« الانقطاع عن التكوين المهني» كان محور ندوة نظمها قسم التكوين والتثقيف العمالي في إطار برنامج الحقوق الاجتماعية والمواطنة (DROUCE) الذي ينظمه المعهد المتوسطي (IMED) وذلك يوم الإثنين 8 أفريل 2013 بالمركز القطاعي للتكوين في البناء. وشارك في فعاليات هذه الندوة ممثلون عن الاتحاد ممثلا في الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل ببن عروس الأخ محمد البوغديري وممثلو وزارة التكوين المهني والتشغيل والإدارات المعنية والمكونين وثلة من مديري مراكز التكوين المهني بالجهة ومكونون في مختلف الاختصاصات ومتربصون وخبراء في المجال ومكونات المجتمع المدني. وتم خلال هذه الندوة تقديم شريط تم تصويره بمناسبة هذه الندوة لعينة من المنقطعين عن مراكز التكوين المهني تحدثوا عن تجربتهم والأسباب التي جعلتهم ينقطعون عن التكوين إضافة إلى شهادات لمكونين في مراكز التكوين المهني والمدير الجهوي للتكوين المهني وممثلين عن القطاع الخاص. هذا وتم ولأول مرة تقديم أهم نتائج البحث الميداني الذي أنجزه المرصد الوطني للتشغيل والمهارات بوزارة التكوين المهني والتشغيل وتولت السيدة السيدة إيمان الغرسلاوي مهندسة أولى عرض نتائج الدراسة وأهم أسباب انقطاع المتربصين بمراكز التكوين المهني والتباحث حول السبل الكفيلة للحد من هذه الظاهرة وتقديم مقترحات في هذا الشأن. أهم نتائج البحث الميداني شملت الدراسة حول الانقطاع عن التكوين المهني عينة بلغ عددها 10401 منقطع عن التكوين المهني من مجموع 31 ألف مسجل بمختلف مراكز التكوين المهني موزعين على كامل تراب الجمهورية وبذلك قدرت نسبة الانقطاع ب 33.4 % . ويتوزع هؤلاء المنقطعين إلى: 14% منهم يعيشون في عائلة ذات عائل واحد و52% من المنقطعين آباؤهم من صنف العمال أو المتقاعدين و8.5 % من المنقطعين ينحدرون من عائلات محدودة الدخل وإضافة إلى عدد مهمّ من المنقطعين ينتمون إلى عائلات وفيرة العدد وأول قطاع يعرف إنقطاعات هو قطاع المسيج بنسبة تفوق 34%. وتعود الأسباب الرئيسية للانقطاع عن التكوين المهني وفق البحث الميداني إلى: الظروف العائلية المتدهورة ( 53 %) والحصول على شغل أثناء التربص ( 26.6 %) وعدم القدرة على استيعاب الدورس التكوينية ( البرنامج ) وظروف التكوين السيئة ( الإقامة بالمبيت والعلاقة مع المكونين والإدارة عادة ما تتسم بالتوتر ). هذا وينقطع المتربصين بالتكوين المهني من مختلف المستويات وقد سجلت أعلى نسبة بمستوى مؤهل تقني سامٍ ( 50 % ) يليها مستوى مؤهل تقني مهني ( 30.5 %) ثم مؤهل تقني مهني (19.5 %). وينقطع 24 % من المتربصين خلال الستة أشهر الأولى من التكوين. توصيات للنهوض بالقطاع هذا وتوّجت مختلف النقاشات مجموعة من التوصيات الرامية بالخصوص إلى ضرورة تطوير منظومة التكوين المهني وذلك بما يستجيب لحاجيات المؤسسات الاقتصادية من الكفاءات والمهارات وتطلعات المتربصين من حيث المادة التكوينية المقدمة تتلخص هذه التوصيات في ما يلي: تطوير منظومة الإعلام والتوجيه المهني حول مختلف الاختصاصات وآفاقها بسوق الشغل وتكثيف الحملات التحسيسية والإعلامية على امتداد السنة،واعتماد طريقة المناظرة والاختبارات التقنية النفسية لانتقاء المتربصين بمراكز التكوين المهني بهدف ملاءمة التكوين مع حاجيات وميولات ومؤهلات المتربص، والتشريك الفعلي لمختلف المتدخلين في القطاع من ممثلي التكوين المهني والتشغيل والمهنيين والمؤسسات الاقتصادية وأطراف اجتماعية ومكونات المجتمع المدني لتطوير القطاع وتأهيله، وإرساء علاقات تعاون شراكة بين كل من المنظمة الشغيلة ومنظمة الأعراف وذلك بناءا على عقود أهداف واضحة المعالم حتى يتم تكوين الكفاءات وفق ما تحتاجه المؤسسة الاقتصادية من الكفاءات، ومراجعة البرامج التكوينية وتعزيزها بتربصات تطبيقية بالمؤسسات الاقتصادية، وتحسين ظروف التكوين بالمراكز التكوينية وبالمبيتات وتكثيف التنشيط الثقافي داخل مراكز التكوين المهني وتطوير التجهيزات بالمراكز بما يواكب التطورات التي تشهدها مختلف الاختصاصات، وحث المتربصين على مواصلة التكوين بتمكينهم من منح أثناء التكوين مثلما ما هو الشأن بالنسبة إلى الطلبة.