تمكنت القوات الأمنية و العسكرية و على مدى الأسبوع الماضي من إيقاف 37 شخصا متورطا بصفة مباشرة أو غير مباشرة في أحداث جبل الشعانبي بجهة القصرين فبخلاف العناصر الإرهابية التي تم إيقافها بجبل الشعانبي أو التي تساعد الأفراد المتحصنين بالجبل من خلال مدهم بالمؤونة سواء في القصرين أو في المناطق الأخرى المحيطة بجبل الشعانبي الذي تتجاوز مساحته 70 كيلومتر مربع... من جهة أخرى فنه حسب ما صرح به محمد علي العروي الناطق الرسمي لوزارة الداخلية أن 20 شخصا لا يزالوا متحصنين بجبل الشعانبي وأوضح أن الاستخبارات التونسية لديها كل المعلومات بخصوص هؤلاء، مضيفا أنهم من بينهم افراد من جنسيات دول مجاورة وخاصة الجزائر ، وزيادة على مجموعة أخرى يتراوح عددها بين 10 و 15 شخصا متواجدون على الحدود التونسيةالجزائرية على مستوى ولاية الكاف... ألغام تقليدية صرح العميد مختار بن نصر النطاق الرسمي لوزارة الدفاع أن الالغام التي تم استعمالها في الشعانبي هي الغام تقليدية الصنع لكن تم وضعها بإحكام وبدقة في اماكن متخفية مما جعل عملية العثور عليها هذا بالإضافة الى أن عمليات التمشيط هي من أبسط العمليات الأمنية والتي لا تتم إلا على الأقدام ... الى جان ذلك فان عمليات التمشيط أسفرت عن اكتشاف 16 مخبأ صنعت من الأشجار والأعشاب تحتوي على أفرشة و أغطية وهي عبارة عن أماكن استراحة اضافة الى الوثائق والرسائل و كتب حول كيفية صنع المتفجرات... كتيبة عقبة ابن نافع تعرف الجماعة الارهابية التي يحتمل أن تكون متواجدة بجبل الشعانبي بجماعة عقبة ابن نافع وحسب ما أكدته مصادر أمنية فهي تريد التموقع في هذه المنطقة ...نفس المصادر أكدت أن هذه المجموعة هي على ارتباط وثيق بمجموعة بئر علي بن خليفة و الروحية وأيضا ذات صلة بمخازن الأسلحة التي تم اكتشافها مؤخرا بمنطقة المنيهلة و ايضا في مدنين و ببن عروس... وهذا يؤكد ما كشفته مجلة «ماريان» الفرنسية في مقال أوردته في عددها 809 الصادر في 23 أكتوبر 2012 أن مجموعات جهادية تتدرّب في شمال تونس و تحديدا في منطقة طبرقة وفي الجنوب استعدادا للمشاركة في الجهاد في كل من سوريا ومالي . وتساءلت المجلة: هل ستنفذ هذه المجموعات جهادها يوما في تونس ؟ المجلة أشارت الى أن البلدان الغربية تغمض أعينها عما يجري لأسباب سياسية ، وأن الجزائر قلقة مما يحدث على حدودها . ونقلت عن ديبلوماسي أوروبي قوله : « لقد أعلمنا السلطات التونسية ولكن لا من مجيب ،الى حد الآن ... «المجلة طرحت الى جانب مخيمات التدريب ، ملف السلاح الذي لا تستبعد وجوده في المخيمات المشار اليها. وتكشف أن السلاح موجود في أماكن عديدة من البلاد ، وأن الجيش الجزائري أبلغ الجيش التونسي في جوان 2012 معلومات ساعدت التونسيين على اكتشاف ترسانة تحت رمال الصحراء في أقصى جنوب البلاد. كما نقلت المجلة عن مصدر أمني تونسي قوله «أن الجهاديين المدربين على حرب العصابات في ساحات التدريب متخفون في كامل تراب البلاد ،استعدادا ليوم يتم فيه اعلان الجهاد في تونس، اذا تعذّرت اقامة الدولة الاسلامية بطرق شرعية «عندها يمكن أن يستخدموا مخزونات السلاح المخبّأة في تونس بحسب ترجيح المجلة الفرنسية . وذكّرت المجلة بحدثين أثارا قلق السلطات الجزائرية الأول تفكيك شبكة جهادية «إرهابية» بعنابة قادمة من تونس، كما حجزت القوات الأمنية الجزائرية في تبسة صواريخ أرض- جو قادمة من ليبيا بعد عبورها تونس دون سعي الى اخفائها . المجلة استعرضت تظاهرة ماي 2012 بالقيروان والتي جمعت الآلاف من أنصار الشريعة بزيهم الأفغاني وبشعارات :»أوباما ..أوباما ..كلنا أسامة « . وأكّدت أنه منذ انتهاء المعارك في ليبيا، لا يمر أسبوع دون أن يأتي خبر موت شاب تونسي في معارك سوريا . المجلة لم تغفل عن طرح السؤال الجوهري : ماذا سيفعل هؤلاء الشبان اذا اندلعت مواجهة في شمال مالي ، بين فرنسا والقاعدة في بلدان المغرب الإسلامي أو عند عودة الجهاديين من سوريا، وخصوصا في ظل توجيهات راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الى السلفيين في احدى الفيديوهات المسربة و الذي تعرض فيه إلى سبل العمل المشترك للحفاظ على المكاسب التي حققها الاسلام السياسي والسير نحو تطبيق الشريعة ... *كتيبة عقبة ابن نافع هي كتيبة اشتهرت بعد أحداث الروحية، وتتكون من مقاتلين تابعين لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي ويعد أبو مصعب عبد الودود من أبرز قيادييها. و تهدف هذه الكتيبة الى احياء الجهاد وتطبيق الشريعة، وتعمل على استقطاب عناصر مقاتلة من الشباب التونسي حيث يتم ارسالهم للتدرب في معسكرات تنظيم القاعدة بالجزائر وليبيا هذه الكتيبة تم اتهامهما بالضلوع وراء عملية الروحية وأحداث بئر علي بن خليفة وأيضا عملية جبل الشعانبي، وكانت وزارة الداخلية التونسية أعلنت على لسان وزيرها السابق علي العريض أنه تم تفكيك هذه الكتيبة، ويبدو أن المقصود من تفكيك الكتيبة هو فك تنظيمها وكشف العناصر المنتمية إليها ومخططاتها بالبلاد.