ان الاتحاد العام التونسي للشغل ولد كبيرا وقويا لأنه جاء من اجل كلمة الحق والوقوف امام الذين يستغلون العباد والبلاد وان لا مجال للمجاملات فيه وان اختيار العمال لممثليهم لا يرتكز الا على قدر ما يقدمونه من مجهودات من اجل تحسين ظروف العمل والمحافظة على المكاسب المهنية والاجتماعية وحفظ كرامة الانسان العامل مهما كان جنسه او لونه او انتماؤه الفكري او السياسي هذه فلسفة الاتحاد العام التونسي للشغل منذ بداياته حيث وقف امام الاستعمار العسكري وما صاحبه من مظالم وقهر وانتهاك للحرمات حتى انتهى به المطاف للوقوف نفس المواقف وبنفس المبادئ امام العولمة وتبعاتها حيث انها تمثل نوعا اخر من الظلم والقهر المفروض على الجميع من الخارج والذي أول ما يستهدفه هو المصالح الاجتماعية والمهنية للعمال ولذا فبقدر تمسكنا بمبادئ الاتحاد العام التونسي للشغل وديمقراطيته بقدر ما نحقق المزيد من المكاسب ونكون سدا منيعا امام هذا التيار الجارف المخيف، هذا ما نحاول جميعا جاهدين ايصاله للشباب العامل خاصة الذين لديهم اهتمام بتحمل المسؤولية النقابية، وكلمة الشباب العامل هنا تعني الجنسين الذكر والانثى لانه وكما أسلفنا الذكر لا فرق داخل الاتحاد بين النقابيين والعمال هذه الثوابت لا يمكن لأحد ان يزايد عليها او يعطيها من التأويل ما يرتضي لست ادري الهدف من ورائها لان ثوابت الاتحاد ما كانت يوما مطية لأحد ولأنها وحدها مازالت تضفي عليه الكثير من الجمالية واحترام الجميع له ومناضليه ومناضلاته لكونهم منتخبين رأسا من القواعد العمالية العريضة، مباشرة دون اي تدخل من اي كان ان ما جرني لهذا الحديث هو تلك الاصوات المرتفعة هنا وهناك منادية بإعطاء المرأة مكانها داخل التشكيلات العليا وهياكل القرار بالاتحاد وهي لعمري نداءات فيها الكثير من المغالطة والحياد عن مبادئ الاتحاد الذي تعاملنا جميعا بما فينا الذين يرفعون مثل هذه الشعارات الغير ذات معنى ان داخل الاتحاد ناضل وكافح وشارك ثم ارتقى سلم المسؤوليات مهما كانت كبيرة من الفرع الجامعي الذي يخولك حضور الهيئات الادارية الجهوية والقطاعية وهي هياكل قرار والمرأة متواجدة في العديد منها الى الجامعة والنقابة العامة والاتحاد الجهوي حيث تتواجد المرأة ايضا يقول القائل بأي مقياس وصلت المرأة العاملة الى هذه التشكيلات النقابية هل كان ذلك منّة عليها من احد؟ أبدا، انما كان ذلك بفضل جرأتها وشجاعتها وإقدامها على تحمل المسؤولية النقابية هذا الميدان الذي هو دائما طريق وعرة وشائكة ومحفوفة بالمخاطر والمخاطرة بالعمل ومورد الرزق حتى المسيرة المهنية والجميع يعرف حقيقة ذلك أقول هذا لأنني لم أستسغ ان تلك المرأة المناضلة الصامدة المشاركة لأخيها العامل في كل الوقفات النضالية والمساهمة بكل فاعلية في جميع التظاهرات والمواعيد الهامة والكبيرة التي تنظم داخل الاتحاد وبدعوة منه وكثيرا ما تكون في المقدمة وأمثلة الاخوات المناضلات اللائي فرضنا على الجميع احترامهن كثيرة وكم هن اللائي وقع تكريمهن في عديد المناسبات الخاصة بالمنظمة أو الوطنية؟ قبل حتى عديد الوجوه الرجالية التي نعدها في صفوف المناضلين داخل الاتحاد هذه المرأة النقابية: الزميلة في العمل، والاخت النقابية المسؤولة، والرفيقة في صفوف النضال من اجل مبادئ الاتحاد ومكانته الاجتماعية المتقدمة وكذلك من اجل ان تنحت لنفسها ولأخواتها اللائي سوف يستلمنا منها المشعل النقابي مكانا يليق بهن جميعا ولو بعد حين من الزمن تماما مثل ما فعل رواد الحركة النقابية الاوائل الذي لم يجدوا الطريق مفروشة بالورود ومازال الامر كذلك ليوم الناس هذا. فلماذا يريد بعضهم الخروج بالاخت النقابية عن هذا الطريق؟ او ان هناك اشياء اخرى لم يقدر الكشف عنها بكل وضوح وهي اما تقليدا لبعض المنظمات والجمعيات الاخرى التي تخصص مكانا للمرأة ولو خرقا لمبادئ الانتخابات وتخصيص عدد من المقاعد لها مهما كانت نتائج الاقتراع فقط لأنها امرأة والضرورة تحتم تواجدها؟ ام ان هناك إملآت من بعض المنظمات الخارجية التي تشترط تواجد المرأة في هياكل القرار بأي ثمن (في حين ان الاحصائيات تعطي أرقاما مفزعة على وضعية المرأة في الخارج وخاصة في الدول التي تدعي التقدم والتمدن حتى انه أقيمت جمعيات نجدة بأرقام خضراء من اجل السيدات اللائي يتعرضن للتحرش الجنسي والعنف والقتل من طرف الرجل الغربي) وأنا أقول ان المرأة النقابية ابنة حشاد الأبي لا ترتضي لنفسها ابدا ان تتبوأ مكانتها منّة من احد لتكون أداة ديكور على منصة رسمية بروتوكولية او رقما سلبيا في حسابات المنظمات الخارجية المغشوشة انما نريدها كما عهدناها قوية مناضلة شامخة شموخ الاتحاد العام التونسي للشغل وان لا يستفزها احد ويدغدغ مشاعرها بأن تكون ضمن المكتب التنفيذي للمنظمة رأفة منه بها لان ذلك يورث الذلة وسلب الشخصية وانما جاء لقضاء مآرب خاصة آنية وضيقة جدا عند بعضهم ولو فرضنا ان النوايا حسنة وان هناك على الساحة من المناضلات من تستحق فعلا ان تكون في المراكز المتقدمة من المسؤوليات النقابية فما كان ان يطلب بأن يفرض ذلك في القانون الاساسي والنظام الداخلي لان ما هو متوفر اليوم غير مضمون غدا فعلى اية مقاييس سوف يقع ملء المركز او المراكز المخصصة للمرأة ام اننا سوف ندخل متاهات اخرى؟ ان الاتحاد العام التونسي للشغل هذا الصرح العظيم الذي يحتوي الجميع على اختلاف مشاربهم وأجناسهم نساءا ورجالا لا فرق فيه بين هذا وذاك الا من خلال النضال والنضال ولا شيء غير النضال من اجل العامل والمؤسسة عمال وعاملات ومن اجل الاتحاد العام التونسي للشغل وخصوصيته النضالية.