ليعلم المتقاعدون بأنهم سوف يُقصون من الضمان الاجتماعي في سن ال80 إن لم يصعقهم عزرائيل قبل تلك السن، هذا ما جال في خلد إحدى شركات استغلال النفط مع حلول الألفيه الثالثه في تمش استشرافي حسبما يبدو إذ لا أحد من متقاعديها شارف على هذا السن حينها فلماذا إذا مثل هذا الإستعجال؟ ربما لتوعز للجميع بأن التضامن الإجتماعي ليس حقا بالضرورة علهم يكفوا عن لومها على كثرة المحابات وعدم الشفافبه وهي بالطبع واجدة في هؤلاء الذين، بعد أن ابتزت منهم صحتهم وأموالهم طوال حياتهم المهنيه بعنوان ضمان الكرامه والعيش الكريم، الفئة الأضعف فاستحلّت فيهم التجاوزات بأنواعها بحكم تشتتهم وغيابهم عن ساحة الفعل . ونحن هنا عارضون معاناة احدهم الذي اقتصر طموحه على المطالبه باسترجاع مصاريف العلاج في الآجال المعقوله، ولكن مركب الغرور المتغلغل في نفسية الساهرين على إدارة أموال التضامن حال دون ذلك فتركوه يتخبط جيئة وذهابا بين التطمينات الكاذبه والمماطلات المفضوحه . يقول الشيخ المتضرر: ثلاثة رؤساء مديرين عامين تعاقبوا على رأس هذه الشركه دون أن يبدي أي منهم حماسا كبيرا لوضع حد لهذا التسيب. توجهت إلى الأول برسالة مفصله صادف أن وصلته أقل من أسبوع بعد فداء البوعزيزي الحق بالحرق وكان يحدوني الأمل في إنصافي خاصة وأننا كنا عشنا معا في السابق معاناة التعسف ضد النقابيين وذويهم ولكن النتيجة كانت سلبيه ولم تؤد بعد خمسين يوم كامله من الترقب سوى إلى اجتماع مع أحد مأموريه أتى مسلحا بفن المراوغة والتعتيم ليتهرب من المساءلة عن الأطوار المدونه في الرسالة وكأنه لم يقرأها بالمرة! أما الرئيس فلم ير في ذلك حرجا ولا احتقارا أو استهتارا بمسؤولية ربما لأنه كان منشغلا هو الآخر بمستقبله بعد الثورة وقد بارح فعلا المؤسسه بعد مدة ليتقلد مسؤولية إدارة شؤون الطاقة على الصعيد الوطني . ثم كانت بعد ذلك مراسلة فمقابلة مع المدير التالي الذي بادرني بحديث مطول (حول إعتصام واجهه في الجنوب تجاه عمال طالبوا بحلول لمشاكل تاريخية لا تقاس مع مشكلتي الشخصية) خرجت إثرها بالإحساس بأن مشكلتي الأبسط سوف تجد حلها بمجرد أن يجد الوقت المناسب ثم بقيت أنتظر وأذكّر هؤلاء حتى علمت بأنه... بارح المؤسسه أصلا تاركا المسائل الكبرى والصغرى على رؤوس أهلها وعلى مسؤولية رئيس ثالث خلفه وها أني ما زلت في انتظار مستمر للسنة الثالثة خلاص ما يقضم من حق مراسلا مذكّرا بينما شركات التأمين ال» ستار» سابقا و»المغاربية « بالنسبة للمتعاقدين حاليا تستفيد ما استطاعت من هذا التسيب لتكدس فوق مرابيحها العادية مرابيح مشبوهة أخرى علما وأني مع الأولى توصلت مباشرة لتسوية إشكال من هذا القبيل فكانت لحظة تفاؤل سرعان ما فنده الأعوان إذ هم عوضا عن الاعتبار ومراجعة تصرفاتهم توخوا بالعكس إحباط، كيفما استطاعوا، الاستعدادات أينما كانت و كأن الاستهتار بحقوق الناس وأموالهم حق مكتسب لديهم لا يبغون التفريط فيه أبدا قلت لمحدثي : قصتك مبتذله وآلاف القصص تشبهها قال: فعلا ظننت لفترة أني كنت الوحيد المتضرر هكذا في المؤسسة بسبب تعليمات، أو حتى مجرد الإيحاءات، قاسيت منها طويلا في فترة العمل كرد فعل من مسؤولين لا يؤمنون بنزاهة العلم وحياده على انصياعي عن الثلاجة التي أرادوا إقحامي فيها وعلى كل فأنا كنت أعرض مسألتي بمنطق أن ظلما على شخص مفرد هو بمثابة الظلم للجميع سواء بالفعل أو بالإمكان ولم أكن أغفِل عن الإشارة إلى تاريخية السلوك في نطاق المؤسسة لوضع الحدث في مفهومه العام بغية تسهيل الإصلاح الشامل على رئيس كنت أعتقد في كل مرة أنه مرحب بذلك لتخليص مؤسسته من ظلم وتمييز قد يودي بها إلى الخراب وفي كل مره تقريبا كان يصدمني الواقع ويذكرني بأن هذا التمشي لا يروق بالضرورة لمن تربوا على السعي بالولاءات والطرق الملتوية للغنيمة واحتلال المناصب إذا هو لم يثر حفيظتهم وضغينتهم أحيانا. قلت : متألبون إذا عليك قبل الثورة وبعدها أفهل كانت لك اقتراحات عملية؟ قال: تلك هي الإشكالية: ثائرين في الشوارع ومقعدين كالصنب في مناصب الإدارة لا ينصتون ولو أنصتوا لكانوا غنموا الإقتراحات العملية والموضوع على كل حال يبقى مفتوحا والقدرة على التنسيق مطلوبة ولكل حدث حديث ولا بد أن نتخطى يوما قاعدة «بيتر» في مرض إدارتنا المزمن. قلت: على الشيوخ إذا الإقتداء بالشباب وأخذ فنون الإتصال الإجتماعي عنهم حتى يضمنوا حقوقهم وكرامتهم بثورة في مثل ثورتهم إن لزم الأمر. قال: كأن في قلبك شماتة نحو شيوخ دب فيهم الوهن فألقيت على عاتقهم مهمة إتمام ما وقف عنده الشباب وكأن المقاييس اختلت عندك أو أنت عميت عن واقع الفساد واستشرائه فهو لا يميز بين شيخ وشاب وإنما بين من يسهل ابتزازه وتطويعه في خدمة المنظومة وبين من يتطلب وسائل أقوى وأعنف ولا أعرف إلى أي الصنفين تنتمي إذ أشتمّ في نصيحتك تخاذل وإحالة خفيه للشباب الثائر على التقاعد المبكر ودعوة للشيوخ لأخذ المشعل منهم وهو في واقع الأمر ما سار عليه الكثير منذ 14 جانفي وما لا ينكره آخرون من الذيم لا يفهمون للثورة منطقا أو غاية إلا إذا هم احتووها في مشاريعهم الخاصة دون تغيير جذري في العقلية والسلوك داعين تحت هذا الغطاء أو ذاك إلى إرجاع «هيبة» الدوله . بالمثل المتداول قلت: أيا شيخي أنت تتهمني في شبابي ! أنا ما قصدت هذا وإنما قصدت، أقولها لك بالمثل المتداول :» Aide-toi Dieu t'aidera» قال: مبدأ مقبول وأرد عليه بلغة العرب والمسلمين بأن يد الله مع الجماعة، أقصد الجماعة المؤمنة بقضايا الإنسانية التي لا تبغي من وراء سعيها جزاء ولا شكورا، فلنبدأ لنضمن إعانة رب العالمين بتغيير أنفسنا بالمعرفة الشافية لها كما خط لنا ذلك سلفنا الصالح من أمثال سقراط العظيم وتلامذته علنا نغير ما بالأقوام من عباد الله، وليتق اللهَ المسؤول في مسؤوليته فإنه سوف يُسأل ويحاسَب ولا مفر له، عاجلا أمام التاريخ وآجلا أمام الله وملائكته ولنا، ولدي، بصفتنا حيوانات اجتماعيه ناطقه، حوارات أخرى لتجسيم هذا والمساهمة في واجب تغيير الكون نحو الأفضل.