مازال نزيف الاسفلت مستمرا بمنطقة الهدادرة الراجعة اداريا الى معتمدية جمال من ولاية المنستير والواقعة على الطريق الرئيسية رقم 1 الرابطة بين تونس وصفاقس عبر سوسة وتحديدا 30 كم جنوبسوسة. هذه المنطقة (أي الهدادرة) شهدت نهاية الاسبوع الماضي حالة احتقان قصوى بعد غلق الطريق المذكورة أعلاه من قبل المواطنين على خلفية حادث مرور تسبب في مقتل تلميذ شاب في مقتبل العمل بعد ان دهسته سيارة مسرعة قبالة منزلهم. هذا الحادث القاتل يعتبر الرابع في المدة الاخيرة حيث سبقه ثلاثة حوادث اثنان منها قاتلة أحدهما قضى فيها ابن عم الهالك الاخير، وقبله قضى كهل في خمسين من العمر وأب لأربعة اطفال دهسته شاحنة على اثر خروج من الجامع بعد أداء صلاة الجمعة. وكان ذلك منذ بضعة اشهر وفي نفس المكان الذي قضى فيه الشاب المولدي راشد الاسبوع الماضي وقبله ابن عمه خيري وقبلهما فقد احد الاجوار ساقه نتيجة صدمة اخرى ودائما في نفس المكان تقريبا. استخفاف هذا الكم من الحوادث وفي ذات الموقع تعامت عليه عيون أولى الامر وخاصة مصالح التجهيز التي لم تكترث لا بتقارير الأمن، ولا السلط المحلية، ولا المواطنين والتي طالبت جميعها بإيجاد حل لهذه المعضلة بتركيز مخفضات سرعة أو على الاقل اشارات واضحة للمدرسة والمستشفى ومحطة النقل، حيث المئات من بنات المعامل، ولكن لا حياة لمن تنادي بل الأكثر وجعا من ذلك ان احدهم من الفاعلين في الجهة طالب المواطنين بمزيد الصبر و ... «السلوان» في انتظار توفر المال اللازم لمصالح التجهيز لانجاز هذه المخفضات وهي الاجابة التي زادت في حالة الغم والاحتقان وجعلت المواطنين يعتمدون على النفس و «يَصْنَعُوا» مخفضات كما اتفق مما يُنبئ بحوادث خطيرة بدأت فعلا في الحصول على امتداد الايام الثلاثة الماضية ومرشحة للمزيد ما لم تتحرك الجهات المعنية والتجهيز منها بالخصوص بدل رمي الكرة في ملعب الأمن الذي يعيش معاناة كبيرة كنا شاهدين عليها منذ السبت الماضي والى غاية تقريرنا هذا...