بعد ان شهد شهر رمضان تزايدا واضحا في الحاجيات الغذائية والاستهلاكية لدى العائلات التونسية بما إستوجب جهودا كبيرة لتزويد الاسواق وتوفير الحاجيات ومن ثمة التحكم في الاسعار وجعلها في مستوى المقدرة الشرائية للمواطن، فإنه واستنادا الى الاحصائيات المتوفرة لدينا خلال الثلاثة الاسابيع الأخيرة من شهر الصيام يمكن القول ان عمليات التزويد والاستهلاك كانت كما يلي: المنتوجات الفلاحية والصيد البحري فعلى مستوى التزويد بمنتوجات الفلاحة والصيد البحري بمختلف الجهات، تم تسجيل نوعا من الانتظامية مع بعض الوفرة والتنوع في العرض. حيث بلغت الكميات الجملية من الخضر والغلال الموزعة على 19 سوق جملة 82 ألف طن منها 32 ألف طن وردت على السوق ذات المصلحة الوطنية ببئر القصعة. أما بالنسبة للأسماك فقد بلغت جملة الكميات الواردة على السوق ذات المصلحة الوطنية ببئر القصعة خلال فترة الاسابيع الثلاثة من شهر الصيام 33 ألف طن أي بنسبة تقدر ب 03 بالمائة مقارنة مع نفس الفترة من السنة الفارطة وذلك بما ساهم في اعتدال الاسعارمقابل تراجع عرض الطماطم ذات الانتاج الصيفي الواردة على سوق الجملة ببئر القصعة من معدل 140 طن يوميا الى 90 طن وتزامنه مع بروز الانتاج الآخر الفصلي لمادة الطماطم بكميات مرضية تم تسويقها على مستوى الجملة بسعر أقصاه 400 مليم الكلغ مقابل 300 مليم الكلغ بالنسبة للطماطم ذات الانتاج الصيفي.والحقيقة، أن المخزونات التقليدية قد ساهمت في تحسين العرض في مادة لحوم الابقار 2400 طن ولحم الضأن 144 طن وشرائح الديك الرومي 132 طن والحليب 17 مليون لتر والبيض 52 مليون بيضة والبطاطا 16 الف طن. كما تحسنت عروض الباكورات مقارنة مع العشرية الأولى من رمضان الجاري خاصة بالنسبة للبصل الاخضر + 34 والجلبانة + 481 والدقلة فروع + 168 والقنارية + 92 . وإذا كانت هذه المؤشرات تقدم صورة واضحة على مستوى المواد والتزود فإن ما يمكن ملاحظته على مستوى الاسعار وبصورة عامة خلال الاسابيع الثلاثة الأولى من سنة 2006 هو وجود نوع من الاستقرار في اسعار آغلب المنتوجات بمختلف الجهات مع وجود بعض الفوارق حسب النوعية مما مكن من تلبية حاجيات مختلف الشرائح، غير أنه ومقارنة مع بداية رمضان 2006 والثلاثة أسابيع الأولى من رمضان 2005 يلاحظ بالنسبة لاسعار التفصيل ما يلي: 1) تراجع في اسعار المنتوجات العادية البطاطا (- 4 )، البصل الجاف (- 4 الى 36 ) والبصل الاخضر ( 8 الى - 18 ) الطماطم (- 5 الى 28 ) الجزر (- 4 ) القارص (- 2 الى - 4 ) ، التفاح (- 1 الى 7 ) والدقلة فروع (- 4 الى - 21 ) مع وجود ارتفاع طفيف في أسعار المنتوجات المتميزة بتزايد مفرط في الطلب مثل المعدنوس ، الكرافس وبعض المنتوجات الأخرى الفصلية مثل العنب المسكي (+ 7 ) والخوخ (+ 3 ) . الفواكه الجافة والمرطبات حسب الارقام والمؤشرات المتوفرة لدينا والمتعلقة دائما بالاسابيع 3 الأولى من شهر رمضان، فإن ما يمكن ملاحظته هو وجود تراجع في اسعار الفواكه الجافة مقارنة مع موسم 2005 وذلك بنسب متفاوتة (اللوز الاحمر من 15 الى 18 ) (اللوز الابيض من 2 الى 19 ) (البوفريوة من - 38 الى 50 ) (البندق 4 ) الجوزة المقشرة من - 3 الى - 10 ) مقابل ارتفاع طفيف في اسعار الفستق البلدي المقشر بنسبة 10 . ففي مستوى العشرية الأولى من رمضان 2006 وباستثناء الارتفاع الطفيف المسجل في اسعار البوفريوة (1 د الكلغ) نتيجة الضغوطات التي تعرفها اثناء التزويد فقد تراجعت الاسعار بنسب هامة وخاصة بالنسبة للوز (- 4 الى 20 ) والبندق من ( - 3 الى - 8 ) والفستق المورد من (- 6 الى - 13 ) والفستق البلدي المقشر (- 10 الى - 14 ) وبالتوازي مع هذه المؤشرات فإن هناك بعض التخفيضات الاختيارية من قبل أهل المهنة بلغت حدود 5 ، حيث عرفت الاسعار في قطاع المرطبات بعض التخفيضات الفردية والملزمة تراوحت بين 10 و20 لدى 44 محل مختص في صنع وتوريد المرطبات بالاقليم. الملابس الجاهزة والاحذية للدقة والتوضيح، لا بد من التأكيد على ان مصالح المراقبة الاقتصادية، بادرت خلال النصف الأول من الشهر بمتابعة واقع السوق من حيث الاسعار والتزويد والاقبال بالنسبة للباس العيد تحديدا. وفي هذا الاطار، فقد تمت تغطية أهم المحلات والمركبات التجارية بالعاصمة، علاوة على تعميم هذه الحملة الاستقصائية داخل مختلف المناطق الداخلية. وقد افرزت اعمالها في شأن كسوة العيد المتكونة من صنفين (سروال وقميص أوتنورة ومريول ) أو (مريول وسروال وسترة) مع اضافة الحذاء، الملاحظات التالية: المحلات التجارية بالمدن العتيقة والاسواق الاسبوعية والتي تعرض الملابس العادية ومتنوعة الجودة وباسعار جدّ مقبولة. المركبات التجارية والمحلات المختصة في الملابس الجاهزة بأهم شوارع المدن والتي تروج الملابس المحلية ذات الجودة مع تخصص البعض منها في علامات محلية يلاحظ أجمالا. تراجع هام في الطلب نتيجة الاستغلال موسم التخفيض الصيفي لاقتناء الملابس. تراجع كلفة كسوة العيد مقارنة مع السنة الفارطة للاستغناء عن شراء المعاطف. استقرار في اسعار الملابس والاحذية المتداولة ومقارنة مع السنة الفارطة مع تسجيل ارتفاع طفيف لدى بعض التجار تراوح بين 2 و10 دينارات وقد ساهمت عدة عوامل في هذا الاستقرار منها: تمركز الانتاج المحلي المتميز بالجودة الراقية بأهم الفضاءات التجارية وبأسعار مقبولة من سن الى آخر. ترويج مخزونات منقولة من ملابس موردة حاملة لعلامات عالمية بأسعار تقل عن أسعارها العادية نظرا لكونها متأتية من انتاج آخر سلسلة (يتم ترويجها خاصة بالمركبات التجارية المتواجدة بالبحيرة وبالمنازه. وفرة في عرض الملابس المروجة بالمساحات الكبرى وتفاوت اسعارها حيث تتراوح كسوة العيد بهذه الفضاءات من 11 دينار الى 56 دينار للأطفال وبين 28 دينار و50 دينار للرجال وبين 26 و54 دينار للنساء. الاعلان عن تخفيضات بالتنسيق مع المهنة تقدر بنسبة معينة بالاضافة الى قرار تخفيضات فردية تتراوح بين 10 و20 . تنظيم تظاهرات وايام تجارية متنوعة بمختلف ولايات البلاد انطلقت بداية من النصف الثاني من شهر رمضان لاقت استحسان المواطنين بالنظر للأسعار المقبولة التي تم اعتمادها لهذه الفضاءات. المراقبة الاقتصادية تم تأمين 74976 زيارة افضت الى رفع 8520 مخالفة شملت قطاع الخضر والغلال ب 11 وقطاع اللحوم الحمراء 10 والدواجن 16 والموارد الغذائية 11 والملابس الجاهزة 5 والقطاعات المختلفة ب 13. وهكذا يمكن القول ان شهر رمضان قد مرّ بسلام على مستوى التزويد والتحكم في الاسعار وخاصة على مستوى فرض المراقبة الاقتصادية لوضع حد للتجاوزات وضمان الحقوق الاساسية للمستهلك التونسي الذي وجد الوفرة والنوعية والاختيار في الاسعار.