بالتعاون مع الاتحاد الدولي للشبكات UNI (منظمة نقابية عالمية تشمل عديد القطاعات ومقرها المركزي جينيف) والنقابة الهولندية في قطاع التنظيف FNV، نظمت الجامعة العامة للمهن والخدمات ندوة دولية تكوينية لعاملات التنظيف تمّ فيها تقديم أهم الآليات للتكوين النقابي في قطاع التنظيف وصياغة برنامج توعوي لتعزيز الانتساب النقابي في القطاع. وافتتح الأخ منجي عبد الرحيم منسّق نقابات شمال إفريقيا والشرق الأوسط بمنظمة UNI أشغال الندوة. حيث تطرّق إلى المشاكل التي يعانيها قطاع التنظيف في تونس من تدني الأجور وغياب التغطية الاجتماعية و الإطار القانوني الهش المنظم لهذا القطاع. وقالت الأخت حياة الطرابلسي الكاتبة العامة لجامعة المهن والخدمات إن هذه الندوة تندرج ضمن الاتفاق الذي وقّعه الاتحاد العام التونسي للشغل والذي يقضي بإلغاء المناولة وإدماج عملة هذا القطاع بالوظيفة العمومية. وأضافت الأخت حياة الطرابلسي إن هذه الشراكة مع الاتحاد الدولي للشبكات UNI والنقابة الهولندية في قطاع التنظيف FNV تهدف إلى تبادل الخبرات والمساهمة في تطوير هذا القطاع والدفاع من مكتسبات العاملات والدفاع عن حقوقهن. وبيّنت الأخت حياة الطرابلسي أن القانون الذي يحمي عاملات التنظيف هشّ. وطالبت بسنّ منشور جديد يمكّن عاملات التنظيف من حقوقهن المادية والمعنوية. وتعدّ هذه الندوة الدولية التكوينية الأولى من بين 4 مشاريع ندوات في قطاع التنظيف ستلتئم في 2014. حيث وقفت المشاركات عند المشاكل والعراقيل التي تعترض عاملات التنظيف في القطاع الخاص أساسًا. وتشتغل عاملات التنظيف في القطاع الخاص وقتًا مجزّءًا من النهار ويتقاضين مرتباتٍ زهيدةً لا تتجاوز أقصاها 120 دينار. تحدّثن إلى الشعب عن معاناتهنّ في العمل وعن استغلالهنّ المفرط والذي يتجاوز ما كلّفن به وطالبْن بعدم ذكر هوياتهنّ حتى لا يُحلْن على الطرد. ليلى عاملة تنظيف بإحدى البنوك الخاصّة تجاوزت عقدها الرابع تحدّثت عن عدم وجود بطاقة خلاص أو تغطية اجتماعية. وأكدت ليلى أنها لا تستطيع المطالبة برفع الأجر خوفًا من إحالتها على الطرد. وتقول الأخت فاطمة أرملة وأم لستة أطفال وعاملة بإحدى الشركات البترولية أنها تتقاضى مرتب 100 دينار شهريّا وهو أجر لا يسدّ حاجيات أسرتها لمدة أسبوع. الأمر الذي دفع بها إلى العمل في أماكن أخرى لتغطية مصاريف العائلة. وفي السياق ذاته أكدت لمياء عاملة تنظيف بإحدى البنوك الخاصة لم تتجاوز عقدها الثالث من العمر، أن ظروف العاملات صعبة وقاسية وهنّ يتعرّضن أحيانًا إلى الشتم من المسؤولين. وطالبت لمياء بإحداث تشريعات قانونية صلبة لردع هذه التجاوزات وتمكين العاملات من حقوقهنّ المشروعة. ومثّلت الندوة الدولية التكوينية لعاملات التنظيف فرصةً لتحسيس العاملات بالانتماء لمنظمة الاتحاد العام التونسي للشغل. وتنظيمهنّ في هياكل نقابية للدفاع عن حقوقهنّ، والوقوف عند العراقيل التي حالت دون وصول عملة التنظيف إلى تقاضي راتب محترم وعمل لائق يستجيب لمقومات حقوق الإنسان. وخلُصت الندوة إلى ضرورة إحداث تشريعات تحمي هذه الفئة من العملة من الضياع والتهميش. وتمتيعها من حقوقها المادية والمعنوية على غرار بقية القطاعات الأخرى. وتوحيد جهود نقابات التنظيف في القارة الإفريقية والأوروبية للدفاع عن مكتسبات قطاع التنظيف وخاصة الفئة النسوية. وقد كان للأخ حسين العباسي الأمين العام للاتحاد لقاء مع العاملات. حيث استمع إلى مشاكلهنّ ووعدهنّ بتبني مطالبهنّ والدفاع عنها.