الحذاء الذي آلمته كثيرا مازال يضحك في الطريق الطريق الذي تقف فيه الأرنب بحثا عن مسلك يؤدّي إلى جَزَرٍ شهيّ أقف فيه باحثة عن يوم أشهى.. صباح الأحد، أنشر حذائي على حبل غسيل في انتظار أن تلامسه الشّمس كالمعدوم شنقا أراه يتدلّّى على سطح أرض حفرها كعبٌ عال الكعب الذي تفترشه أقدام النّساء البرجوازيّات لا أذكرشيئا سوى أنّي اقتنيته من بائع أحذية أوروبيّة مستعملة وبقيت في انتظار الشّمس.. ظُهر الإثنين، أعود بخفّي حنين .. رجْلاي داميتان من أثر السّير بحثا عن المسْلك أصابع قدميَّ بالونات تتلوّى على سرير أنهكته رائحة التّراب ينقصني طلاء أظفار لتصير الرّائحة أزكى ينقصني كذلك فستان أحمرُ وحذاء أعلى أتعالى به على ذاك الثريّ الذي لا يعرف أنّي امرأة بحذاء فولاذيّ أضربه به كلّما حاول استغلال جوعي أضربه وأعود لأستلقي على السّرير. الثلاثاء، الأربعاء، الخميس، الجمعة: أيّام افتراضية أجلس القرفصاء بحذائي المعلّب كعلبة كبريت أوقدت أعوادها في رِجْلي أتأمّل رجلا افتراضيّا في كل المسالك رجلُ ألبسَني حذاءَ سندريلاّ وغاب في الزّحام هوالرجلُ الافتراضيُّ لا يعلم أنّني صانعةُ الحذاء... سيراني حتما كلّما ولّى وجهه في المدينة باحثا عن اسكافيّ .. سيذكرني حتما كلّما تذكّر حذاءَه المثقوبَ من أثر الهروب... ها أنا أراقبُ كلّ خطواتِه بافتراضيٍّ جديد سأحْبسه في موقع ما، سأجرّده من الحذاء ومن الجوارب، سأجعله يمشي ألفَ خطوة فوق مساميرَ ناريّةٍ، سألبِسُه حذاءَ سندريلاّ وأمضي..... كل ما في الأمر أنّي سأٌُبكيه كي لا يضحك على امرأة افتراضيّة أخرى.. مساء السبت، ألمّع حذائي وأتّجه في قفا المسلك ...... كنبيّ متسوّل أراه يناديني خلف المتاهات وجهه تفّاح أصفر من فرط ما لسعته الشّمس جسده جذع نخلة زأرت فيه الرّيح وتبعثر........ هو نمر مشرّد في حدائق المدينة تعرفه البعوضة اللّيلية جيّدا تفقهه قطط المزابل جيّدا أنا لا أعرفه جيّدا، فقط، أرى نفسي فيه مشتّتة مثل أشلاء البعوضة تحت أحذية البشر... اليوم الثامن : لا أعرف ما هو الآن وقد صرنا حذاءيْن في مسلك واحد ... ألوّح بحذائي الذي لن يهترئ أبدا لأنّني لم ألبسْه قَطُّ ألوّح به في وجه الشّمس ... وأختبئ تاركة الشّمس في انتظار حذاء آخر..... سحر الغريبي *)القصيدة الفائزة بالجائزة الأولى في الملتقى الذي نَظّمه صالون نص ببيت الشعر 17 جوان.