بحضور الرؤساء الثلاث وممثلي الحكومة و الأحزاب والمنظمات الوطنية وأعضاء من المجلس القومي التأسيسي، انتظمت هذا الخميس بالمجلس الوطني التأسيسي جلسة عامة ممتازة في اطار الاحتفال بالذكرى 56 لإعلان الجمهورية ...أكد من خلالها مصطفى بن جعفر رئيس المجلس التأسيسي أن مفهوم الجمهورية مفهوم مركب يدل على الدولة ونظام الحكم و السلطة التي تتولى الحكم عن طريق الانتخاب .. قوامه حكم القانون و تساوي المواطنين في الحقوق المدنية والسياسية وتوخي العدالة في توزيع الثورة... وأوضح بن جعفر أن» تونس تعيش أياما حاسمة على درب انهاء المرحلة الانتقالية نحتاج فيها للتبصر بعيدا عن الحسابات الحزبية خاصة ونحن في المرحلة الاخيرة لإنهاء الدستور الذي لا يزال في حاجة الى توافقات .. واعتبر رئيس المجلس أن المسار الانتقالي في تونس تعرض الى العديد من الهزات لعل أخطرها اغتيال فقيد الوطن شكري بلعيد وهذا الحدث كاد يعصف باستقرارها لولا اجماع كل الاطراف من احزاب ومجتمع مدني على وضع استقرار البلاد فوق كل اعتبار ... وعاد بن جعفر في مداخلته الى ما وصفها بالنقاط المضيئة للثورة التونسية من ذلك انحياز الجيش لحماية الشعب و مكتسبات الدولة وهو مازال مرابطا على الحدود و خير الحياد وان ينأى عن كل صراع سياسي ، زيادة على ما تبذله القوات الأمنية من مجهود... كما نوّه بدور الاتحاد العام التونسي للشغل في الحفاظ على الاستقرار ابان الثورة ودوره في تركيز الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة... من جهة اخرى أكد بن جعفر أن الشرعية كانت ومازلت و ستبقى السفينة الممكنة للجميع لأنها تستوعب الحوار و النقاش بالآليات الوفاقية وتحمي استمرارية الدولة و تمنع السقوط في الفوضى و بؤر الفتنة المدمرة مضيف «نحن نتفهم الآراء الناقدة بخصوص الدستور وسنعمل على ازالة كل الهواجس و المخاوف عبر رفع اللبس عن كل الصياغات التي تثير الشك وسنصوغ دستور يكفل التعايش السلمي في اطار الدولة المدنية وفي اطار نظام سياسي يحقق الفصل بين السلط ويقر الهيئات الدستورية المستقلة التي تعمل على تركيز الديمقراطية... ولن تتجاوز المصادقة على مشروع الدستور شهر سبتمبر المقبل» واعتبر أن انطلاق الدورة الثالثة للحوار الوطني تحت رعاية الاطراف الراعية سيساهم في تنقية المناخ العام و يوضح الرؤية حتى ينطلق الجميع في العمل من اجل انجاح المسار الانتقالي . واثر انهاء رئيس المجلس مداخلته انتقد النائب صالح شعيب عدم ذكر رئيس المجلس للزعيم الحبيب بورقيبة مؤسس الجمهورية رئيس الجمهورية المؤقت:الطريق لا يزال محفوفا بالمخاطر في كلمة مقتضبة مقارنة بمداخلة رئيس المجلس التأسيسي أوضح منصف المرزوقي أن جميع الأطراف تتفهم مؤاخذات المواطنين و نفاذ صبرهم ولكن لا شيء يمكن ان يخفي دور المجلس في بناء المؤسسات وفي انهاء المهمة التي انتخب من أجلها وهي صياغة دستور جديد يقطع مع الاستبداد و القمع... وأكد أن الشعب سيدعم المجلس في الربع ساعة الاخيرة من عمله لأنه يدرك ان المرحلة يمكن ان تنزلق الاخطر على غرار ما يحصل في دول الربيع العربي... قائلا « الطريق لازال محفوفا بالأخطار ونحن في المرحلة الأخيرة لابد من الاستماع لصوت الشعب الذي كلما طالت النقاشات التي تبدو عبثية في بعض الأحيان كلما تضاءلت ثقته « ونبه المرزوقي لما اعتبره قلق المستثمرين في الداخل و الخارج و صوت الشباب ودعا الى المناصفة بين الشباب و الكهول في القائمات الانتخابية المقبلة على غرار التناصف بين الجنسين في انتخابات 23 أكتبوبر 2013 .كما نبه الى المجموعات التي تتأهب لحرب الشوارع ودعا الى المتابعة القانونية حتى نمنع هذه التنظيمات التي تريد أن تقوم بدور القوات العسكرية و الامنية. وأضاف أنه لا بديل عن الشرعية الانتخابية لكنها غير كافية لحياة ديمقراطية سليمة وما يجب هو بناء اكبر قدر ممكن من التوافق فتونس ستكون للجميع او لا تكون لأحد علي العريض: الانتخابات في اقرب الآجال اعتبر علي العريض رئيس الحكومة أن ما تحقق ايجابي ومهم لكنه يبقى دون المأمول فلابد من المرور الى بناء المؤسسات الدائمة و انهاء المرحلة الانتقالية ، تمسك الحكومة بانجاز الانتخابات في شهر ديسمبر المقبل ودعا المجلس التأسيسي الى انهاء الدستور و القانون الانتخابي ، زيادة تهيئة البيئة الانتخابية السليمة ...كما أن نجاح الثورة رهين المحافظة على طابعها المدني فانزلاق الاوضاع نحو العنف سيؤدي الى المجهول ... اعتماد التعاون والعمل المشترك لإنهاء هذه المرحلة وتونس تعيش مخاضا ثوريا و تعيش المنطقة تحولات سياسية و جيواستراتيجية كبرى تحتاج منا الى اليقظة و الانتباه وهذا ما ولد شعورا بالقلق و الانشغال لاسيما عند تبين صعوبة معرفة افاق المستقبل...ودعا العريض من تعود على الشطط و المغالاة على انجاح التوافقات ومعالجة القضايا السياسية في اطار الاستقرار الامني و الاجتماعي و السياسي على حد تعبيره...