اثر الفاجعة الكبرى التي عمت البلاد يوم 6 فيفري لن ينساها شعبنا وقد حصلت فاجعة يوم 5 ديسمبر1952 حينما عمدت يد الغدر والعدوان اغتيال الشهيد النقابي والوطني المرحوم فرحات حشاد برادس، ويوم 13 سبتمبر 1953 تم اغتيال الزعيم الدستوري الهادي شاكر بنابل من قِبل اليد الحمراء ومن معها من الخونة واذيال الاستعمار الفرنسي البغيض والقوادة العملاء. واليوم 6 فيفري 2013 تعمدت عصابة الغدر والاجرام والقتل وعصابة التكفير والضلال والحقد الأعمى إلى جريمة نكراء في وضح النهار وأمام منزل الشهيد المناضل الحقوقي شكري بلعيد صوت الحق والصراحة امتدت يد الغدر والخيانة العظمى إلى اغتياله ظلما وبهتانا وزورا بتحريض مقيت من بعض المتعصبين والمتشددين والمغالين في فهم رسالة الاسلام السمحاء رسالة الدين الحنيف دين التسامح والصفاء والمحبة والاعتدال، دين الوفاء والحرية، دين العمل والاجتهاد، الدين الخاتم لرسالة خاتم الأنبياء والرسل. لكن اليوم من يدعي انه يحمل رسالة الاسلام ويريد تطبيق المبادئ السمحاء للدين الحنيف عليه ان يتمسك بما فعله الرسول الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم عندما فتح مكة يوم 21 رمضان المعظم وخرج يوم العاشر من شهر رمضان من المدينةالمنورة في جيش يفوق عدده عشرةآلاف جندي من المهاجرين والأنصار ودخل مكةالمكرمة دون قتال ولا حرب ولا جهاد بروح سمحاء وأخلاق عالية ووفاء لمعاني النصر المبين وعندما التقى برؤوس الكفر والشرك وقادة قريش الذين أطردوه وضربوه وأهانوه لم ينتقم منهم ولم يحاربهم بل قال لهم بلطف وأخلاق عالية وروح سمحاء ماذا أفعل بكم اليوم. هل اليوم الذين يتكلمون باسم الدين الاسلامي ويتشدقون بانهم يحملون رسالة الاسلام والدفاع عنه وجاؤوا لحمايته والمحافظة عليه دون سواهم هم المسلمون وغيرهم يرمونهم بالكفر كما جاء على لسان بعض الخطباء في المساجد والمتشددين والمتعصبين بان المرحوم شكري بلعيد هو من صنف الكفار. فهل يجوز لهم بتكفير المسلم وهل تونس قبل وصولهم للحكم كانت خارجة على الملّة؟ أفراد الشعب التونسي مسلم ومؤمن ومتعلق بالاسلام منذ 14 قرنا ومنذ الفتح الاسلامي كانت تونس منارة في شمال افريقيا وأشاعت على كل البلدان المجاورة. وقد استغربت من أقوال بعض الجهلة المتعصبين الذين يرمون كل مخالف لهم ومعارض لأفكارهم هو كافر أو مارق او خارج على الملة ويعمدون لاغتياله كما فعلوا مع المناضل شكري بلعيد رحمه الله وهم يخططون لكل معارض لهم والقائمة قد تطول وهذا أكبر خطر يجب التصدي له والعمل على تحصين المجتمع المدني والوقوف صفا واحدا ضد الارهاب الفكري والجسدي وتصفية الحسابات ضد خصومهم ولو كانوا من اتقى العباد سلوكا وممارسة وأخلاقا وعبادة وصفاء وتسامحا وصراحة ووضوحاوفعلا للخير ودفاعا عن الفقراء والمساكين كما كان يفعل ويقول شكري بلعيد. ان صفات هذا المناضل تدلّ على انه يتمسك بوضوح بتعاليم الاسلام وقيّمه حتى ولو كان يخالف رأي الجماعة المتشددة والمتعصبة والتي تحرّض على الفتنة حتى في المساجد بيوت الله وعلينا جميعا التصدي لمثل هذه الافعال والعمل على فضحها وكشفها والتنديد بها في وسائل الاعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة وحتى الشبكة العنكبوتية.