ينتمي الشاعر نزار الحميدي إلى الحركة الشعرية الجديدة التي تشكّلت ملامحها في (الشعب 30/04/2011 ملف الحركة الشعريّة الجديدة) و(الشعب 17/09/2011). وهو عضو نقابة كتاب تونس وعضو حركة نصّ التي تمّ الإعلان عنها في صيف 2011 وتضمّ سبعة شعراء تونسيين وتمّ نشر بياناتها (مجلّة الكتابة الأخرى 2012)، اضافة إلى مشاركاته المختلفة في الملتقيات الأدبية وحصوله على جوائز وطنيّة وعربيّة. نشر أغلب نصوصه ومقالاته في جريدة «الشعب» التي فتحت أحضانها للجيل الجديد. ولقد أصدر منذ أيّام كتابه الشعريّ البكر «بقايا نعاس» عن دار نشر «مسكلياني». وهي مجموعة شعرية تقدّم اضافة للمشهد الشعري التونسي بنزوعها الى الحداثة كتابة ورؤية، فقد طوّعت أساليب السّرد لخدمة النصّ الشعريّ، حيث تجد خيطًا ناظما بين القصائد هو «الحكي» فيما يشبه كتابة القصّة/القصيدة أو القصيدة / القصّة حيث تحضر الضمائر والشخصيات والأماكن والتفاصيل والحوار والاسترجاع والتذكّر... يقول الشاعر والناقد فتحي النصري في شأن هذه المجموعة الشعريّة «فهي لا تكتحل بظواهر الأشياء إلاّ لتنفذ إلى بواطنها وتتقرّى حركاتها غير المرئية.. وهو ما ينزّل الشاعر في علاقة أليغورية بالعالم ويدرج قصائده في ما يجوز أن يُوسَمَ بشعرية التخييل». وتقول الشاعرة أمامة الزاير «ويقتادك بهدوء إلى تفاصيل ذاكرته، إلى أحلام صِبْيِتهِ المُتْرَفين وبطّومة تعرّش في القلب، يقتادك بصخب إلى طفولة تواطأت ضدّ التلاشي والنّسيان». يقول نزار الحميدي في قصيدة «لعبة»: بعد أن كبُرْنا وتعلّمنا المشي وحْدَنا، صنعنا نواعيرنا من معلّبات الحليب، وركضنا بها في مهبّ الرّيح دارت نواعيرنا... ثمّ طارت من بين أصابعنا صنعنا نواعير أخرى وكانت تطير من بين أصابعنا دائما كَبُرْنَا، نُتلفُ النّواعير ونصنع غيرهَا..».