تتواصل أنشطة المنتدى الاجتماعي العالمي المنظم بتونس، ويتواصل معه الحراك وتتواصل خلاله الأنشطة المتنوعة والمختلفة، مبرزة حركة عالمية قوية متنوعة وثرية لمقاومة العولمة والامبريالية والاستغلال والتمييز ، ومن أجل عالم اخر أفضل ومن أجل الانسان. وتتواصل خلاله الحركة الاجتماعية والسياسية العالمية ملتقية في مثل هذه الفعالية، مبرزة حق الشعوب في تقرير مصيرها، وفي حقها في الكرامة والعدالة الاجتماعية ، ونظمت لذلك الورشات والندوات الفكرية والتظاهرات الموسيقية والفنية والمعارض. وانطلقت صباح الثلاثاء فعاليات المنتدى ب «جلسة عامة للنساء» حضرتها مئات الناشطات في مجال الدفاع عن حقوق المرأة، والمنظمات العالمية الملتزمة بالدفاع عن حقوق النساء وعن المساواة.. انطلق المنتدى فعليا بتنظيم مسيرة حاشدة شارك فيها أكثر من 30 ألف شخص حضروا من 125 دولة، وانطلقت المسيرة من ساحة 14 جانفي وسط العاصمة مرورا بشارع محمد الخامس وصولا إلى قصر الرياضة بالمنزه. فضاء مفتوح المنتدى تميز نشاطه بالفضاء المفتوح، وهو تقليد ومبدأ رئيسي في فعاليات المنتدى الاجتماعي العالمي منذ انطلاقته بالبرازيل، فالأنشطة لم تكن في فضاءات مغلقة ولا في صالونات وانما بالشارع والحدائق، رغم تركيز الورشات والخيمات بالمركب الجامعي بالمنار. والمنتدى مفتوح في وجه التعددية والتنوع وعمل الهيئات والحركات التي تقرر المشاركة فيه، كما يشكل مجالا مفتوحا أمام تعدد الأجناس والاثنيات والثقافات والأجيال.. وأبرز المجموعات والمنظمات والأحزاب والأفراد عن طريق عرض الصور ورفع الشعارات والأعلام للتعريف بقضاياهم دونما تركيز للنشاط بأي مقر أو مكان محدد، وعاشت العاصمة طيلة الأيام الفارطة نشاطات وحيوية كبيرة للجموع المناهضة للعولمة كل وطريقته، وكل حسب قضيته. حضور نسوي ملفت فعاليات المنتدى الاجتماعي العالمي حضر فيها العنصر النسائي بشكل ملفت، لتكون المرأة في الصف الأمامي مناهضة للعولمة وللسياسات الاقتصادية الرأسمالية المجحفة المتوحشة، وشاركت النسوة في مختلف الورشات وفي المسيرة التي نظمت وانطلقت من ساحة 14 جانفي بالعاصمة، وحضرت النسوة من مختلف الجنسات العربية والافريقية والأوروربية والأمريكية. وعرضت النساء قضيتهن في المساواة، وأكدن أنهن تقفن الى جانب الرجل في الدفاع عن عالم أفضل ممكن، ينعدم فيه الاستغلال والميز بمختلف أشكاله. الحرية هي الأصل «الحرية هي الأصل» هو شعار المنتدى الاجتماعي العالمي، فمختلف التلوينات والتشكيلات النقابية والسياسية اليسارية والمناهضة للعولمة كانت حاضرة، ولم يكن هناك لون واحد ولا شعارات واحدة وانما تنوعت الشعارات والقضايا المطروحة . ويطرح مختلف المشاركين أفكارهم وأعمالهم ومساهماتهم في مقاومة العولمة والظلم والتمييز بشكل حر دون رقابة ولا وصاية ودون أن يفرض عليهم أي التزام تنظيمي. ولم يشترك المشاركون في هذا المنتدى سوى، في معاداة الأنظمة الرأسمالية ومعاداة الحكومات الظالمة المضيقة على الحريات وعلى حقوق الانسان. 7000 مكونا مشاركا 4000 جمعية ومنظمة ونقابة وحزب سياسي من مختلف أرجاء المعمورة شاركوا في فعاليات المنتدى، اضافة الى 2000 مكونا من تونس في مقدمتهم الاتحاد العام التونسي للشغل ، كان حضورهم كثيفا وثريا، عرضت مختلف القضايا والمشاكل التي يعاني منها البشر على خلفية هيمنة الرأسمالية العالمية. وجميع التشكيلات المشاركة، عرضت قضاياها وعرضت أنشطتها وخبراتها، والتحمت مع المشاركين من مختلف البلدان والتوجهات. لا للمرشد لا للنهضة حضور مصري ملفت في هذا المنتدى، ورفعت الشعارات المناهضة لحكم المرشد بمصر، مناهضة للدكاتورية والتضييق على الحريات العامة والخاصة، عن طريق شباب مصري شارك بهذا المنتدى، وقيادات سياسية مصرية وفي مقدمتهم حمدين صباحي. من جانب اخر، عبر المشاركون التونسيون عن عدم رضاهم لما الت اليه تونس بعد 14 جانفي رافضين لجميع أشكال الوصاية و الالتفاف على أهداف الثورة، وحضرت عائلات الشهداء فعاليات هذا المنتدى وشاركوا بالمسيرة التي أنتظمت رافعين صور أبنائهم الذين أستشهدوا من أجل الكرامة والحق في الشغل والمساواة والعدالة. تبادل للخبرات وأتاح المنتدى للمشاركين، التعرف والاعتراف المتبادل بين الهيئات والحركات المشاركة وذلك عن طريق تقييم هذه التجارب وبصفة خاصة ما يقوم به المجتمع من أجل تركيز النشاط الاقتصادي والعمل السياسي في خدمة الحاجيات الانسانية باحترام للطبيعة آنيا ومستقبلا. وعمل المشاركون على تقوية وخلق تنسيقيات عالمية واقليمية جديدة بين هيئات وحركات المجتمع المدني للرفع في قدرات المقاومة الاجتماعية السلمية أمام العنف والتمييز. الاحتجاج احتفال لم تخل أنشطة مختلف الفعاليات المشاركة من التعريف بقضاياها وبمواقفها عبر اقامة معارض صور وعبر الموسيقى والرقص، فالاحتجاج على العولمة والظلم والاستعباد يعبر عنه في هذا المنتدى عبر اقامة الحفلات في كل مكان واقامة المعارض في الشارع وفي الساحات، حيث عاشت العاصمة حراكا غير اعتيادي استثنائي لم ينقطع طيلة الأيام المنقضية. وأقيمت العروض الموسيقية والمعارض بشارع الحبيب بورقيبة وووزعت المنظمات والجمعيات صورا وشعارات، ورقص المشاركون احتفالا بحق الشعوب والأمم في الاحتجاج وفي مقاومة الاستغلال. الصحافة بقوة تغطية صحفية عالمية من مختلف أصقاع العالم واكبت هذا المنتدى، وواكبت مختلف الأنشطة، حيث حضر فعاليات هذا المنتدى الدولي أكثر من 500 صحفي من مختلف الجنسيات والمؤسسات الصحفية العالمية. وتناولت المؤسسات الاعلامية العالمية هذا الحدث بشكل ملفت منذ انطلاقته، وأبرزت خلاله الجمعيات والمنظمات والحركات المعادية للدكتاتورية والمدافعة عن حقوق الانسان بالوطن العربي. وأكدت أن بالعالم هناك ملايين المناهضين للعولمة والاستغلال، وأن الحركة الاجتماعية العالمية ضد الرأسمالية متواصلة، قوية، تخلق تعبيراتها وتنوعها في مسيرة النضال من أجل الانسان.