نظم قسم العلاقات العربية والدولية والهجرة أيام 23، 24 و25 مارس الجاري بنزل أميلكار ندوته الوطنية التي نظرت في كيفية مزيد تطوير أداء الاتحاد وهياكله عربيا ودوليا وعلاقات الاتحاد بالحركتين النقابيتين العربية والدولية. كما شهدت الندوة عرض تقارير حول نشاط القطاعات بالهيئات الدولية المنتمين لها. وكان الاخ حسن جمام الامين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب قد قدم مداخلة حول «الوضع النقابي العربي». وبعد سرده لتاريخ الاتحاد الدولي أوضح الأخ جمام أن المنظمة النقابية العربية حرصت منذ سنة 1994 على تعزيز مفهومي الاستقلالية والديمقراطية داخل نقاباته، كما نجح بعد نضال دام ثلاثين عاما في تأسيس نقابات بالخليج، مشيرا هنا الى ان الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب يعدّ حاليا ملفا خاصا بالوضع العمالي بالخليج وسيكون محل عناية خلال المرحلة القادمة. وبيّن الأخ جمام استراتيجية عمل الاتحاد الدولي التي تعتمد على الاستقلالية والديمقراطية والدفاع على مصالح العمال. وتحدّث الاخ الامين العام للاتحاد الدولي عن التعددية النقابية المطروحة اليوم عدد من الدول العربية مشيرا الى انه لا يرفض التعددية التي يصنعها العمال ولكنه لا يقبل بتعددية مرتبطة بأحزاب او حكومات باعتبارها تنسف حقوق العمال. وحول الوضع النقابي بالعراق اشار الاخ حسن جمام الى الجهود التي تم القيام بها من اجل اعادة العمل النقابي الموحد ضمن اتحاد عمال واحد على ارضية استقلالية العمل النقابي ورفض الاحتلال ونبذ الطائفية وتم ذلك بتكوين اتحاد ضم مكتبه التنفيذي 15 عضوا. التعددية النقابية والاستقلالية في البلدان العربية هواجس نقابية ودار اثر ذلك حوار بين الاخ حسن جمام والحاضرين واستأثر موضوع التعددية النقابية والاستقلالية بقسط وافر من الحديث وأكد عديد الاخوة على أن التعددية ان كانت حقيقية فمرحبا بها ولكن ان تحولت الى حسابات حزبية وملغمة فالعمال يرفضونها. وتساءل أحد الاخوة عن معنى التعددية النقابية في ظل وضع سياسي عربي غير ديمقراطي ويتسم بالجمود، وأشار أحد المتدخلين الى أن الفترة الاخيرة شهدت دعوات الى التعددية لكن نقابيو الاتحاد لا يتخوفون منها باعتبار المنظمة الشغيلة منارة عربيا ودوليا. لا يمكن الحديث عن استقلالية لدى نقابات تابعة لاحزاب وفي هذا الاتجاه تدخل الاخ محمد الطرابلسي الامين العام المساعد المسؤول عن قسم العلاقات العربية والدولية والهجرة ليوضح بعض المسائل مؤكدا ضرورة اعادة النظر ومزيد التعمق في مفهوم الاستقلالية وعلاقة النقابة بالاحزاب، فان تنشأ التعددية بقرار حزبي فهذا أمر مرفوض وان جاءت بقرار عمالي فمرحبا بها، معتبرا أن الاستقلالية شيء مطلق لا يمكن تجزئته. وأوضح أن الحركات النقابية التي نشأت عن طريق أحزاب انطلقت الآن في مراجعة انفسها وتطالب اليوم بالاستقلالية السياسية والتنظيمية. وأضاف الاخ الطرابلسي مبرزا أن الاتحاد العام التونسي للشغل ولد مستقلا ومناضلا ولكن له علاقات وقواسم مشتركة مع التقدميين والأحزاب والمجتمع المدني في إطار حركة المجتمع ولكن دون ان تكون لهاته العلاقة تأثيرات على القرار النقابي. وشهدت الحصة الثانية ورشتي عمل نشطهما الأخوان سفيان بن حميدة وعبد الحميد عاشور حول علاقات الاتحاد بالحركتين النقابيتين العربية والدولية، قدم خلالهما الاخ محمد الطربلسي لمحة عن الوضع النقابي الدولي منذ ميلاد الكنفدرالية النقابية الدولية. إجماع كامل على ضرورة تعزيز العلاقات الدولية وفسح المجال خلال اليوم الثاني أمام القطاعات الناشطة بالهيئات الدولية لتقدم تقارير حول دورها الدولي، ثم قيم ممثلو الاتحادات الجهوية نتائج عمليات التوأمة وأفاق المستقبل. إثر ذلك، تحدث بعض الاخوة عن ضرورة مزيد تفصيل دور المهمات النقابية في الخارج لمعرفة ما يقوم به النقابيون من نشاط وإن كان ذلك في اطار ادبيات الاتحاد ومبادئه. وكان الاخ محمد الطرابلسي قد أوضح بعض المسائل مؤكدا على أن الاتحاد العام التونسي للشغل نجح في تعزيز علاقاته الدولية من أجل التأثير في القرار النقابي الدولي وايجاد مناصرين حقيقيين للقضايا العربية وقضايا الحق والعدل في العالم مشددا في هذا الجانب على أن الاتحاد لم تكن له أية علاقات لا من بعيد أو من قريب بالنقابات الصهيوينة وان اشكالية حضور الهيئات الدولية طرح ايضا على زعماء الحركة النقابية مثل أحمد التليلي وأحمد بن صالح والحبيب عاشور: هل ننسحب ونترك المجال فسيحا أمام النقابات الاسرائيلية ام نختار الصراع والمواجهة وسحب البساط منها؟ وأبرز الاخ الطرابلسي نجاح الاتحاد العام التونسي للشغل في تبني النقابات الاوروبية لمواقف مساندة لفلسطين نتيجة التوفّق في التحالفات واوضح الأخ الامين العام المساعد أن الاتحاد يمكن ان ينسحب من أي هيكل دولي إن تم منعه من الصراع واعاقته عن الدفاع عن المواقف المبدئية مثلما فعل الحبيب عاشور. وذكّر الأخ الطرابلسي بمواقف السيزل سنة 1984 ومواقفها المساندة حاليا للقضايا العربية وذلك نتيجة نجاح الديبلوماسية النقابية واقناعها للاطراف النقابية الاخرى بعدالة القضايا المطروحة. وأبرز الاخ الامين العام المساعد ان نجاح الاتحاد دوليا جاء نتيجة دور النقابات المنتمية الى هيئات نقابية دولية وحسن ادارة التحالفات تشكل قوى ضغط تشترك معنا في المبادئ والقيم.