برئاسة الاخ بوعلي المباركي الامين العام المساعد مسؤول قسم الادارة والمالية وبإشراف الاخ حسين العباسي الامين العام وبحضور مجموعة مهمة من الاخوة النقابيين من القطاعات والجهات انعقد المؤتمر العاشر للاتحاد الجهوي للشغل بالمنستير بأحد نزل المدينة الذي غصّ بالمؤتمرين والضيوف الذين كانوا في انتظار انطلاق الاشغال صباح الخميس قبل الماضي والتي انطلقت بكلمة ترحيب من قبل الكاتب العام للاتحاد الجهوي الاخ سعيد يوسف أكد فيها ان هذا المؤتمر ينعقد دون تأخير في موعده ولكن ينعقد في ظرفية استثنائية تمرّ بها البلاد مشددا على اصرار النقابيين على مواصلة مسيرة النضال من اجل الوطن ومشيرا إلى انه مثلما كان النقابيون فداء الوطن سابقا سيكونون كذلك اليوم فلا شيء يعلو على مصلحة الوطن رغم ما تشير اليه عديد القرائن من رغبة في استهداف المنظمة الشغيلة التي ستبقى بحرص أبنائها عصية على كل اختراق. ثم تولى الاخ بوعلي المباركي رئيس المؤتمر الكلمة مؤكدا ان الاتحاد العام التونسي للشغل لم يولد يوم 14 جانفي كبعض الكيانات الغريبة التي نراها اليوم بل هو منظمة عريقة كعراقة هذا الوطن وكانت وستبقى حمّالة لهموم الجماهير الشعبية وشرعيتها مستمدة من نضال ابنائها الذين هم سليلو بطل النضال الوطني فرحات حشاد هؤلاء الابناء المناضلين الذين مازال البعض يرتعد من شموخهم لذلك يصوّب اليهم سهام التشويه والكذب وحتى التهديد مثلما يحدث مع الاخ الامين العام وإخوة نقابيين آخرين ولكن هيهات ان نخاف أو ننحني الا لمصلحة البلاد فالقصف المركّز لبعض العصابات الخارجة عن القانون لن يثني اي نقابية او نقابي عن مواصلة المسيرة التي هي مسيرة حيّة تتفاعل زمنيا في محطيها وتتطور بالنقد البنّاء وليس بحملات التشويه. الاتحاد قوّة خير وتجميع واقتراح في كلمته أكد الاخ الامين العام حسين العباسي ان هذه المنظمة تحترم قوانينها الاساسية وانظمتها الداخلية ولذلك هي تنجز مؤتمراتها في آجالها خلافا لبعض المنظمات النقابية العربية التي تأتمر بأوامر الانظمة السياسية وتتأبّد بها القيادات بل ان مناضلي الاتحاد وقياداته هم من ابناء وبنات الوطن المتطوعين لخدمته وهم لا يتقاضون في المستوى المركزي اكثر من منحة لا تتجاوز 250 د شهريا ولم تراجع منذ عهد الزعيم الحبيب عاشور، أما في مستوى القيادات الوسطى فليست اكثر من 30 د شهريا لذلك فعويل جوقة المشوّهين باطل، وكل ابناء الاتحاد يرحبون بالنقد الموضوعي دون التطاول على المناضلين وعلينا مراقبة أداء بعضنا البعض حرصا على الشفافية ولكننا لن نكون مضغة في أفواه كريهة احترفت الارتزاق من تشويه الاتحاد الذي يجب الاقرار بأنه قد عرف بعض الوهن في بعض المحطات التاريخية لعل ابرزها فترة قيادة اسماعيل السحباني ولكن المنظمة تنهض دائما أقوى وأصلب. ثم قدم الاخ الامين العام قراءة منهجية في المسار النضالي للمنظمة منذ مؤتمر طبرقة مع بعض الشروحات لخطة عملها التقليدية مثل خوض المفاوضات الاجتماعية والاستشرافية والمتماشية مع طبيعة المرحلة كإنجاز العقد الاجتماعي بين اطراف الانتاج الثلاثة والسعي الى دسترة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وداخليا يعكف الاتحاد على إعادة هيكلته بما يتماشى والمتطلبات الجديدة لسوق العمل وتطور بعض المهن وانقراض اخرى، وسيظل الاتحاد كما أكد الاخ الامين العام القلعة التي تلتقي فيها كل المشارب الفكرية خدمة لعامل الثراء والتنوع والأرض التي ينطلق منها الجميع سعيا لتطور هذا الوطن ونمائه. التكوين والإعلام والتضامن النقابي بعد انتخاب نواب رئيس الموتمر ومقرريه ولجانه (فحص النيابات وفرز الاصوات وصياغة اللوائح...) والمصادقة على التقريرين الادبي والمالي، انطلقت محطة مهمة من محطات المؤتمر وهي نقاش القضايا النقابية بالجهة والتي كانت متنوعة ومؤلمة أحيانا توزعت بين غلق المؤسسات وتسريح العمال وعدم صرف المستحقات مرورا بظروف العمل الانسانية في بعض الظروف كعدم توفر بيوت راحة وماء جارٍ وخاصة في مؤسسات النسيج التي عرفت بها المنطقة التي بات يحرم عمالها وعاملاتها من التغطية الاجتماعية ويقسّط أجرهم حدّ المساس بالكرامة الانسانية. كما استعرض المتدخلون عديد المشاكل الاخرى كالاعلام النقابي الذي يحتاج الى رعاية من اجل حسن التواصل مع وسائل الاعلام لأن خصوم العمل النقابي يحسنون الاندساس وخلط السم بالعسل وكذلك تم نقاش مسألة التكوين للنقابيين الشبان واهمية التضامن بين العمال... وكذلك اتسع صدر الجميع لتوجيه نقد الى القيادة الجهوية للاتحاد وصلت الى حدّ التشكيك في بعض المسارات التفاوضية والاشارة الى بعض التلاعب بقضايا العمال ومصالحهم في اكثر من محطة... كما ركّز إخوة آخرون على ضرورة الانتباه الى عدم حشر الاتحاد في زاوية الدفاع عن وجوده من اجل تحجيم دوره الريادي وتقليصه حتى لا تُعرّى صفقات ارتهان البلاد وخصخصة عرق الأجيال وبيعها والارتهان للامبريالية العالمية. تكريم واستبشار وقد تمّ تكريم بعض النقابيين الذين قدموا للمنظمة دون حساب وقدموا من العمر سنين غالية وسيذكرهم التاريخ وكسبوا رصيد الشرف الرفيع ومن بين المكرمين نجد الاخ المولدي شريعة والاخ المنجي الشرفي وغيرهما وهم كثر وشرفاء. وقد تنافست على الفوز بمقاعد المكتب التنفيذي الجهوي قائمتان بها وجوه متمرسة بالعمل النقابي وأخرى أقل تمرسا قبل أن يفرز صندوق الاقتراع الاسماء التالية التي توزعت بينها المسؤوليات كالتالي: سعيد يوسف كاتبا عاما وعبد الكريم الجديدي النظام الداخلي ومحمد فوزي بشير المالية والانخراطات وبلقاسم بن أحمد الاعلام والمرأة والشباب العامل والمنجي بن صالح الدواوين والمنشآت والحبيب بوزيتة الدراسات والتشريع ونعيمة عمامو التكوين النقابي ومحمد صالح الغضاب الوظيفة العمومية وعثمان الامام القطاع الخاص. أهلا بأهلنا بهذه الجُمل رحّب نقابيات ونقابيو المنستير بضيوف مؤتمرهم وعلى رأسهم الاخ حسين العباسي الامين العام والاخوة نور الدين الطبوبي وسامي الطاهري عن المكتب التنفيذي الوطني وكذلك الاخوان حسن شبيل (جامعة البناء) وحبيب الحزامي (جامعة النسيج) فضلا عن الاخوة الكتاب العامين الجهويين لاتحادات القيروان وبن عروس وسوسة والقصرين والمهدية ومنوبة وسيدي بوزيد. انشغال وطني ووجع دمشقي وقد عبّر النواب في اللائحة العامة عن انشغالهم بتدهور الوضع الامني وتفاقم العنف الى حدّ الاغتيال السياسي وشجبهم للتطاول على الاتحاد ومحاولة تدجينه واستهداف مناضليه من الرفض المطلق لاستهداف الحق النقابي والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والدعوة الى تضمينها في الدستور بالوضوح الكامل ودون شروط، كما دعت اللائحة الى حل ومحاسبة ما يسمى رابطات حماية الثورة، كما أدان نواب المؤتمر بشدة «الزج بأبنائنا في أتون الحرب السورية خدمة للمخطط الصهيوني الامبريالي الهادف الى تصفية القضية الفلسطينية عبر تخريب سوريا وتدمير جيشها الباسل وتفتيت الامة بتواطؤ من دول البترو دولار والرجعية العربية.