على إثر الاعتصام الذي شنه عملة مركز زراعة التبغ بغار الدماء والذي استمر أكثر من ثلاثة عشر يوما احتجاجا على قرار الإدارة المفاجئ والانتقائي بالاستغناء عن خدمات مجموعة كبيرة من عمال المركز والذي يأتي بدوره كإجراء ضمن سلسلة من الاجراءات التي سبقتها منذ تاريخ تأسيس النقابة الاساسية للتبغ بغار الدماء كان اهمها مثول كاتبها العام الأخ محمد صالح المصلي امام مجلس التأديب ليتخذ في حقه قرار بإيقافه عن العمل لمدة أربعة أشهر، والسبب في ذلك انه استطاع في وقت قصير ان يميط اللثام عن أوضاع مهنية واجتماعية مزرية يعيش فيها عملة هذا المركز منذ عقود وكأني بهم خارج دائرة الزمن وان لهؤلاء منظمة اسمها الاتحاد العام التونسي للشغل تقف الى جانبهم وتسند نضالاتهم وتؤطر جهدهم بما يخدم مصالحهم، ومن ورائها المصلحة الوطنية ككل وقد استطاع الوفد التفاوضي ممثلا في الاتحاد الجهوي للشغل والجامعة العامة للمالية والاتحاد المحلي بغار الدماء والنقابة الاساسية خلال جلسة العمل التي جمعته بممثلي الادارة العامة للتبغ بمقر تفقدية الشغل والمصالحة التوصل الى اتفاق ينص على عودة كل العمال الى سالف نشاطهم بمركز عملهم وفقا لمحضر الاتفاق المبرم في 19 فيفري 2007 على ان يتم التفاوض في جلسة لاحقة في موفى شهر افريل في كل النقاط العالقة والتي ابدى الطرف الاداري بالمناسبة تفهما في شأنها واستعدادا للعمل على تسويتها باعتبارها تمس في العمق كرامة العامل واعتداء على ابسط حقوقه التي يكفلها القانون. وللعلم فقط فإنه بحسب المعطيات المتوفرة لدينا من لدن الادارة نفسها فإن مركز غار الدماء للتبغ يعد واحدا من اهم المراكز المنتجة لهذه المادة والتي تدر ارباحا كبيرة على خزينة الدولة ناهيك عن تضاعف نسق انتاجه خلال السنوات الاخيرة. فهل لهؤلاء العمال البسطاء شيء بسيط من هذا الدخل الكبير وهل لهم بعض ما يحفظ كرامتهم.