم والمتمثلة في الاعتداءات بالفاحشة على موقوفي الحنشة واغتصاب المواطنات واذا كان بن علي بفعل ذلك لانه لا يتكلم باسم الله فاي قوانين وضعية وشرائع سماوية تسمح بهذه الانتهاكات الشاذة والسادية التي يندى لها جبين الانسانية ستقولون فعل معزول فنردّد كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ونضيف ان الاعوان الذين ارتكبوا هذه الجريمة المشينة ما كانوا ليقدموا على ذلك لولا ان هناك من الأجواء ما يبيح لهم فعل ذلك وانه لمن المخزي ان يجد هذا الثائر الذي ثار لاجل كرامته قد عومل بشكل حيواني همجي وداعر؟ ألا تدل هذه الانحرافات الخطيرة على فقدانكم الشرعية الأخلاقية ام ان عقيدتكم تسمح بمثل هذه الممارسات؟ واذا وجدتم من صدق انكم شرعيون ومنتخبون فمن يصدق الآن انه يحق لكم ان تمارسوا الفاحشة ضدّ المعتقلين في بلد تمارسون فيه الفاحشة السياسية الا تعلمون ان عورة المسلم يا من تتشدقون بالعفة والطهارة محدّدة من الركبة الى السرة تلك المنطقة من الجسد البشري التي مارس عليها زبانيتك المتدينين جدا الرذيلة تخصّ المحرمات كان سهلا عليكم ان تحطموا معنويات الاحرار لكن من يجمع حطام صورتكم التي تحطّم ما بقي منها في الحنشة؟ من يمحو الآن عاركم وعوراتكم؟ انه انهيار وعري اخلاقي يتزامن مع انهيار سياسي وفشل في ادارة البلاد وماذا تنتظرون من مسلم هتك عرضه ودنس شرفه غير ان ينصّ للدفاع عن كرامته ممن اذلّوه ونكلوا بعورته ماذا تقولون عن موت احد الموقوفين تحت التعذيب وماذا تقولون عن اغتصاب اعوانكم لفتاة تونسية المفروض انهم في حمايتها.
حضرة الشيخ، نحن لم نهرب من مواجهة الديكتاتور وقارعناه بما نملك من اسلحة الروح والجسد والفكر والضمير والقلم في حين هربتم انتم وأمنتم أماكن لجوء سياسي وامتيازات خيالية في الغرب الاستعماري تاركين العشرات من اتباعكم لقمة سائغة للنظام الاستبدادي المجرم وتكفل من تنعتونهم بأولياء الشيطان بالدفاع عنهم لان ذلك واجب اخلاقي وشرعي كما لم تشاركوا في الثورة واتخذتم قرارا صريحا في ذلك ولم تخرجوا من الجحور الا بعد هروب بن علي لتعلنوا عن وجودكم دون حياء لانكم خشيتم عودته في وقت كنتم تتوددون وتتزلّفون له وترسلون إليه الرسالة تلو الاخرى طلبا للحوار فرفضكم فحاولتم مجددا فاعرض عنكم ومن المخجل ان نراكم اليوم تركبون على الثورة وتحتكرونها وتعتدون على جرحاها وأهالي شهدائها وتتلكؤون في التعويض لهم وبدل محاسبة القتلة تمّت ترقيتهم في مشهد دراماتيكي قل نظيره.. تستجدون على عتبات الاستخبارات الصهيونية والغربية وحتى القطرية (يا لسخرية القدر) لاعادة الشعب الى بيت الطاعة ورهن البلاد وبيعها في المزاد السياسوي تطبقون انظمة الكفر على شعب مسلم وذلك مراعاة لمشاعر آلهتكم في واشنطن وقطر والسعودية حتى لا تقطع عنكم الارزاق فهل هذا من عقيدة الاسلام في شيء؟
حضرة الشيخ: كشف وزير خارجية سوريا وليد المعلم في مقابلة مع صحيفة «الاندبندنت» البريطانية ذائعة الصيت ما مفاده ان أمير قطر وهبكم في اطار تمويل الثورة المضادة 150 مليون دولار لمساعدتكم في انتخابات اكتوبر الماضي وقبلها راجت معلومات حول صفقة بيع المحمودي والعطاء السخي الذي جنيتموه من تنظيم مؤتمر اصدقاء سوريا بتونس وطرد السفير السوري وكانت نفس الصحيفة قد تحدثت بمناسبة عقد مؤتمركم الاخير ان حزبكم صار من اغنى الاحزاب في العالم والمؤلم ان كل هذه الصفقات تمت باسم الدولة التونسية نفيتم كل ذلك ولم يكن بالجدية اللازمة بل في ندوة صحافية غلب عليها طابع الهزل والمزاح وكأننا بهذه السذاجة والبلاهة لنصدق ذلك والملاحظ الحصيف يلاحظ البذخ والترف الذي صاحب حملتكم الانتخابية ومؤتمركم الاخير وتكاليف المقرات الباهظة وانشطتكم الحزبية فضلا عن الاصرار على التعويض والتأكيد على انه يكون من خارج ميزانية الدولة فمن اين لكم هذا ورجاء الا ترددوا على مسامعنا الاسطوانة المشروخة بانها اعتمادات ذاتية وتبرعات لانه لا عاقل سيصدق هذه الترهات والخزعبلات.
حضرة الشيخ: 42٪ من التونسيين يتمنون عودة بن علي حسب مؤسسة سيغما لسبر الآراء فمن يتحمل مسؤولية ذلك ؟ الكفارالملاحدة وجرحى الانتخابات والصفر فاصل ام شياطين الانس وتجار الدين؟ أم هو هذا الغول الخفي الذي اختلقتموهُ والمسمى بفلول التجمع والذي تعلقون عليه كل خطاياكم؟
حضرة الشيخ، هل يحق لنا ان نعرف مصير العائدات المالية للمؤسسات العمومية التي خصْخصتموها ومآل عمالها وأي ضمانات لعدم تسريحهم تعسّفيا؟ أليس من حقنا ان نعرف اوجه صرف هذه الاموال وغيرها من الثروات والعقارات التي صادرتموها من عائلة المخلوع؟ فلا شيء واضح حتى الآن فقط الغموض والتعتيم الرهيب؟ ثم الا يحقّ لنا ان نعرف من قتل الناس بعد 14 جانفي: هل هم من الامن الرئاسي ام قناصة من الجيش ام اعوان الامن متى يفتح هذا الملف السري كغيره من الملفات المعتم عليها كأرشيف البوليس السياسي في كل القطاعات والقائمة السوداء في الاعلام ورجال الاعمال الفاسدين وقوائم المناشدين وانشطة الموساد في تونس والتي بقيت محاطة بهالة من السرية المطلقة وكأنها تابوهات ومحظورات؟ وهل يستقيم الحديث عن ممنوعات بعد الثورة من قاتل الشهداء ورجال الامن بعد 14 جانفي خاصة ان 61٪ من الشهداء سقطوا بعد هذا التاريخ؟ ومن هي العصابات الملثمة التي كانت تجوب المدن وتحرق وتنهب؟ أليس ذلك من صميم العدالة الانتقالية التي انشأتم لها وزارة كاملة ام انها دورها ينحسر في باب التعويضات فحسب؟ من قطع الماء والكهرباء والانترنات والهاتف عن الناس هذه الصائفة؟ ومن هم مشعلو الحرائق في غاباتنا؟ وماهي مصادر تمويل القنوات الدينية المشبوهة التي تتناسل هذه الايام ومن يقف وراءها؟ هل ستمتلكون شجاعة الاعتراف وتكشفون كل الحقائق للرأي العام ام انكم أعجز ما تكونون عن ذلك؟
حضرة الشيخ، لقد اشرقت الشمس ولا مكان للخفافيش ومصاصي الدماء ولن نترك لعصابة لصوص وسراق جدد فرصة تدميرونهب البلاد مجددا لان ثورتنا عصية على الركوب كالثور الهائج وستذهب كل جهودكم في اخماد وهج الثورة سدى وسترتد مخططاتكم الى نحوركم اصبحتم تعلمون ان ايامكم معدودة فتتصرفون كالذبيح لاننا هنا واقفون بكل شموخ كالجبال الرواسخ امام المؤامرات والدسائس وسنعالج تجار الدين ومرتزقة الشريعة دون تردد ولن نسمح لاحد بما فيها معارضة الزور التي تقتات من موائدكم، سترون منا ما كنت تحذرون تريدون اعادة انتاج منظومة الفساد والاستبداد كما قال الخليفة السادس «انها ديكتاتورية ناشئة» لكننا بالمرصاد سنحول دون افغانستان جديد يحضّر لها لن نسمح بدماء جديدة ودموع ومآتم وثكالى وأرامل وأيتام جدد نحن شعب لا يطالب ولا يستجدي بل يفرض ارادته وسلطانه ولن يقهره الا القهار رب العالمين ومن سقط فهو شهيد ومن يعتقل فسنحرره... سنمضي الى هدفنا دون وجل أو خوف لاننا لم نعد نرى لكم شرعية الآن، الشعب الأبي استأمنكم على ثورته لصياغة دستور ديمقراطي فكان كمن يستأمن ثعلبا في قنّ الدجاج البلاد بلادنا ولا عاش في تونس من خانها واننا بإذن الله لمنصورون وسيكنس الاستبداد السياسي والديني نهائيا من هذه الارض الطيبة والطاهرة ولن تنفع حملة «اكْبسْ» ولا أرخف ولا ازْحف!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.