شن الداعية المصري خالد عبد الله هجوما حادا على الفقيد المناضل شكري بلعيد أمين عام حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد الذي طالته يد الغدر يوم 6 فيفري 2013 وذلك ضمن إحدى حلقات برنامجه ''مصر الجديدة'' على قناة ''الناس''، حيث نعت ''الداعية'' المرحوم بالملحد والهالك وقال '' شكري بلعيد عليه من الله ما يستحق'' فهل هذا من أخلاق الاسلام ؟.. وهل شق خالد عبد الله قلب المرحوم ليتعرف على إيمانه من إلحاده ؟. وهل يعرف أصلا من هو شكري بلعيد حتى يتفوه بمثل هذا الكلام في شخصه؟. فالتكفير صار من المسائل الهينة هذه الأيام والإلحاد أصبح تهمة توجه لكل من يخالف خالد عبد الله وأمثاله الرأي كما أصبحت الاتهامات تلقى جزافا دون معرفة جيدة بالشخص الذي توجه إليه هذه النعوت ،بل هي اتهامات وكفى ،يكفي أنه يختلف مع جماعة ما أو مع أصحاب فكر معين . لكن ما يثير الاستغراب هو أن تصدر مثل هذه المواقف عن أشخاص يعتبرون أنفسهم علماء دين ،فتلقى صداها في نفوس عدد كبير من المتعطشين لمعرفة الدين على أصوله و لفهم الإسلام الحقيقي ..علما بان إسلامنا ينبذ العنف والكراهية ونشر الفتنة.. إسلامنا النير المتسامح الذي يجرم التكفير. إن هذا لبلاء من أخطر ما مر على الأمة الإسلامية منذ عهد الرسول عليه الصلاة والسلام بشهادة الكثير من علماء الدين ، فالجماعات المتطرفة ومن يسمون أنفسهم بدعاة الإسلام ، ديننا الحنيف برئ منهم. أفلا يعرف هؤلاء أنه صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله:" أيما امرئ قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما، إن كان كما قال، وإلا رجعت عليه". رواه مسلم. فمن رمى أخاه المسلم بالكفر فهو على خطر عظيم يجب عليه أن يبادر بالتوبة إلى الله من ذلك الذنب الكبير، كما يجب عليه أن يستحل من رماه بالكفر بغير حق وأن يطلب عفوه، فإن عجز عن استحلاله أو خشي من ذلك مفسدة راجحة، فليكثر من الاستغفار والدعاء له والثناء عليه بما يعلم فيه من الخير في المجالس التي رماه بالكفر فيها كذلك قوله عليه الصلاة والسلام '' من رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله'' وغيرها من أحاديث الرسول الكريم. لذلك فليعلم صاحب برنامج ''مصر الجديدة'' أن عليه أن يتأكد من صحة ما بلغه من تهم ضد شهيد الحرية شكري بلعيد والعمل بقوله تعالى '' يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين''. صدق الله العظيم قبل أن يتفوه بما تفوه به، و لهذا الداعية نقول أيضا أن شهيد تونس الذي دفع دمه و حياته ثمنا للحرية ،كان رحمه الله من بين المحامين الذين تولوا الدفاع عن "السلفيين و الإسلاميين" زمن الاستبداد و الظلم، و عليه فاتركوا شهداءنا يرقدون بسلام... و ارفعوا أيديكم عن تونس و اتركوا أبناءها يبنونها بعيدا عن الأفكار الظلامية و الرجعية...