تمر الأيام والسنين ويتداول على الحكم عديد الحكومات سواء في العهد البورقيبي أوفي العهد النوفمبري والاتحاد العام التونسي للشغل قلعة صامدة رغم كل المحن والأزمات التي عاشها . تمر عشرات السنين بحلوها ومرها على ذكرى اغتيال الشهيد فرحات حشاد ولم يشهد الاتحاد في ذكرى اغتيال زعيمه ما ينغص على النقابيين والعمال والشعب التونسي بكل فئاته احتفالهم بهذه الذكرى العزيزة على تونس الوطن لما لها من رمزية ودلالات في الذاكرة الجماعية والجمعية لشعبنا بصفة عامة ولجمهور النقابيين بصفة خاصة وما تبرزه من دور ريادي للاتحاد في الكفاح الوطني والاجتماعي . تمر الأيام والسنين على ذكرى استشهاد الزعيم النقابي فرحات حشاد ذلك الزعيم الذي جعل من البعدين الاجتماعي و الوطني بعدين متلازمين مرتبطين ارتباطا عضويا وجدليا لتحسين وضعية العمال والطبقة الشغيلة من جهة ولمراكمة الوعي السياسي والنضالات من أجل دحر الاحتلال الفرنسي الغاشم وتحرير البلاد, تمر هذه الذكرى ولم يعش النقابيون وعموم الشعب ما نغص عليهم فرحتهم بهذه الذكرى مثلما جرى هذه السنة يوم الثلاثاء 4 ديسمبر 2012 على يد الميليشيات النهضوية الفاشية الارهابية التي يزعم أصحابها أنها رابطات حماية الثورة التي يدعي كبيرهم الذي علمهم السحر أنهم ضمير الثورة . هذا الجسم الغريب والخطير على المجتمع وعلى الوطن الذي نصبوه في غفلة من الثوار الحقيقيين الذين انتفضوا وثاروا على نظام العمالة والخيانة والفساد والاستبداد والتطبيع نظام المخلوع بن علي هو من اكتوى بإرهابه المثقفون والمبدعون والرسامون والممثلون والفنانون والمسرحيون وحتى المتنورين من الاسلاميين. هذه رابطات الدم التي أزهقت روحا بريئة في تطاوين باسم الخلاف السياسي أو باسم محاسبة رموز الفساد . من نصب هذه اللجان التي تذكرنا بالعهود البائدة كلجان اليقظة التي تحيلنا على ميليشيات الصياح أو لجان الرعايا في سنوات الظلام يا دعاة الظلام ؟. من نصب هذه الميليشيات الفاشية على مجتمعنا التي تدعي «الثورجية » وترفع شعارات التطهير وما هي إلا أدوات تشهير وتنكيل وترهيب وتخويف تماما كما كان يحصل في العهود البائدة من طرف « قوادة » بن علي وما يسمى بالمواطن الرقيب وما هو برقيب ولكن دوره التخريب والتحريض على الارهاب والترهيب في تلك العهود المظلمة الحالكة الموشحة بلون الليل الحالك السواد ياخفافيش الظلام ؟. هذا الجسم الفاشستي الذي عادة ما تؤسسه التنظيمات الفاشية لتبرير سياستها والدفاع عن توجهاتها وخطابها و مشاريعها والذي لبس جبة دينية وادعى أنه يمثل الطهارة والعفة هو خليط من المنافقين والمشعوذين والتجمعيين والفاسدين يتسترون باسم الدين يقوم بمهمة الدعاية والتعبئة والتحريض والتجييش للحكومة وللحزب الحاكم بنفس الحماس أو أكثر من ميليشيات العهود البائدة في الزمن المظلم والظالم يادعاة المظالم ويا دعاة الظلام. هذه الرابطات النهضوية الميليشياوية التي لم تؤسس إلا للإرهاب والعنف منذ ميلادها المشوّه الذي يتغذى بالفكر الأصولي الظلامي الاقصائي في زمن امراطورية الاخوان المسلمين الظلامية هي التي امتدت أياديها لضرب النقابيين الشرفاء وتلطخت أياديها بالدماء فهي التي شاركت عن قصد وبخلفية عدوانية في العدوان الآثم على الاتحاد العام التونسي للشغل ومناضليه النقابيين من قواعد وعمال و موظفين وهياكل وقيادات وطنية . ان هذه الرابطات التي تنتشر في البلاد كانتشار الجراد انما تسعى للخراب والتخريب والفساد . ولقد حذرنا الله تعالى من هول مثل هذه العصابات على لسان سيدنا نوح عليه السلام في سورة الفجر في قوله تعالى: { «الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَاد* فَأَكْثَرُوا فِيهَاالْفَسَادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ* إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} [الفجر:9-12». نقول لهذه الرابطات ومن يقف معها ان الاتحاد العام التونسي للشغل سيظل منظمة وطنية مستقلة ديمقراطية مناضلة تذود عن الوطن وتدافع عن القيم المدنية وعن مكتسبات الحداثة والعقلانية النيرة في اطار الهوية العربية الاسلامية لشعبنا بعيدا عن التعصب والانغلاق في سياق رؤية منهجية تؤصّل الحداثة وتحدّث الأصالة . ان الاتحاد العام التونسي للشغل كمنظمة وطنية سيظل اللاعب الرئيسي في كل ما يتعلق بشؤون البلاد بصفة مستقلة وعلى نفس المسافة من كل الأحزاب . وهذا قدرة ودوره التاريخي . وبلغة العامة : «حب من حب وكره من كره» «ولّي موش عاجبو يشرب من شط الجريد» وفي الختام نقول لأدعياء هذه الرابطات الميليشيا وية الفاشية النهضوية الارهابية ومن لف لفها كما قال شاعرنا الوطني المرحوم أبو القاسم الشابي: فلاعاش في تونس من خانها ولا عاش من ليس من جندها