يوم الجمعة 12 جويلية 1985 صدرت جريدة «الشعب» في دوريّة يوميّة. وبالمناسبة أجرت «الشعب» حديثا مع الأخ الحيبب عاشور المدير المسؤول للجريدة. أخيرا تصدر «الشعب» اليومية فماهو انطباع الأخ الأمين العام للاتحاد حول هذا الحدث؟ ج: لقد كانت أمنية من الأمنيات الغالية للشغالين ان تصدر جريدتهم كلّ يوم وذلك منذ تأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل، وقد عملت كلّ المكاتب التنفيذية وعمل الاخوان الكتاب العامون المتعاقبون على رأس الاتحاد بكل جهد وتفانٍ لتجسيم هذه الأمنية على أرض الواقع حتى تكون للمنظمة الشغيلة لسانا يوميّا تتوجّه به إلى الرأي العام. وما من شكّ في أن كل تلك الأعمال الجبارة التي قام بها هؤلاء الأخوة منذ الانطلاق لم تسمح لهم ببعث هذا المشروع لعدّة أسباب وموانع، وظلّت «الشعب» تصدر أسبوعيا فقط وهو ما لا يستجيب لمتطلّبات الاعلام النقابي في ظلّ منظمة بحجم الاتحاد العام التونسي للشغل فكان لزاما على المكتب التنفيذي الحالي أن يذلّل كلّ الصعاب ويزيل كلّ العوائق حتى تصدر «الشعب» كل يوم استجابة لإحدى الضرورات التي تتطلّبها الممارسة النقابية اليومية وتنفيذا لقرار اتخذه المؤتمر السادس عشر للاتحاد العام، فسخرنا كلّ الامكانيات المادية والبشرية لنصل اليوم وبجهد متظافر لإتمام كلّ المستلزمات لإصدار العدد الأول من «الشعب» اليومية وللانطلاق بلا توقف. وإنّي أعتبر أنّ هذه النتيجة الايجابية يعود الفضل فيها ليس إلى المكتب التنفيذي الحالي وحده بل إلى جميع المكاتب التنفيذية السابقة وإلى كافة الشغالين منذ تكوين الاتحاد إلى اليوم بل وعلى امتداد كامل التاريخ النقابي في تونس. وبهذه المناسبة أتقدّم بالشكر الجزيل إلى كلّ الأخوان الساهرين على الجريدة والذين وقفوا بصمود وراء المشروع ولا يزالون وإنّي أقدّر فيهم روح التضحية والنضال وأشدّ على أياديهم بحرارة وكل يقيني ان الاخوان الصحافيين والاداريين والفنيين في المطبعة على اختلاف وظائفهم وكل الهياكل النقابية سيعملون جميعا لإنجاح الجريدة التي هي في نفس الوقت جريدة «الشعب» بأسره بجميع فئاته وشرائحه والمكتب التنفيذي الذي أخذ على عاتقه مسؤولية تحضير الجريدة في المدّة القصيرة التي انقضت منذ المؤتمر يلتزم بالعمل على ترويجها بكل حماس وبإعانة كلّ العمّال والنقابيين والأصدقاء داخل البلاد وخارجها. تصدر «الشعب» اليومية في ظرف تشهد فيه العلاقات الاجتماعية توتّرا، السبب الذي يجد فيه بعض المحلّلين للأحداث الاجتماعية ذريعة للتأويلات والأقاويل حول هذا التزامن، فماهي حقيقة قرار الاصدار اليومي؟ ج: انّ قرار اصدار «الشعب» كلّ يوم بعد ان كانت أسبوعية لم يرتبط بظرف ولا يمكن له ان يتزامن بحدث فهو توصية من المؤتمر السادس عشر ودعوة نادى بها العمّال منذ زمن طويل نظرا لأهميّة الاعلام وتأثيره على سير العمل النقابي وقد تحصلنا على الرخصة القانونيّة في ظرف لمن يتمسّك بالظرف كانت فيه العلاقة طيّبة وطبيعيّة مع الحكومة وكان ذلك منذ حوالي ستة أشهر حيث يكون هذا الصدور طبيعيّا وفي الوقت المحدّد له ولا يمكن أن يقبل التأويل وهو أبعد ما يكون عن القرار الظرفي وليس لنا كمكتب تنفيذي ان ندعي بأن فضل الاصدار يعود لنا نحن فقط وغاية مافي الأمر إنّنا أتممنا العمل عندما تهيّأت الظروف. إلى من تتوجّه جريدة «الشعب» وهي تصدر يوميّا؟ ج: تتوجّه جريدة «الشعب» إلى جماهير الشعب الواسعة وإلى كلّ الفئات بلا استثناء وهي وأن نقدم على اصدارها يوميا فليس واردا توجيهها ضدّ أي كان بل هدفنا الاضطلاع بمهمّة الاعلام من حيث هو وسيلة نضالية ترفع من مستوى الشعب وتخدم قضاياه الجوهريّة فتكون لسان الشعب يطالب بالحريّة ويتمسّك بالديمقراطية وبالعدالة الاجتماعية ولسانه وهو يطالب بحق الانتظام والاعتقاد ولسانه وهو يطالب بحقوقه المختلفة وأيضا لسان الشعوب المكافحة والمحاربة للإستعمار والميز العنصري فهي ظلّ الاتحاد في مبادئه العامة وممارساته اليوميّة في الداخل والخارج وفي تعامله مع جميع التيّارات. وإنّي أغتنم هذه الفرصة لأعبّر عن سروري العميق بنجاحنا جميعا في هذا المشروع الهام الذي سيدعّم الإتحاد أكثر وسيخدم قضايا الشغالين والشعب عموما وسيساهم بقسطه الوافر في خدمة الوطن.