إلى متى كل مرة يدفع شعبنا العربي الفلسطيني الضريبة غالية ؟ فأين يكمن السبب يا ترى ؟ هل في عيشه كلاجئ ؟ أم هو المتسبب في ذلك ؟ فنحن نرى ومن حقنا أن السبب الرئيسي في ذلك يرجع إلى عيشه كلاجئ في الدول العربية . فمنذ تأسيس دولة الكيان الصهيوني في 15ماي1948 و الشعب الفلسطيني يعيش في المخيمات. ففي 1970 تعرض الشعب الفلسطيني إلى إبادة رهيبة من طرف النظام الملكي الأردني لان الشعب الفلسطيني بقياداته الوطنية خير أسلوب المقاومة والتحرير فظهر كقوة وفتح جبهة له على حدود الأردن لصد العدوان الصهيوني والنضال في سبيل قضيته العادلة باسترجاع حقه على أرضه التاريخية و في 1976 قام النظام السوري بتصفيته مرتكبا في حقه مجزرة تل الزعتر الوحشية . وفي غزو بيروت سنة 1981و الذي كان الهدف منه ضرب المقاومة الوطنية الفلسطينية و في 16 أيلول 1981 ارتكبت أبشع المجازر في صبر و شاتيلا تحت إدارة مجرم الحرب الإرهابي شارون و من تواطىء معه من ميليشيات القوات اللبنانية والتي مازال منها على الساحة اللبنانية إلى الآن من يأمر وينهى. و في غزو العراق للكويت سنة 1991 يدفع الفلسطينيون كالعادة ضريبة الدم فيقتلون و يشردون و يهجّرون تحت ذريعة مساندة النظام العراقي . و بعد احتلال العراق من طرف التحالف الأمريكي البريطاني الصهيوني الرجعي في التاسع من افريل المشئوم سنة 2003 كان الفلسطينيون ولا يزالون ضحايا تواجدهم في العراق كلاجئين فتدفع بهم آلة الحرب الصهيونية الأمريكية إلى التشرد و التهجير و التقتيل من جديد تحت عنوان مساندة المقاومة. و لا تزال مآساتهم تثير ردود فعل المنظمات العربية والدولية لحقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية ومنظمات الصليب الأحمر الدولي واللاجئين.وها هم مجددا في لبنان في مخيم نهر البارد يدفعون الضريبة كالعادة وهذه المرة تحت عنوان تطهير المخيم مما يسمى بظاهرة فتح الإسلام . فأي مصير هذا الذي يلاحق شعبنا الفلسطيني كل مرة وفي كل مرحلة؟ هل حكم عليه أبدا بدفع الضريبة تلو الضريبة من طرف بعض الأنظمة العربية الرجعية وتواطئها مع التحالف الأمريكي الصهيوني ؟ و على سبيل المثال لا الحصر هاهي بعض الأصوات الرسمية تدعو بطريقة أو بأخرى إلى التنازل عن حق العودة . و بالرغم من هذه الصعوبات فالحل كل الحل يكمن في التمسك بالحق الشرعي و التاريخي في العودة و النضال من أجله. فإلى متى, شعبنا الفلسطيني يقتل ويشرد ويهجر باسم عناوين شتى وتحت ذرائع عدة تختلف في المسميات والحال أنّ المضمون واحد ؟ فالمطلوب من القوى التقدمية في الوطن العربي. هذه الجرائم المتكررة وذلك بفرض حق العودة على العدو الصهيوني والرجعية العربية كحق تاريخي مقدس لا غنى عنه على كامل فلسطين كل فلسطين التاريخية من النهر إلى البحر ومن الجنوب إلى الجنوب. إن النضال في سبيل تقرير حق مصير شعبنا العربي الفلسطيني في بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف هو الكفيل لوحده بمنع تكرار مسلسل هذه الجرائم . نقول ذلك ونحن على يقين بان الطريق لازالت وعرة وطويلة وشاقة وتتخلله الصفقات والتصفيات التي تستغلها الرجعية العربية بتواطىء مع العدو على حساب حق شعبنا التاريخي في أرضه التاريخية . ألا يكفي شعبنا الفلسطيني ما يعانيه من طرف العدو الصهيوني من مجازر وحشية وإبادة جماعية طالت الأرض والشجر والنبات والبشر والحيوانات والنبات في ظل تغطية وحماية دولية وحماية أمريكية خاصة وصمت عربي رسمي مطبق.؟ فمن دير ياسين إلى جينين وشعبنا مايزال عرضة لأبشع أنواع الميز العنصري البغيض إلا انه مازال صامدا، يقاوم وذلك قدره كقدر هذه الأمة في الوقوف ضد الغزاة و المستعمرين والظالمين . إن ما يجري في لبنان من مؤامرات تحاك ضد وحدته باسم القضا ء على ظواهر معزولة إنما يستجيب إلى المشروع الصهيوني الأمريكي في التقسيم والفتنة الطائفية . فالمطلوب من كل القوى المحبة للشعب العربي ولهذه الأمة وحدتها وحريتها أن يمنع الاقتتال الدائرة رحاه الآن في لبنان في نهر البارد وهاهو بدأ يمتد إلى نهر الحلوة و ربما إلى باقي المخيمات الفلسطينية .فالحل لايكون بتوجيه البنادق إلى فتح الإسلام كظاهرة سياسية ربما انشاتها الدوائر الرجعية في أوساط بعض المخابرات المحلية والدولية لأمر في نفس يعقوب . وإنما يكمن في الحل السياسي السلمي دون إشعال حرب ليست في صالح أي طرف كائن من كان خاصة وان هذه الظاهرة كانت في الأصل معزولة ويمكن محاصرتها بطرق سلمية من طرف القوى العربية التقدمية التي تحرص على سلامة وامن الأمة العربية فلسطينية . فلماذا النبش في تراب ملغوم ؟ والى متى يدفع شعبنا كل هذه المعاناة ؟ فإلى متى ؟