في مكالمة هاتفية أجراها عامر العريض مع الأخ حسين العباسي الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل تم الاعتذار على الموعد الثاني بين الاتحاد وحركة النهضة وتم تأجيله الى يوم الاثنين 19 أوت الجاري بسبب اجتماع مجلس شورى حركة النهضة الذي سيلتئم خلال هذا الاسبوع، ويبدو أن الاحداث التي جدت يوم الاربعاء في مصر قد تُعطل الدفع بمبادرة الاتحاد وتسريع نسق الحوار للخروج من الأزمة، خاصة بعد الندوة الصحافية التي عقدها راشد الغنوشي يوم الخميس وصرّح فيها بأنه لا سبيل الى حلّ الحكومة الحالية ولا تنازل عن «الشرعية» ودعوته إلى عودة المجلس الوطني التأسيس للعمل دون تحديد مهماته... كما ان الاحداث الدموية التي شهدتها مصر قد تنعكس سلبا على المستوى الشعبي في تونس في ظلّ الحملات الرسمية والحزبية ضدّ معتصمي باردو الاصرار على تشبيههم «بالانقلابيين» واصرار بعض صحف الموالاة على تشويه دور الاتحاد واعتباره «حزبا سياسيا معارضا». ويذكر انّ اللقاء الذي التأم يوم الاثنين بين الاخوين حسين العباسي والمولدي الجندوبي من جهة والسيدين راشد الغنوشي وعبد اللطيف المكي عن حركة النهضة، بمقر الاتحاد، في اطار اللقاءات التي ينظمها الاتحاد بين الفرقاء السياسيين لتدارس الازمة السياسية التي تتخبّط فيها بلادنا. وقال الأخ المولدي الجندوبي للشعب، ان وفد الاتحاد استعرض بدقة الاوضاع والأزمة التي تعيشها البلاد ومنها تنامي العنف والاعتداءات على مقرات الاتحاد والاغتيالات التي طالت النشطاء السياسيين المعارضين وجنودنا البواسل، مع التأكيد ان هذه الظواهر استشرت مباشرة مع وصول حركة النهضة وحلفائها الى دفة السلطة السياسية. كما قدم وفد الاتحاد عرضا للوضع الاقتصادي والاجتماعي المتسم بغلاء الاسعار وطرد العمال وغلق المؤسسات وانتهاك الحق النقابي، وابرز في هذه الفوضى السياسية والاقتصادية والاجتماعية هو دليل قاطع على فشل الحكومة الحالية وهو ما جعل الاتحاد العام التونسي للشغل في مبادرته التي أطلقها يطالب باستقالة الحكومة وتشكيل حكومة كفاءات مع الابقاء على المجلس الوطني التأسيسي ليقوم بثلاث مهمات معروفة وهي استكمال الدستور وتشكيل هيئة الانتخابات وصياغة القانون الانتخابي، لتنتهي هذه المهمات يوم 23 أكتوبر القادم. وتجدر الملاحظة، ان الوفد النقابي اكد للوفد المقابل، ان المنظمة الشغيلة هي صاحبة مبادرة وصاحبة مشرع كامل للخروج بالبلاد الى بر الامان، وانها لا تلعب دور الوسيط وان الاطراف الداعية للحوار تبنّت هذه المبادرة باعتبارها الأسلم للخروج من هذه الاوضاع المتأزمة محمّلا مسؤولية هذه الاوضاع للأحزاب الحاكمة وعلى رأسها حركة النهضة. اعتراف وفي هذه السياق اعترف الشيخ راشد العغنوشي بأن هناك ازمة سياسية حادة وقال إن مبادرة الاتحاد جديرة بالاهتمام والحركة مستعدة للتفاعل معها ايجابيا، وفي المقابل اعتبر انه يجب تطبيق القانون المنظم للسلطات والذي يقضي بالابقاء على رئاسة الحكومة للحزب الأغلبي لتشكيل حكومة وحدة وطنية دون المساس برئاستها. الغنوشي قال انه يجب الرجوع الى شركائهم في الحكم لمزيد نقاش مبادرة الاتحاد ووعد بالرجوع إلى الحوار يوم 14 أوت.