رغم مقاطعة نواب وكتل المعارضة للجلسة الممتازة التي انعقدت للاحتفال بمرور سنة على انتخابات المجلس التأسيسي ورغم الأجواء المتشنجة التي سيطرت على الجلسات العامة المكوكية التي تواصلت لثلاثة أيّام متتالية على خلفية تفاقم العنف السياسي الذي تسبب في مقتل منسق حزب نداء تونس في تطاوين وتنامي الاحتجاجات الاجتماعية التي تشهدها عديد الجهات وخاصة التصعيد الحاصل في مدينة قابس. فقد حضر الرؤساء الثلاثة إلى قبّة المجلس التأسيسي وعديد الضيوف من ممثلي الهيئات والأحزاب هذه الجلسة. الأوضاع خارج المجلس التأسيسي لم تكن أقلّ تشنجا حيث خرجت العديد من المسيرات بين مساندة للحكومة وأحزاب الترويكا ومنتقدة لادائها ومتهمة الأغلبية الحاكمة بالهيمنة على السلطة والارتداد عن أهداف الثورة. بن جعفر يدعو لنبذ العنف السياسي افتتح الجلسة العامة الممتازة السيّد مصطفى بن جعفر رئيس المجلس الوطني التأسيسي وقد أشار في مستهلّ كلمته الى المجهودات التي بذلها المجلس الوطني التاسيسي للايفاء بالتزاماته تجاه الشعب التونسي معلنا بان اللجنة المختصّة قد انتهت من صياغة مشروع القانون المنظّم للهيئة المستقلّة للانتخابات وبان الهيئة ستبدأ عملها في بداية شهر ديسمبر بعد مصادقة النواب عليها. ودعا الى ضرورة تكريس الوفاق بين كل القوى السياسية ونبذ العنف السياسي والتجاذبات الحزبية والايديولوجيّة والانكباب عل اعداد دستور لدولة مدنيّة يسودها نظام سياسي تعددي والانتهاء من اعداد القوانين المنظمة للهيئات المستقلّة للانتخابات والاعلام والقضاء. المرزوقي يدعو الى الصدمة الايجابية لتحقيق انطلاقة جديدة رئيس الجمهوريّة محمد منصف المرزوقي اعتبر أنه من الظلم مطالبة الحكومة بحل مشاكل تراكمت طيلة نصف قرن في بضعة أشهر. كما اشار الى ان المناخ الذي شهدته تونس والذي تميّز بالاستقطاب الثنائي وانعدام الثقة يقتضي ما سماه بالصدمة الايجابية لتحقيق انطلاقة جديدة. وذكّر بضرورة تحقيق توافق واسع بالتوفيق بين مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل والقوى المدنيّة خدمة للمصلحة العليا للبلاد. ودعا القوى السياسية الى ما سماه بوقف اطلاق النار اعلاميا والاعتبار من حادثة تطاوين. الجبالي يحذّر من العواقب الوخيمة لتأجيل الانتخابات رئيس الحكومة السيّد حمادي الجبالي دعا من جهته الى التسريع في المسار الانتقالي وأكّد عل ضرورة اجراء الانتخابات في مطلع الصيف القادم اعتبارا للتوافق الحاصل في أهمّ القضايا السياسيّة الخلافيّة مثل النظام السياسي. محذرا من ان تأخير موعد الانتخابات لأي سبب كان ستنجر عنه نتائج نتائج وخيمة وسيجرّ البلاد الى ما لا تحمد عقباه محملا القوى السياسية والمجلس التاسيسي مسؤوليتهم التاريخيّة. وأكدّ في خاتمة مداخلته بان حكومته ستعمل جهدها للتسريع في تحقيق كل الاهداف التي طالبت بها الثورة كالعدالة الانتقالية وتسوية ملفات لشهداء والجرحى والعفو التشريعي الى جانب محاربة الفساد واسترجاع الأموال المنهوبة. والإيفاء بالمطلب الملحة للشعب وخاصة المتعلقة بالجهات المحرومة والشباب.