قالوا له «لماذا تكتب الاحزان دائما؟ أكتب بعض السطور الفرحة»... فقال لهم «كيف لي ذلك وأنا الذي ربيت مع الاحزان والدموع، كيف لي ذلك والاحزان هي دمعي وقلمي وقرطاسي، كيف لي وهي خليلتي التي ترافقني الى مضجعي. كيف لي أن أتخلى عنها وقد حملت بذورها في أعماقي وسقيتها أياما طوالا دمعا ودما ينزف من أحلامي ومخيلتي من خطواتي. لقد ترعرعت نبتة الاحزان في أعماقي المظلمة الكئيبة وأصبحت كأشجار الدفلى على ضفاف الوادي مظهرها جذاب وطعمها علقم...» قالوا له: «الحياة حلوة وجميلة أفراحها كثيرة ومحافلها تعج بها الايام...» فقال لهم وهذاه الافراح التي عنها تحكون وتطلبون مني أن أكتبها سطورا على القرطاس المحموم... لقد تكسرت مرآة الامل بأعماقي وجزر أحلامي أغرقها المد وقلم حبر السعادة جف حبره، عن أي سعادة أنتم تتحدثون وغدا تمر جنازتي من أروقة المأتم فقد مت بالامس بعد أن انتحرت أحلامي الجميلة ولم يبق لي في هذه الدنيا غير الآه والدمع والاحزان... لقد مت ولم يبق لي سوى هذا الطيف المليء بالاحزان، الناطق بالاحزان، القائم، النائم بالاحزان انه أنا الآخر... انه طيف الاحزان. «عاشق الاحزان صالح المومني بني مطير دار