منذ أكثر من شهر أفردنا غول الطريق بصفحة على جريدتنا وبعناوين بارزة في »الأولى« والداخل« وذلك بشكل متعمد في سبيل مزيد من الانارة واثارة الانتباه الى هذا »الداحس الأغبر« الذي تجاوزت وقائعه الطاحنة »داحس وغبراء« صحراء نجد. إذن تحدثنا منذ اسابيع عن دراجة مجنونة دهست توأما فاردت واحدة مقتولة وجعلت أخرى معطوبة.. وعن »حجرة التجهيز« التي ذهبت بروح مهندس فسفاط يعتبر من الكفاءات التي لاتتكرر حدث ذلك في المنستير وقفصة وهاهو السيناريو يتجدد ويعاود الدم سيلانه بجهة المنستير حيث شهد أقصى غرب الولاية هلاك التلميذ »خيري« (8 سنوات) بعد تعرضه لصدمة قاتلة فور خروجه من المدرسة من سيارة يقودها معلم وذلك في منطقة الهدادرة (30 كلم غرب الولاية).. اما شرق الولاية وتحديدا منطقة خنيس فقد كان مسرحا لحادث آخر بالتّزامن مع الحادث الأول اسفر عن هلاك شخصين احداهما زوجة الاستاذ الدكتور محمد البدوي (اتحاد الكتاب) وجرحى من بينهم الاستاذ نفسه الذي اصيب اصابات بليغة... ❊ تعاز ومواساة بمجرد تناهي الخبر الاول الينا (أي مصرع التلميذ) تحولنا الى موقع الحادث ثم المدرسة ثم بيت الهالك رفقة الاخ محمد صالح الغضاب الكاتب العام للنقابة الجهوية للتعليم الاساسي والسيد المختار الهداوي مدير التعليم الاساسي هناك وفي المواقع الثلاثة خيم الحزن ولاحظنا حالة الوجوم التي عليها الاطفال والمعلمون والمعلمات الذين نظموا زيارات جماعية إلى بيت الهالك التي لم يختلف حالها عن حال المدرسة بل زاد وخاصة والدي القتيل (السيد عبد المجيد راشد وزوجته السيدة فايزة اللذين تفوق حالتهما الوصف). ❊ إهمال وكما أسفلنا فإنّ القتيل خيري كان خارجا للتوّ من مدرسته عندما صادفته سيارة يقودها معلم يدرس في مدرسة مجاورة قد يكون تفاجأ بوجود التلميذ خاصة في ظل غياب العلامة المشيرة الى المدرسة لا بل هي موجودة ولكنها مضطجعة في نومة طويلة منذ اشهر رغم اشعار مصالح التجهيز حسب إفادات الأهالي... وقد تمّ »تفنيدها« اثر اصابة خيري من طرف مواطنين بشكل عشوائي مع ربط أجزائها ب »تلّ« وهو ما اعتبر اهمالا ناتجا عنه موت وفجيعة اخرى للمعلم السائق الذي سلم نفسه لرجال الحرس وهو رهن الايقاف حاليا وتلك خسارة اخرى سيدفعها حتما تلاميذه.. ❊ الحال الأعسر على الضفة الاخرى في شرق الولاية كانت مصيبة صديقنا الاستاذ الدكتور محمد البدوي مضاعفة فإلى جانب اصابته البليغة على مستوى الاطراف السفلى التي اعاقت حركته فقد فَقَد زوجته على عين المكان بعد اصطدام عنيف مع سيارة معدّة للكراء تسير بسرعة مفرطة أدّت الى هلاك سائقها فورا بعد ان قفزت واستقرت في البحر!! ❊ الاتحاد.. مرة أخرى كانت قد تحولت النقابة الجهوية للتعليم الى بيت التلميذ الهالك.. في حين تمت زيارة الاستاذ البدوي في المستشفى الجامعي بالمنستير حيث مازال يقيم هناك اقامة قطعها لحضور جنازة المرحومة زوجته على نقالة الاسعاف بموافقة ومساعدة ادارة واطباء المستشفى بعد اصراره على توديع رفيقة دربه وقد كان الموقف جدّ مؤثر في مقبرة المكان. الاستاذ البدوي ثمّن عاليا اهتمام جريدة »الشعب« وعلى امتداد عددين من الجريدة التي يتجاوزها الى المنظمة ككل اي الاتحاد العام التونسي للشغل الذي تتساوى عنده نضالات الفكر بنضالات الساعد.