مازالت تداعيات استشهاد الزعيم شكري بلعيد تلقي بظلالها على المشهد العام بجهة الساحل اذ خيمت حالة من الحزن والقلق والحيرة على كل الارجاء وعلى كل المناطق وعلى كل البيوت حالة تلمسها في الادارات والشوارع ومقرات الاحزاب والمنظمات وبعيدا عن الالوان السياسية والترهات الفكرية والايديولوجية كل ذلك بتوازٍ محمود مع دعوات بلا حصرالى الهدوء والصبر وضبط النفس وتحمل الرزيّة كقدر ومتابعتها كجرم والتعامل معها ككارثة وطنيّة تستلزم فضلا عن الحداد والانخراط في البحث عن سبل الخلاص من تداعياتها وآليات تلافي نُسخ منها لتجنيب البلاد والعباد متاهات العنف الذي أطل وعلى أسوإ صورة وهي النار والموت... شارع مؤطر على مستوى جهة طبع المشهد أساسا بهيئتين اداريتين متتاليتين وهو حدث استثنائي قلما حدث واملته الكارثة التي ألمت بالوطن على حدّ تعبير أحد أعضاء الهيئة الادارية في الاجتماع الاول الذي انعقد نهار الاربعاء الماضي بدعوة من المكتب التنفيذي الجهوي حيث عبر الحضور عن الشجب والتنديد باقصى التعبيرات لهذه الجريمة النكراء التي تتنزل ضمن سياق طالما حذّر منه الاتحاد وهو العنف الذي كان الاتحاد نفسه من ضمن ضحاياه وفي وقائع متعددة هذا العنف الذي يعتبر اغتيال الشهيد شكري بلعيد اعتى وابشع حلقاته وهي الحادثة التي هزت الشارع بكل فعالياته ونشطاء المجتمع المدني بمختلف ألوانه من تنسيقية الاحزاب إلى مختلف المنظمات والتي توحدت تحت لون واحد وهو الرّاية الوطنية لتشكل المكون الوحيد لمسيرة جابت شوارع المدينة بشعارات تصب جميعها في الاستهجان والاستنكار هذا المشهد تكرّر يوم الخميس الماضي وبالتزامن مع الهيئة الادارية الاستثنائية للاتحاد العام والتي قررت الاضراب العام الذي استجاب له ابناء الجهة على مختلف مشاربهم حيث نظمت نهار الجمعة مسيرة حاشدة تخللتها جنازة رمزية للفقيد وهو تحرك تواصل دون انقطاع الى ما بعد الغروب عندما انطلقت مسيرة اخرى اطلق عليها اسم مسيرة شموع مهداة الى روح الفقيد عساها تزيد من انوار رمسه... وعْد باعتبار ان الهيئة الادارية الاستثنائية يوم الاربعاء بقيت مفتوحة تواصلت اشغالها يوم السبت لتقييم الوضع وتداعيات الجريمة والتحركات التي تلتها.. قلت تواصلت اشغالها ليجدّد اعضاؤها نداءاتهم من أجل انقاذ البلاد ممّا تردت فيه وما يتهددها منذ بن علي ان ذلك لن يكون الا بمزيد اليقظة وتراص الصفوف في هذه المرحلة الخطيرة التي يمرّ بها الوطن والتي تتطلب المزيد من النضالات تحت راية الوطن والحكمة في المواقف وهو وعدٌ قطعه نقابيو الجهة على انفسهم.