يعتبر الحديث مع لاعب القرن وصاحب الكرة الذهبية الافريقية طارق ذياب من المسائل الهامة والتاريخية التي تجعل القارئ يجد لذة كبرى في التمتع بآرائه وأفكاره نظرا لتحاليله القيّمة في ميدان كرة القدم. طارق كان لنا معه هذا الحوار الذي اردناه ان يكون اساسا وخاصا بأوضاع الترجي الحالية بعد تزكية السيد حمدي المؤدب رئيسا جديدا له: ماذا يعني لك انتخاب حمدي المؤدب رئيسا جديدا للترجي الرياضي التونسي؟ اعتبر تولي حمدي المؤدب منصب رئاسة الترجي مكسبا كبيرا لكل الترجيين نظرا لما يتمتع به الرجل من حنكة وخبرة في التسيير، اضافة الى اخلاقه الرفيعة جدا. ماذا تنتظر من السيد حمدي المؤدب؟ انا على يقين ان حمدي المؤدب الذي يحظى بإجماع كل الترجيين قادر على توحيد صفوف كل ابناء الترجي دون استثناء بعيدا عن كل اقصاء، وهذا في حد ذاته يعتبر مكسبا هاما لانه لا احد من رؤساء الترجي السابقين استطاع القيام بذلك في ظل الانقسامات العديدة التي عاشها الترجي الرياضي على امتداد السنوات الاخيرة. هل لك من اقتراحات عملية؟ أطلب من كل الترجيين الالتفاف حول رئيس فريقهم الجديد بما انه كان أكد على امتداد السنين الاخيرة انه اكبر وأول مموّل للترجي حتى وهو خارج دائرة التسيير، فما بالنا وهو يتحمل اليوم مهمة قيادة الامور من الداخل، أكيد انه سينجح ولكن شريطة تضافر كل الجهود لأن «اليد الواحدة لا يمكنها ان تصفق». اما عن المقترحات فالاكيد انها ستأتي في وقتها. من اين يمكن ان يبدأ المؤدب العمل؟ يجب على كل الترجيين الالتفاف حول برامج عمل السيد حمدي المؤدب وليس حول شخصه اقول كذلك يجب ان يتخلى الترجي الجديد عن طريقة عمل «كُلْ يُومْ ويُومُه» لانه لا يمكن ان نفرح كثيرا عندما يضحك السيد حمدي وكذلك لا نتأثر كثيرا عندما «يغضب» يجب اليوم ان نعيش على وقع برنامج عمل واضح المعالم ضمن تخطيطات واضحة وليس حسب «المزاج». لماذا مثل هذا الكلام وفي مثل هذا الوقت؟ لأن الترجي الرياضي عاش عديد الازمات التسييرية والفراغات عبر مسيرته الطويلة لانه عندما يسافر رئيس الفريق تتعطل كل الامور، وفي غيابه ليس هناك من المسؤولين من هو قادر على تعويضه او حتى اتخاذ قرار سهل لتيسير امور العمل داخل الفريق. نحن نريد ان نقطع مع الفردنية والشخصنة ليكون الترجي مؤسسة مكتملة المواصفات. اين يكمن الحل؟ هنا اقترح اعادة هيكلة الترجي مع حسن توزيع المسؤوليات وذلك باختيار الرجل المناسب للمكان المناسب، فرئيس الترجي عليه ان يرسم الخطوط العريضة ويخطط للبرامج القيّمة، فيما يقوم بقية المسؤولين بتنفيذ هذه البرامج، كل حسب امكانياته. هنا يجب تشريك كل القوى العاملة بالفريق في المسؤولية مع عدم الانفراد بالقرارات المصيرية (pouvoir de décisions) . هذا ما ننتظره من حمدي المؤدب الذي لا نشك لحظة في اخلاصه للترجي بما انه اقام الدليل على انه لا يساوم لحظة واحدة من اجل مصلحة الترجي. فمن يحب الترجي، يجب ان يحبه في جميع الاحوال والاوقات وليس في الاوقات التي يكون هو مسؤولا بالفريق فقط؟ مثلا؟ كان بودي لو سخّر أحمد بوشماوي طاقاته لإعادة اللاعبين أمين اللطيفي وحمدي الحرباوي للترجي قبل التحاقه بهيئة حمدي المؤدب حتى لا يقال ما نحن بصدد سماعه هذه الايام، ولكن مثل هذه «الميزة» من الصعب ان نجدها عند عامة الناس. فشتان بين حمدي المؤدب وبين البقية الباقية من مسؤولينا وهذا لوحده كاف لتأكيد عديد المسائل الاخرى. كيف تقيّم فترة عمل السيد عزيز زهير؟ تعتبر الحصيلة ايجابية، لانه باستثناء الموسم الاول 2004 / 2005 والذي اخذ فيه عزيز القطار وهو يسير فانه أمكن له الحصول على ثلاثة ألقاب من مجموع 4 (ثنائي وكأس)، ولكن هذا لا ينفي ان السيد عزيز زهير ارتكب بعض الاخطاء التقديرية، كمجازفته بالاعتماد على بعض المدربين العاديين في أوقات حساسة وحرجة جدا، كما انه فرط في عديد اللاعبين الذين يعتبرون من ركائز الفريق في المقابل قام بعديد الانتدابات «المرتجلة» والتي لم يكن بإمكانها تقديم اضافات تذكر للفريق، واذا أضفنا حسب رأيي الخاص الاهمال الحاصل في العمل القاعدي مع الشبان وعدم الاحاطة بهم بالكيفية المطلوبة فانه يمكننا القول ان الترجي قادم على مرحلة اكثر من صعبة، هنا يجب على المسؤولين الحاليين اعادة النظر في عديد الاشياء لأننا بالنهاية لا نريد ألقابا مزيفة او ألقابا اتخذت من خلال مزية او هدية في اصناف الشبان، بقدر ما نبقى متعطشين لتفريخ اللاعبين الذين يستطيعون اخذ المشعل في المستقبل القريب. بماذا تختم هذا الحديث؟ لحمدي المؤدب أقول ان هزيمة الفريق في باجة عليها ان لا تؤثر في معنوياتك بما انها خارجة عن نطاقك وان ثقتنا فيك لا تزحزحها هزيمة أو اثنين لاننا على اقتناع تام بأنك قادر على اعادة ترتيب البيت رغم صعوبة المهمة. اما لعزيز زهير فانني أقول انني لم أتعمد الإساءة الى شخصك مثلما نشرته احدى الأسبوعيات بعد حديثي لها لأن أخلاقي لا تسمح لي بذلك وأني لن أكون بأية حال من الاحوال مثل أولئك الذين سعوا لإسقاطك بشتى الوسائل، لانه لا يحق لهؤلاء الذين يدعون حب الترجي ان نسميهم بأبناء الترجي؟!!! مع شكري الموصول لأسرة الشعب الرياضي على المجهود المبذول لتغيير المشهد الرياضي في تونس وبالتالي المساهمة في تنقية الأجواء الرياضية وكذلك معالجة بعض الملفات الاخرى.