إن المبدع عندما يمتهن الكتابة فإنه يمتهن الوجع حيث تصبح ذاته ملقاة هناك على الصخور أين تتقاذفها امواج الفناء الكلمات عندما تكون شعرًا أو نثرًا. تصبح أهم وسيلة للهروب من زحمة الأوجاع ومن فوضى الأحزان هي مرايا للعابرين هنا بين أضغاث الأحلام والكوابيس المزعجة، فالكلمات هي حطامي الذي تبقى مني هي سلاح أرفعه في وجه الظالمين وفي وجه الحاقدين الذين جلسوا على عرش آمالنا، هي وبال على الذين باعوا دموعنا وسجنوا جروحنا ومنعوها بأن تنزف دمًا كالسمّ لأنها ستكون لعنة عليهم، فالكلمات هي صدی للغضب هي بكاء على قبر العدالة لأقول لهم من خلف جدرانها الخفية والعصيّة عنهم.. كلاّ.. وكفى.. لقد سئمنا أيها العابثون..!! سأكتب في وجع الزمان أسماءكم يا من جعلتم الإنسان حطامًا، ويا من سرقتم أشواقه، وقتلتم فيه الأمل.. ثم وبكل برود..، أهديتم له... ............... حقول آلامٍ لتكفروا عن ذنوبكم، سأحفر هناك في أمواج الملل.. وفي صخور القلق.. وجعي وجع الكلمات ويوم ما ستغرقون.. في بحر دماء الكلمات.. التي عصفت بكم ريحها، وجعلتكم تتمنون البكاء، علی قبر ذلك الحطام المنسي. إن «الأدب مأساة أو لا يكون» كذلك الشعر هو قلق وجودي يحمله المبدع في حقيبة أفكاره أينما ذهب محاولا التأكيد في كل مرّة بأنه موجود هناك حيث لا يراه إلاّ الذين يؤمنون بدور المبدع وأهمية حضوره في المجتمع ويسعون دائما الى احترام أعماله وتقدير جهوده. أمّا أولئك الذين يحاولون إطفاء شعلة الكلمات واخماد نار الابداع ولا يفقهون معنى ان يولد مثقف من رحم معاناة يكابدها كل يوم ومأساة ترافقه حتى في أحلامه ليقول بأنه موجود في ذلك الصمت الذي يحدثه الوجع والسكوت الممزوج بالألم أقول لهم: تعزف الأعين لحن الدموع، بأوتار موتى الحياة، وتقرع طبول الطمع.. وأجراس الكذب.. وتنشد أغاني الأمل، من وحي لهيب العذاب. _ _ _ تعزف الأعين للذين، أدمنوا عبودية المظاهر، وعشقوا الخداع الذي يرتدي ملابس عاريةً.. لأولائك الذين يغتالون الحق في مضاجع العدالة أقول لهم ارحلوا لقد.. انتهى وقت الضيافة..!! الكلمات قبر لدمعي ومنفى لحزني، إني أقولها لكم وأمضي ولا أخشى لعنة الحروف وجحيم المعاني، إني أقولها لكم بكل لطف من أنتم؟ فالمهم بالنسبة إليّ هو من نحن؟ أنتم سترحلون يومًا ونحن باقون هنا دومًا. لذلك حذار ان تصيبكم سهام الكلمات في شرايينكم فتصيبوننا بسكتة قلبية عوضًا ان تنقذوا وتسعفوا ما تبقى من أحلامنا المؤجلة. أنا حقا متعب من وجع الكلمات فهل الكلمات لعنة وعقاب؟ أحلامي كلها تبخرت وخبز لم يعد عندي ولم يبْق لي سوى بعض الكلمات الهاربة من معجم الحرمان والقهر الأبدي.