رغم حيائي المفرط، أحاول أحيانا أن اضع نفسي مكان اعوان الحكومة من وزراء ورؤساء وغيرهم... وأحاول ان أجد قدرًا من الرضا على شيء ما أنجزته حكومة الالتفاف الأولى وامتدادها الجديد القديم.. ماذا فعلت لنا حكومة الترويكا منذ ركبت على الثورة وتقلّدت أعلى المسؤوليات. يكاد الجميع يجزم وآخرهم رئيس الحكومة ذاتها بأن تجربة النهضة ومشتقاتها كانت تجربة فاشلة بالكامل.. الاسعار اشتعلت ووزراء الترويكا يكذّبون.. المديونية زادت وتفاقمت واعوان القصبة يكذبون.. العنف توسّع واستشرى وحكام قرطاج وباردو يكذبون.. البطالة تفاقمت وبألاء ربّهم يكذبون.. التهميش طال كامل الطبقة الوسطى وهم يكذّبون.. موسم الاغتيال السياسي افتتح وساسة الترويكا يكذّبون... حتى لما رفع حمادي الجبالي يديه للسّماء واعترف بالفشل الكامل وقرر التوقف، طلع علينا وزراء الغلْبة من الذين جيء بهم بعد 14 جانفي من أنفاق الشرق وصقيع لندن وباريس، طلعوا علينا على الشاشة يتهمون رئيس حكومتهم المستقيل بانه من صنوف الثورة المضادة والأزلام.. هؤلاء عرّاهم دم الشهيد شكري بلعيد.. وكشف عن وجوههم الحقيقية.. فإذا هم قدام الصحراء عراة.. غرباء عن الثورة.. لا تعرفهم الشوارع والساحات.. جاؤوا للسلطة عن طريق فرنسا وقطر.. إلى متى هم باقون على ظهر الثورة والشعب والشرعية.. نحن هنا.. أمام بوابة البستان.. ولا يهمّ ان مرّ الربيع مرتين ولم ندخل بعد.. لا يهمّ فلكل عيد هلال..