في الاجتماع الإقليمي للنقابات الأساسية لشركة النقل بالساحل (المهدية-سوسة-المنستير-جمال-الجم-المكنين-النفيضة) كانت الفرصة مناسبة ومواتية أمام الاخ مختار الحيلي الكاتب العام للجامعة العامة للنقل للتواصل مع هذه النقابات بدار الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة وإعلامها خاصة بتحركات الاتحاد العام التونسي للشغل وجهوده المضنية والمتواصلة في الايام الأخيرة بحثا عن حلول آمنة تجنب تونس منزلقات خطيرة تتهددها. وقد كانت له في هذا الإطار مداخلة مطولة ومستفيضة ومهمة استهلها بتحسيس أعضاء النقابات الأساسية والكتاب العامين للفروع الجامعية بولايات سوسة والمهدية والمنستير الذين حضروا الاجتماع بخطورة الوضع الأمني والاجتماعي والسياسي والاقتصادي في البلاد وما يمثله ذلك من ضغوطات متزايدة وثقيلة على الاتحاد العام التونسي للشغل الذي وجد نفسه مجبرا على معالجة مئات التجاوزات في اكثر من اتجاه حماية لليد العاملة وحفاظا على مورد رزقها وصونا لكرامتها. واستغرب الاخ مختار الحيلي من الأصوات الثائرة التي برزت فجأة في هذا الوضع الصعب التي تمر به البلاد لتهاجم الاتحاد وهي التي لم تغادر جحورها قبل 14 جانفي سواء في تونس او خارج حدود الوطن في المنتزهات الأوروبية ! وأكد الكاتب العام للجامعة العامة للنقل على مسالة مهمة وهي ان الاتحاد العام التونسي للشغل يعترف له تاريخيا بدوره البارز في تحرير البلاد من براثن الاستعمار الفرنسي الغاشم وليس فقط في هندسة ثورة الحرية والكرامة وبتقديمه لأنبل شهداء هذا الوطن الزعيم البطل الرمز فرحات حشاد وبتعريفه بالزعماء الوطنيين،وقال لأجل كل هذا فنحن نقول لأشباه الثوريين الذين يصرون اليوم على تزييف التاريخ واختلاق بطولات وهمية «هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين» ! الاخ مختار الحيلي،طمأن الحضور وذلك بتأكيده على قدرة الاتحاد العام التونسي للشغل على كسب التحديات والرهان في هذه المرحلة الدقيقة والعصيبة على المستوى الوطني انطلاقا من الجهود الجبارة التي ما انفك يبذلها الاخ حسين العباسي الأمين العام للاتحاد وزملاؤه في المكتب التنفيذي الوطني قائلا حرفيا «إنهم أمام مسؤولية تهد الجبال، وهذه مناسبة حتى نحيي مناضلات ومناضلي اتحادنا العتيد على انصهارهم التام مع مطالب شعبنا وتحملهم لمسؤوليتهم وتقديمهم لمبادرة تاريخية هي اليوم موضع إجماع الغالبية العظمى من الشعب التونسي لإنقاذ الب?اد من التجاذبات السياسية والمصالح الذاتية للأحزاب . الكاتب العام للجامعة العامة للنقل ابرز أيضا ان ثورة الحرية والكرامة التي كنا نأمل ان تصحح الاوضاع الاجتماعية المزرية في البلاد قد انحرفت عن مسارها وغدت ثورة معادية للعمال والكادحين والمعطلين وذلك حسب التوجهات السياسية للائتلاف الثلاثي الحاكم الذي وجدناه يحكم بمنطق الحزب وأجنداته وليس بمنطق الدولة وتوافقاتها، وهذا ما انجر عنه حسب الاخ مختار الحيلي فوضى سياسية وأمنية واجتماعية خلاقة جعلتنا بعد ان كنا نكتفي بمواجهة عدو واحد نواجه اليوم عدة أعداء، كما جعلتنا أيضا أمام إدارة متغولة تعتبر نفسها هي الدولة واعتبر ?ن ذلك هو كارثة حقيقية تهدد المسار الانتقالي برمته. الاخ مختار الحيلي أكد أيضا على ثقة الاتحاد العام التونسي للشغل في كل منظوريه ومنخرطيه للمساهمة الفعالة في الدفع بتونس نحو الانتقال الديمقراطي الذي ننشده جميعا وذلك عبر اصطفافنا جميعا وتوحدنا خلف مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل ودعمها وفرض اعتمادها من اجل تونس وطنية، مدنية، وديمقراطية، خالية من العنف والقتل والإرهاب. وحول ما تعانيه النقابات الأساسية في شركة النقل بالساحل من صعوبات وعراقيل بسبب تعنت الرئيس المدير العام وتجاوزاته المتكررة، ابرز الاخ مختار الحيلي ان كل الدلائل والتقارير والأرقام تشير الى الوضع الكارثي الذي أصبحت عليه الشركة في عهد هذا المسؤول، واعتبر ان عدم توحد النقابات الأساسية للشركة في الفترة السابقة هو الأرضية التي اعتمدها الرئيس المدير العام لفرض سطوته مؤكدا ان هذا الوضع لن يستمر وان حراكا نقابيا ونضاليا منتظرا في الايام القادمة سيجعل هذا المسؤول يقف عند حده لأنه تجاوز بالفعل كل الخطوط الحمراء ووقع ?لى فشله في إدارة المؤسسة بنفسه منذ ان رفض الاستجابة لطلب الطرف النقابي بتحديد موعد لعقد جلسة عمل رسمية قائلا ان هذه الجلسة ستنعقد في اقرب الآجال أحب الرئيس المدير العام أم كره، وان جميع محاضر جلسات الرسمية التي تنكر لها المسؤول سيجبر أيضا على تطبيقها بالقانون وليس فقط بنضال الأعوان. وأكد الاخ مختار الحيلي ان اللائحة الصادرة عن الاجتماع الإقليمي ستكون خارطة طريق للنقابات الأساسية لشركة النقل بالساحل في المرحلة المقبلة،وان الجامعة العامة للنقل بالتنسيق مع الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة ستعمل المستحيل لحلحلة الاوضاع في الشركة في أسرع الأوقات منبها الى ان كرامة الأعوان والنقابات الأساسية خط احمر لن تسمح الجامعة أبدا بالمساس بها.