الأرقام،الحقائق على ارض الواقع،قلق الأولياء وخوفهم على فلذات أكبادهم بعد علمهم بخطر الإرهاب المحدق بالمؤسسة والذي أكده الرئيس المدير العام لشركة النقل بالساحل لترهيب الطلبة والتلاميذ وإفزاعهم خدمة لأجندة حزبية سياسية لم تعد خافية على احد ،عدد القضايا العدلية المرفوعة لدى المحاكم بسوسة ضد هذا المسؤول،العجز المستشري الذي أوصل الشركة الى الإفلاس وتحولها في الأخير من مرفق عام تابع للدولة الى فرع من فروع حركة النهضة في الجهات. معطيات ثابتة يدركها القاصي والداني انطلاقا من والي سوسة وصولا الى الحارس الليلي للمؤسسة حول الوضع الكارثي الذي وصلت إليه شركة النقل بالساحل منذ تعيين الرئيس المدير العام الحالي الذي جاء الى سوسة محملا برسالة واضحة وبغيضة وهي ضرب العمل النقابي وترهيب النقابيين والعمال ومحاولة إجبارهم على الانسلاخ من الاتحاد العام التونسي للشغل وتوجيههم الى هيكل نقابي ناطق باسم حركة النهضة،محاولة تحولت الى محاولات ومناورات من قبل هذا المسؤول الذي فشل على مدى سنة ونصف تقريبا في إقناع حر واحد من أحرار الاتحاد العام التونسي للشغل بالشركة من الانسلاخ وهذا ما جعله إرضاء لأصحاب الفضل عليه يرد الفعل في اتجاهات أخرى ليكون الفشل في انتظاره من جديد. حين تتوحد نقابات الساحل مع تصاعد غطرسة الرئيس المدير العام وتوسع تهديداته بطرد الأعوان ومقاضاة النقابيين من اجل كتم كل نفس نقابي في المؤسسة ،لم يعد أمام نقابات شركة النقل بالساحل بكل من سوسة والمهدية والمنستير والجم والمكنين والنفيضة وجمال إلا باب واحد للنجاة وهو توحدها جميعا على كلمة واحدة وخط نضالي موحد حتى يمكنها « مصارعة هذا المسؤول المستبد والمتسلط الذي يجاهر علنا منذ قدومه الى سوسة بأنه صقر من صقور النهضة وانه مكلف بتنفيذ أجندة نهضوية ولا حول له ولا قوة ،وان من يرفض من الأعوان كأنه يبرز معارضته للحزب الحاكم في البلاد !! خطاب استفزازي ازرق لم يعد يحتمله الأعوان في الشركة الذين أصبحوا يعاقبون ويطردون لأتفه الأسباب ويحرمون في المقابل من أهم الحقوق،وهذا ما فرض اجتماع 28 أوت 2013 الذي حضرته النقابات الأساسية سالف الذكر بدار الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة تحت إشراف الكاتب العام المساعد عماد قريرة وانتهى بإصدار بيان شديد اللهجة وقعت عليه نقابات سوسة والمهدية والمنستير والمكنين والنفيضة وأكدوا من خلاله على قيامهم بوقفة احتجاجية يوم الخميس 29 أوت 2013 من الساعة الثامنة صباحا الى الساعة الحادية عشر صباحا وذلك بعد التنسيق مع الاتحادات الجهوية للولايات الثلاثة والجامعة العامة للنقل. وقفة حققت نجاحا قياسيا وكانت مؤطرة نقابيا كما يجب ونجحت في فضح الرئيس المدير العام أمام الرأي العام في سوسة المهدية والمنستير وكشف توجهاته السياسية وحقده على العمال والنقابيين. حين يتم تعنيف النقابيين أمام النجاح الساحق للوقفة الاحتجاجية بالولايات الثلاثة،ومع استعداد نقابات الشركة لتصعيد النضال اكثر بأساليب نضالية مختلفة أعطى الرئيس المدير العام لشركة النقل بالساحل تعليماته لرابطات حماية حركة النهضة بالمؤسسة لتعنيف أي عضو نقابي من سوسة يهم بالدخول الى المؤسسة،وقد كان الكاتب العام للنقابة الأساسية للشركة منير الوردي أول من تم تعنيفه تحت أنظار زملائه في نقابات المهدية والمنستير الذين سارعوا لنجدته قبل مرافقته الى إقليم الأمن الوطني بسوسة لرفع شكاية ضد المعتدين وفي مقدمتهم الرئيس المدير العام. في الأثناء وحال بلوغ خبر الاعتداء هذا الى أعوان الشركة بمختلف المراكز والأقاليم سارعوا على الفور تضامنا مع زميلهم بالتوقف عن العمل ورفضوا استئنافه قبل إلقاء القبض على المجرمين المعتدين وتطهير شركة النقل بالساحل من تقاريرهم البوليسية وتعنيفهم للنقابيين والأعوان. حين يطل الهاروني حاملا سيفه !! نظرا لحالة الشلل التي عرفتها ولايات سوسة والمهدية والمنستير على مستوى النقل بالشركة لمدة يومين كاملين وعجز الرئيس المدير العام الذي سارع بالهروب الى تونس خوفا من الأعوان و الحرفاء الذين ابدوا تضامنا ملفتا مع الأعوان وأعضاء النقابات الأساسية للشركة اضطر الوزير عبد الكريم الهاروني الى القدوم شخصيا الى سوسة ليس من اجل حلحلة الوضع والاطمئنان على صحة النقابي الذي تم تعنيفه وطمأنة الأعوان بان هذا الرئيس المدير العام لم يعد له مكان بالشركة،وإنما اطل حاملا سيفه مثلما توقع الجميع سيف التشفي والانتقام حيث أعطى أوامره بالإيقاف الفوري عن العمل لكامل أعضاء النقابة الأساسية بسوسة وعضوين من اللجان المتناصفة وعونين،وهذا ما زاد من حدة الاحتقان حيث تجمهر الأعوان بمستودع الشركة وبمحطة باب بحر استنكارا لهذا القرار الظالم والجائر . الطرف النقابي يتحرك قرار إيقاف أعضاء النقابة الأساسية لشركة النقل بالساحل بسوسة عن العمل ،لم يستسغه الطرف النقابي حيث نددت به الجامعة العامة للنقل ،واستنكرته المركزية النقابية،وشجبته الاتحادات الجهوية بكل من سوسة والمهدية والمنستير،وكان هناك إجراءات نقابية في الأفق لولا جلسة 2 سبتمبر 2013 التي أرادها الطرف النقابي منطلقا لحوار جدي ينهي أزمة شركة النقل بالساحل ، ولكن الرئيس المدير العام وممثلي الوزير في نفس الجلسة اظهروا لا مبالاة شديدة واستهتار بمطالب النقابات والأعوان وهذا ما دفع بالأخ كمال سعد الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل الى مقاطعتها والانسحاب مؤكدا على قدرة الاتحاد العام التونسي للشغل على حماية منخرطيه ونقابييه. الرئيس المدير العام ورط نفسه !! في خطوة سافرة وجبانة تدل على مستوى الرئيس العام لشركة النقل بالساحل،اطل هذا الأخير على قناة الحوار التونسي واصفا النقابيين بالعصابات ومؤكدا على تبرأ الاتحاد العام التونسي للشغل والاتحادات الجهوية بسوسة والمنستير والمهدية من الوقفة الاحتجاجية ومن أي خطوة نضالية تصعيدية قد تقدم عليها نقابات الشركة،هذه المغالطات السافرة والجبانة من مسؤول بارع جدا في الكذب جوبهت على الفور بتكذيب سريع من الاتحادات الجهوية المعنية كما سارع الاخ محمد العجيمي الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بسوسة بإصدار توضيح رسمي أكد من خلاله على شرعية الوقفة الاحتجاجية ومساندة الاتحاد الجهوي لنقابات الشركة وأعوانها،كما سارع الموقع الرسمي للاتحاد العام التونسي للشغل وكذلك جريدة الشعب بتأكيد مساندة الاتحاد العام التونسي للشغل للنقابيين والأعوان الموقوفين عن العمل وتدارس سبل الرد على هذه المظلمة الادارية الصارخة والجبانة.