من فواجع ما وقع للبلاد تحت سلطان النهضة وجيرانها، الغياب المطلق لمفهوم الدولة الحقيقي... وباستثناء بسط وجوههم على الشاشات مثل القضاء المستعجل، والتهام الحلويات والمشروبات في مجالسهم، وتوظيف الاقارب، لم نسمع أو نرى من حكامنا ما يفيد أنهم يتقلدون سلطات دولة بأتم معنى الكلمة... رئيس دولة عمرها ثلاث آلاف سنة يتصرف تماما مثل رئيس جمعية رياضية أو مجتمع مائي... لا يمكن مقارنة خطبه وأقواله وشحطاته حتى بما يفعله رئيس البوركينا فالصو. برلمان حزين جدا كان يمكن ان يعوّضه مجلس الشورى ونرتاح من وجع الرأس والمصاريف الزائدة. حكومة في خدمة شعب لا تعرفه ولا يعرفها.. ينشطون جدا أواخر أيام الشهر بعد التأكد من بطاقة الخلاص. قضاء يبحث عن نفسه وعن استقلاليته في جملة قد يتكرم بها مقرر الدستور الذي ابتليت به شخصيا واكثر من التونسيين جميعا لأنه جعلني أتوقف عن تذكر فقيدنا العزيز نور الدين بن خذر. أمن يصارع من أجل القانون عوض التعليمات. ادارة موروثة عن بن علي بفساده ومحسوبيته وزاد عليها الجماعة ما زادوا من تشغيل الولاءات والقرابات والدم الفاسد. أين الدولة يا مولاي؟ أين قانونها؟ أين نواميسها؟ أين مؤسسات الرقابة؟ من أين يدخل المال العام ومن أين يخرج؟ أين المحكمة الدستورية؟ أين شعارات الثورة؟ أين أهل بوزيد وتالة وأين أصوات القتلى والجرحى ممن أعطوا أرواحهم لبناء دولة جديدة فإذا بنا نرسّم مخلفات بن علي ونزيدها همّا على غمّ...