إثر عملية المداهمة التي تعرض لها مقر الإتحاد العام التونسي للشغل ببطحاء محمد علي الحامي بالعاصمة من قبل ميليشيات مقربة لحكومة النهضة شهد الإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس منذ نزول الخبر إقبالا جماهيريا هائلا حيث رفعت شعارات منددة بحكومة النهضة و عدوانها السافر على المنظمة وقد طالب العمال بشن إضراب فوري في كامل القطاعات بالجهة. و قد علمنا أن الشركة التونسية للشحن و الترصيف بصفاقس ومجمع مقاولي الشحن و الترصيف بصفاقس وديوان البحرية التجارية بصفاقس وشركة شد وفك حبال السفن والحراسة بصفاقس والشركة التونسية للسكك الحديدية بصفاقس وأعوان الحراسة بمستشفى الهادي شاكر والحبيب بورقيبة كلهم قد دخلوا في إضراب مساء يوم الثلاثاء 4/12/2012 . كما أن المكتب التنفيذي للإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس دخل في اجتماع مفتوح و أن دار الإتحاد الجهوي للشغل بقيت مفتوحة طوال ليلة الإربعاء بطلب من أبناء الإتحاد الذين أصروا على البقاء. الهيئة الإدارية الاستثنائية : اجتمعت الهيئة الإدارية الجهوية بإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس برئاسة الأخ محمد شعبان الكاتب العام للإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس و الذي استهل الاجتماع بالتوقف عند الأحداث الخطيرة التي حدت يوم الثلاثاء 4/12/2012 ببطحاء محمد علي والتي استهدفت مقر الإتحاد العام وهياكله النقابية لتطال أعضاء المكتب التنفيذي وعلى رأسهم الأخ حسين العباسي الأمين العام .و قد اعتبر محمد شعبان أن هذا الاعتداء لم يكن الوحيد الذي يسلط على المنظمة فقد سبقته اعتداءات متكررة ومحاولات لكسر شوكتها و زلزلة صرحها الشامخ ولكن ذلك لم يتمّ في سنوات 65/78/85 ولن يكون هذا الاعتداء الأخير لذا وجب الوقوف صفا واحدا ضد هذه الهجمات الشرسة التي تستهدف العمل النقابي والإتحاد وهي مبرمجة من طرف جهات معروفة وما يسمون أنفسهم برابطة حماية الثورة وولائهم المفضوح للحكومة المؤقتة ولحركة النهضة بالخصوص . كما أن إدعاءاتهم بأنهم جاؤوا لدار الإتحاد لإحياء ذكرى اغتيال حشاد لا تنطلي على أي تونسي و إنما جاؤوا مشحونين من قبل الحزب الحاكم لتشويه سمعة النقابين و لعل الشعارات التي رفعوها (تطهير الإتحاد) لأكبر دليل على ذلك . كما شدد الأخ محمد شعبان أن ما تتشدق به الحكومة بأن تسلمها للسلطة جاء عن طريق الصندوق و أنها شرعية و هذا أمر لم ينفه الإتحاد في يوم من الأيام و لكن من حق المنظمة أن تدافع عن منظوريها و أن تطالب الحكومة المؤقتة بالالتزام بالسعي في تحقيق أهداف الثورة و تحقيق التوازن بين الجهات على مستوى التنمية و التقليل من نسبة البطالة ثم أخذ الكلمة كل أعضاء الهيئة الإدارية و قد نددوا في تدخلاتهم بما حصل يوم الثلاثاء 4/12/2012 معتبرين أن ذلك لم يكن من وحي اللحظة و إنما هو هجوم همجي بربري يروم من خلاله أعداء الطبقة الشغيلة ضرب المنظمة و التشكيك في نضالها الذي وحده التاريخ يدافع عنها و عن ما أنجزته سواء زمن الاستعمار المباشر أو في سنوات الجمر و دورها الفعال في قيام الثورة ضد بن علي و أزلامه . و قد انتهى أعضاء الهيئة الإدارية لاتخاذ قرار جماعي بشن إضراب يوم الخميس 6/12/2012 و إصدار بيان حاء فيه بالخصوص : إن الهيئة الإدارية الجهوية بصفاقس المجتمعة بصورة طارئة يوم 5/12/2012 إذ تجدد اعتزاز الشغالين بانتمائهم للإتحاد العام التونسي للشغل منظمة وطنية جامعة مستقلة و مناضلة فإنها تعبر عن تنديدها الشديد بالأعمال الإجرامية التي قام بها أعداء تونس و العمل النقابي في حق منظمة لا يخفى على أحد دورها التاريخي والريادي في النضال الوطني ضد الاستعمار المباشر وفي ثورة الحرية و الكرامة . كما أنها تعتبر أن هذه الاعتداءات اعتداء صارخ على الشهيد خالد الذكر فرحات حشاد و على مبادئ التي إنبنت عليها المنظمة كما ندد البيان بالتصريحات التي أتت على لسان مسؤولي حركة النهضة و التي تعبر بشكل فاضح عن عدائهم للعمل النقابي المناضل وعن مخططاتهم الهادفة إلى التدخل السافر في الشأن النقابي والسعي إلى ضرب الوحدة النقابية المناضلة و يطالب بالحل الفوري لما يسمى برابطات حماية الثورة . كما يجدد استعداد الشغالين والنقابين بجهة صفاقس للدفاع عن ثورة الحرية و الكرامة و أهدافها و عن منظمتهم العتيدة مثلهم مثل الشهداء الذين قضوا دفاعا عن الوطن و الشعب والمؤسسين الذين استبسلوا لعدة عقود طويلة في الدفاع عن نضالية الإتحاد العام التونسي للشغل و استقلالية قراره و لعل معركة 5/8/1947 خالدة الذكر و أزمات 26/1/1987و أكتوبر 1985 خير دليل على أن الإتحاد العام التونسي للشغل كان وسيبقى المظلة التي يحتمي بها كل أبناء الشعب ضد أنواع القهر والاستغلال . كما أكد البيان على ضرورة تأمين الخدمات الأساسية والحيوية للمواطنين بالجهة وذلك بإقرار تسخير العاملين في مصالح حيوية لبعض القطاعات و خاصة الأقسام الإستعجالية بالمستشفيات والمصحات الخاصة وجمعيات المعوقين والمياه والكهرباء و الغاز والمخابز ومصلحة المقابر بالبلديات و كذلك تأمين وحلتين من و إلى جزيرة قرقنة وفي الختام دعا البيان كافة الشغالين بالجهة وهياكلهم إلى التواجد بدار الإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس للمشاركة في التجمع العمالي يوم الخميس 6/12/2012 بداية من الساعة التاسعة صباحا والتحلي باليقظة والالتزام بالانضباط وعدم السقوط في الرد على الاستفزازات والحفاظ على الممتلكات العامة و الخاصة كما حملت الهيئة الإدارية المسؤولية بالحكومة المؤقتة والسلط الجهوية كل التداعيات التي قد تنجر عن تنفيذ الإضراب و المسيرات . وفعلا كانت جماهير العمال بالساعد والفكر في الموعد إذ تجمهروا منذ الساعات الأولى ليوم الخميس 6/12/2012 ملبية بكل فخر و اعتزاز قرارات هياكلها التي دعتهم للإضراب العام بجهة صفاقس و القيام بمسيرة تكون حاشدة متراصة الصفوف تهتف بصوت عال واحد “ عاش عاش الإتحاد ، أقوى قوة في البلاد “ “ بالروح بالدم نفديك يا إتحاد “ مسيرة أكبر من الكلمات : ردت الطبقة الشغيلة بالساعد والفكر على تهجم بعض أعضاء الحكومة المؤقتة لحزب النهضة المتهجمين على الإتحاد العام التونسي للشغل ورموزه وعلى العصابة الإجرامية بمسيرة حاشدة عدت بعشرات الآلاف ونافست في حشدها وضخامتها مسيرة صفاقس ليوم 12/1/2011 خالدة الذكر والتي أطاحت بنظام بن علي و أزلامه. و قد جابت المسيرة جل شوارع مدينة صفاقس متوقفة أمام مقر الولاية حيث طالب المتظاهرون بإقالة والي الجهة لعدم حياده في عمله وولائه الدائم للحكومة المؤقتة ولحزب النهضة بالتحديد كما توقفت المسيرة أمام مراكز الأم منددة بما وقع في سليانة وما جد يوم الثلاثاء 4/12/2012 بمقر بطحاء محمد علي ومقر الإتحاد العام التونسي للشغل منادية بحل ما يسمى بروابط حماية الثورة فورا. وقد كانت المسيرة في منتهى الانضباط والمسؤولية وذلك بفضل المجهودات الجبارة للمكتب التنفيذي وعلى رأسهم الأخ محمد شعبان ولجنة النظام تحت إشراف الأخ علي المرابط. وقبل انطلاق المسيرة حيى الأخ محمد شعبان العمال والمجتمع المدني والأحزاب السياسية التي نددت بما يتعرض له الاتحاد من محاولات يائسة للتشويه والاعتداء على تاريخه المجيد كما بين شعبان أن اضراب صفاقس ليوم 6/12/2012 يأتي للدفاع عن البلاد والاتحاد داعيا المشاركين في المسيرة إلى التحلي بالانضباط و تفويت الفرصة على كل من يتربصون بالاتحاد و النقابيين.